انتهازيـة مفضوحـة

العضراوي الباحث في العلوم السياسية حمل المسؤولية للأحزاب والدولة في التطبيع مع الظاهرة أكد ميلود العضراوي، الباحث في العلوم السياسية، أن مشكلة الترحال الحزبي مشكلة أخلاقية وثقافية، مرتبطة بمبادئ الانتماء أساسا والالتزام السياسي. وأوضح العضراوي أن ثقافة المنتمين إلى الأحزاب في المغرب عموما تشبعت بميول الانتهازية والمصلحية ولم يعد هناك فرق بين الأحزاب المناضلة وأحزاب اليمين، التي تسمى أحزاب الإدارة، مؤكدا أن قيم الارتباط المصلحي والانتهازي المرتبط أصلا بطبيعة الظرفية وتقلباتها ومتغيراتها أصبحت هي المقياس الانتخابي لتصيد المناصب والمقاعد في المؤسسات المنتخبة. ويرى الباحث في العلوم السياسية، أن هذه الفوضى المسعورة تعود عليها المغاربة عند كل استحقاق انتخابي، مشيرا إلى أنه على بعد أسابيع قليلة من موعد الانتخابات البرلمانية والجماعية والجهوية التي ستجري في ثامن شتنبر المقبل ، أصبحت الحياة السياسية تعيش فوضى عارمة تحولت فيها الساحة إلى سوق كبيرة تتبارى فيها قوى الفساد الانتخابي ويطبعها الترحال السياسي من حزب الى آخر، بحثا عن التزكيات، وتشتعل فيها حرب المواقع في المجالس المنتخبة والبرلمان. وأكد العضرواي في حديث مع "الصباح" أن الأحزاب السياسية أصبحت تتنافس على الرتبة الأولى في الاستحقاق التشريعي، وترؤس الحكومة، إلا أن تحقيق هذا الهدف المشروع، لا يتأتى عن طريق تأطير المواطنين وتعبئة المناضلين، وبناء أحزاب قوية، بل أضحت تعتمد على أصحاب المال والنفوذ الانتخابي، بعيدا عن شرط الانتماء إلى الحزب والانخراط في ديناميته، لأن هذه المقاربة أضحت غير مجدية، في انتخابات يطبعها المال، وتغيب عنها البرامج التي تميز هذا الحزب عن ذاك. ولأن ترؤس الحكومة والبرلمان بغرفتيه، هو نتاج خريطة سياسية تصنعها التحالفات والتوافق بين الأحزاب التي تحصل على الرتب الأولى، يضيف العضراوي، فإن هذا السباق يفرض على كل حزب البحث المستميت عن أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لدخول معركة تشكيل التحالف السياسي للمشاركة في الحكومة. وقد أضحت ظاهرة الترحال بين الأحزاب أمرا مقبولا من قبل أغلب الأحزاب، وبموجبها يتم استقطاب أسماء من حزب آخر، علما أنها ممارسة ممنوعة طبقا للقانون، وقد نص على القانون التنظيمي للأحزاب منع الترحال، ومع ذلك أصبحت الظاهرة عملية عادية ومألوفة لدى المنتخبين والأحزاب بمختلف تلاوينها. إن ظاهرة الترحال في المغرب ليست جديدة، فقد مورست في استحقاق 2007 ونجح بها أكثر من حزب وفي 2016 عرفها حزب "المصباح" وبها فاز في أكثر من دائرة انتخابية، وعمد إلى تجريبها حزب الأصالة والمعاصرة، وقام باستقطاب عدة أسماء من باقي الأحزاب، وهي العملية التي انخرط فيها الجميع، دون استثناء، تحت مبررات حرية الانتماء والترشح، والبحث عن مرشحين أقويات لضمان الفوز بالمقعد. لقد أصبحت الأحزاب في المغرب حقا تنتعش وتتجدد من خلال ظاهرة الترحال السياسي، يقول العضراوي، مؤكدا أن الحد من هذه الفوضى والتسيب الانتخابي، وإخراج عملية التباري الانتخابي من دائرة النفعية والمصلحية إلى دائرة خدمة الصالح العام، يتطلب ربط المسؤولية بالمحاسبة وتطبيق القانون. وأكد أنه لو تم تفعيل هذه القيمة الأخلاقية والقانونية، لأصبح من الصعب تقديم الترشيحات والصراع على المناصب بالنسبة إلى العديد من المنتخبين، موضحا أن مسؤولية الدولة حيال الظاهرة ثابتة، نظرا للتسيب الذي يطبع العملية الانتخابية، وما يصاحب ذلك من استعمال مفضوح للمال السياسي، وضلوع بعض المسؤولين الترابيين في تكريس الفساد الانتخابي، بغض الطرف عن الممارسات الخارجة عن القانون. وأوضح أن الترحال لم يشمل المرشحين فقط، بل هم الناخبين أيضا، من خلال إغراق دوائر بناخبين مرحلين للإدلاء بأصواتهم، كما وقع في سبت جزولة، والتي تم إغراق بعض دوائرها بسكان مستقدمين من آسفي والنواحي، وقد تم رفع شكايات الى الجهات القضائية المسؤولة دون أن تكون لذلك نتائج إيجابية. برحو بوزياني

انتهازيـة مفضوحـة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكالمات تسقط كولونيلات

مصرع شاب غرقا بالحسيمة

مقالات ذات صلة