ستيني قتل ابنه الثلاثيني بسبب خلاف وآخر قتل رضيعا بطريقة غريبة جرائم تقشعر لها الأبدان لم يألفها مجتمعنا من قبل، قضايا مأساوية يرفضها المجتمع والدين والإنسانية، تسللت وبشكل مخيف في الآونة الأخيرة إلى كل الطبقات ببلادنا، الغنية منها والفقيرة والمتوسطة، إنها ظاهرة قتل الوالدين لأبنائهم. لا شك وكما هو متعارف عليه، فإن الأب يفني حياته في طلب العيش من أجل تربية أبنائه، وحينما يقرر في النهاية تصفيتهم لسبب من الأسباب، فهنا الأمر يصبح مختلفا تماما. وخير مثال على ذلك، ما شهدته مكناس في الآونة الأخيرة، من جرائم راح ضحيتها أطفال وشبان معظمهم أبرياء، على يد آباء نزعت من قلوبهم الرحمة بعد أن تجردوا من الدين والإنسانية، نذكر منها حالة هزت، أخيرا، حي القصبة أكدال بمكناس، حيث استفاق السكان على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب في عقده الثالث على يد والده الستيني طعنا بالسلاح الأبيض. وفور شيوع الخبر، حل بالمكان قصد المعاينة، ممثلو السلطات المحلية والعناصر الأمنية رفقة الشرطة العلمية، والوقاية المدنية، حيث جرى إيقاف المشتبه فيه داخل منزله (مسرح الجريمة) دون إبدائه أي مقاومة في وجه العناصر الأمنية، الذين تمكنوا من شل حركاته واعتقاله بعد حجز السلاح الأبيض الذي كان بحوزته. وحسب مصادر مطلعة، فإن المشتبه فيه (الأب) البالغ من العمر 62 سنة مطلق وجندي متقاعد دخل في نزاع حاد مع ابنه العاطل لأسباب لم يفصح عنها حتى الساعة، إلا أن مصادر مقربة رجحت أن تكون للحادث علاقة بالتصرفات غير المقبولة والسلوك العدواني الذي ينهجه الابن (الضحية) اتجاه والده المعروف وسط محيطه بالصرامة والجدية، ما دفع هذا الأخير، إلى توجيه طعنات قاتلة على مستوى بطن "فلذة كبده" بواسطة السلاح الأبيض، سقط الضحية إثرها مضرجا في الدماء، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بمسرح الجريمة. وجرى وضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تم نقل جثة الضحية إلى مستودع حفظ الأموات بمستشفى محمد الخامس بمكناس لإخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة. أما الحالة الثانية التي لا تقل فظاعة من سابقتها، فتتعلق بقتل أب ابنه الرضيع بطريقة غريبة وما فعله بجثته كان صادما. وتمت مؤاخذته من قبل غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمكناس، من أجل جناية العنف العمدي المفضي إلى الموت في حق ابنه الرضيع، وحكم عليه بعشر سنوات سجنا نافذا، مع تحميله الصائر والإجبار في الأدنى. وتتلخص وقائع القضية استنادا إلى محضر الضابطة القضائية المنجز، من قبل مصالح الدرك الملكي بمركز ميدلت بعد عملية إيقاف المتهم الأربعيني ، جاء فيه أن المسماة (ي. ا) تقدمت بشكاية تعرض فيها أنها كانت على خلاف مع زوجها المتهم، موضحة أنه مباشرة بعد عودته إلى البيت على الساعة الحادية عشرة ليلا، حاملا معه "ياغورت" لابنه الضحية، فاستفسرته عن سبب تأخره فأجابها بأنه اقتناه من منطقة بعيدة. وبعدها سمعت الأم صراخ ابنها الرضيع، الذي لم يكمل شهره الرابع، فسارعت إلى حمله بغرض إسكاته، ولما اشتد بكاء الطفل واحتدم الشجار بين الأبوين ،انقض الأب على بطن فلذة كبده بشكل وحشي، وحرك أحشاءه بقوة حتى أغشي عليه وعمد إلى رميه على الأرض بقوة، ما تسبب له في نزيف من أنفه وأذنه ليفارق الحياة بعد ذلك بوقت وجيز، رغم محاولة الزوجة الاستنجاد بجارتها دون جدوى. وأضافت المشتكية أن زوجها قرر رفقة شقيقه وأحد زملائه دفن جثة الرضيع دون علم السلطات المعنية، مبرزة أنه طلب منها عدم التبليغ عن وقوع الحادث وإلا ستنال مصير ابنهما. حميد بن التهامي (مكناس)