حسن فكاك قال أن الوسط المنظم للرياضة كله فاشل وعلينا ابتكار أسلوب يناسب ثقافتنا أكد حسن فكاك، المدير التقني للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، أن الوسط المنظم للرياضة بالمغرب كله فاشل، ويتعين إيجاد نظام خاص بالرياضة الوطنية، مشيرا إلى أن جميع الذين حصلوا على ميداليات أولمبية، الأاي بناء على موهبتهم الخاصة. وأضاف فكاك في حوار مع "الصباح" أن الجامعات لم تتعامل مع اللجنة الأولمبية بشفافية، وأن مستوى بعض أطرها التقنية لم يكن جيدا، إضافة إلى غياب مجموعة من العناصر، ساهمت بشكل كبير في خيبة الأمل، لولا ذهبية البقالي، التي أنقذت ماء الوجه أجرى الحوار صلاح الدين محسن (موفد الصباح إلى طوكيو) كيف تقيم مشاركة الرياضة الوطنية في طوكيو بعد خروج أغلب الرياضات من الدور الأول؟ كنا حزينين مثل كل المغاربة، لحسن الحظ، ذهبية بطلنا سفيان البقالي جلبت الفرح إلى قلوب كل المغاربة، عندما فاز بسباق 3000 متر موانع، ووضع المغرب في سبورة الميداليات. وأود أن أشير إلى أن جميع الرياضيين جاؤوا إلى طوكيو، ليس من أجل المشاركة في الألعاب الأولمبية فقط، بل لتحقيق الميداليات وتسجيل نتائج مشرفة، ومن الواضح أن البعض لديه القدرة على الفوز بميداليات فيبعض الأنواع الرياضية، أما بالنسبة إلى الآخرين، كان الهدف هو التأهيل، للقيام بمشاركة مشرفة للمغرب، واكتساب الخبرة من أجل المستقبل، وهذا هو الحال بالنسبة إلى البعض. >هل تعتقد أن المغرب قادر على إضافة ميدالية أخرى؟ > الآن، لم تتبق إلا ألعاب القوى والكاراطي، ويجب علينا أن نظل متفائلين، ونشجع رياضيينا، ونؤمن بهم حتى النهاية. >لماذا غابت مجموعة من الرياضات عن التتويج؟ > من بين الأسباب التي لوحظت خلال هذه الألعاب، ولكي نكون موضوعيين وواقعيين في الوقت ذاته، يمكننا أن نسجل نقص في اللمسات التقنية النهائية، وقلة الاستعداد البدني، إضافة إلى أنه لم يعرف بعض الرياضيين كيفية التعامل مع الضغط والتوتر، الذي يشتد عادة في مثل هذه التظاهرات الكبيرة. وهناك أمر في غاية الأهمية، إذ لاحظنا أيضا غيابا تاما للتدريب الذهني في بعض الرياضات، وكانت هناك توترات وصراعات داخلية، أثرت بشدة على الرياضيين، من قيل سلوك بعض المدربين المغاربة، ليس لديهم المستوى ولا الخبرة، للإشراف على الرياضيين من المستوى العالي في الألعاب الأولمبية. ويجب أن نتذكر أيضا في هذا السياق، أنه خلال فترة انتشار كورونا في العالم، وفرض الحجر الصحي على الجميع، لم يتمكن جل الرياضيين المغاربة من الاستعداد بشكل صحيح، ولم يتمكنوا من السفر، والمشاركة في العديد من المسابقات الدولية، في الوقت الذي أبان البعض من الرياضيين، عن ضعف واضح، وعدم القدرة على المواجهة. ما هي في نظرك أسباب هذا الإخفاق؟ علينا أن نعرف أن الرياضة من المستوى العالي، تعبر في الحقيقة عن الوسط المنظم للرياضة، المكون من عدة عناصر مترابطة (الرياضي ومشروعه، والنادي ومدرب النادي والمدرب الوطني والجامعة والإدارة التقنية التابعة لها ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية والموارد المالية والبنية التحتية والمستشهرون والأسرة والدراسات والمواكبة الطبية والنفسية والتغذية والإعلام والجمهور). ويعد الأداء نتيجة التوازن الدقيق بين جميع هذه العناصر المختلفة، وفي الألعاب الأولمبية نجد المستوى مرتفعا، لدرجة أن فشل أحد هذه العناصر يمكن أن يؤثر على الوسط المنظم للرياضة ككل، ويتسبب في إضاعة الميدالية والأداء في الوقت نفسه. وفي المغرب، تفشل مختلف عناصر هذا الوسط المنظم للرياضة، وعلينا أن نبتكر، وأن نسعى لإيجاد حلول تتلاءم مع ثقافتنا، وسنعمل بعد نهاية الألعاب، على إجراء تقييم دقيق، وسيتخذ مديرونا الإجراءات اللازمة. ما هو الدور الذي قامت به اللجنة الأولمبية في المواكبة؟ اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية في خدمة الجامعات الرياضية المغربية والرياضيين، على حد سواء، وقبل الألعاب، وقعت اتفاقية مع كل جامعة، والاتفاقية تركز بالأساس على مشروع الجامعة الرياضية، مع قائمة الرياضيين المختارين من قبل الإدارة التقنية التابعة لها، والمدربين الموجودين بها، إضافة إلى برنامج التدريب والمسابقات الدولية، وكذلك الأهداف والميزانية التوقعية. والجامعة واللجنة الأولمبية تناقشان المشروع، من أجل إثرائه وإعطائه التناسق، وبمجرد التحقق من صحة المشروع، يوقع الطرفان الاتفاقية. وهناك مسألة ثانية، وهي أن الاتفاقية توقع، من أجل تحديد التزامات كل منهما، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية تمول جزءا من البرنامج أو كله، أما اختيار الرياضيين والبرامج الإعدادية تظل تحت مسؤولية الجامعات. هل هناك أمور أخرى تقدمها اللجنة الأولمبية؟ بالفعل، إذ أنها تقدم أيضا الدعم الطبي والنفسي للرياضيين، الذين يريدون ذلك، وبالنسبة إلى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، فإن جميع الرياضيين المؤهلين استفادوا من فحص طبي كامل، بما في ذلك اختبارات على حساب اللجنة الأولمبية، في كل دورة تحضيرية أو في كل مشاركة لحساب مسابقة دولية، كما تساعد اللجنة الأولمبية أيضا الجامعات في بعض العمليات الإدارية، مثل طلبات الحصول على التأشيرات، أو الخدمات اللوجستيكية، مثل حجز المؤسسات الرياضية لتحضير الرياضيين. وتظل اللجنة الأولمبية منتبهة لاحتياجات الجامعات، لتكييف الاتفاقية وجعلها في تطور دائم، كما أنه يمكن أن تجري التعديلات المؤقتة على الاتفاقية باتفاق مع الجامعات. وبالموازاة مع الدعم المالي للجامعات، قدمت اللجنة الأولمبية، من خلال برنامج التضامن الأولمبي والمنظمات الأولمبية وغيرها، المنح الدراسية الأولمبية التي تتراوح بين 600 أورو وألف لـ 18 رياضيا مغربيا. وتبقى اللجنة الأولمبية هي المحاور الوحيد أمام اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمات القارية والإقليمية، وتعمل على نقل المعلومات إلى الجامعات الوطنية، وتقوم بتسجيل القائمة الموسعة والنهائية، التي تتوصل بها من قبل الجامعات، عن المشاركين في مختلف الرياضات، وأخيرا، توفر جميع الخدمات اللوجستيكي. > ما الهدف من ذلك؟ > هدفنا هو ضمان أفضل الظروف الإدارية واللوجستيكية والطبية، بمشاركة الوفد المغربي، إذ أن عملها يبدأ بالدعم قبل الألعاب، ويقوى أثناء الألعاب ويستمر بعدها، خاصة في حالة الإصابات الرياضية. > هل توقعتم أن تكون النتائج مخيبة إلى هذه الدرجة؟ >بصراحة، كنا نتوقع بعض الميداليات مع بعض الرياضيين في بعض التخصصات، صدقوني، هناك رياضيون مغاربة، ومن المسلم به أنهم ليسوا كثيرين، لديهم إمكانية الفوز بالميداليات الأولمبية. وكان الهدف مع رياضيين آخرين هو التأهل والمشاركة المشرفة للمغرب، واكتساب الخبرة في المواعيد النهائية المقبلة، وعشنا هذا الأمر مع مجموعة من الرياضات، مثل المسايفة والرماية الرياضية ورياضة الفروسية (ترويض) وكانوي كاياك. ونحن واضحون جدا، ونعرف جيدا المستوى الأولمبي والعالمي، للرياضيين المغاربة، ورياضيين آخرين في العالم. من ناحية أخرى، فإن 80 في المائة من الرياضيين المغاربة الذين شاركوا في طوكيو، حصلوا على تأهيل قاري. اليوم المستوى الإفريقي منخفض جدا، مقارنة بالقارات الأخرى، باستثناء بعض الأنواع الرياضية، كما هو الشأن بالنسبة إلى ألعاب القوى. >ما هو انطباعك عن الرياضة الوطنية في الأولمبياد؟ >لم نكن أبدا أمة مرجعية في رياضة المستوى العالي، وللتذكير، فمنذ 1960 عندما انطلقت مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية حتى يومنا هذا، فاز المغرب بما مجموعه 24 ميدالية أولمبية في تخصصين، ألعاب القوى (20 ميدالية منها 7 ذهبيات و5 فضيات و8 نحاسيات)، والملاكمة (4 ميداليات نحاسية)، وشارك منتخب كرة القدم في خمس بطولات كأس العالم، ولم يسبق له أن اجتاز ثمن النهائي. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يكن لدينا مطلقا نظام، تم تطويره وبناؤه بشكل مدروس، من أجله يمكننا إنتاج أبطال العالم والأولمبياد باستمرار، وجميع الميداليات كانت ثمرة موهبة الرياضي، إلى جانب ذلك، عندما تنتهي هذه الموهبة من مسيرتها الاحترافية، لا توجد مواهب أخرى لحمل الشعلة، كما كان الحال خلال دورتي 1980 و1964، عندما خرجنا بصفر ميدالية. لماذا هذا الانتقاد السلبي؟ هذا ليس انتقادا سلبيا، إنه مجرد فحص للواقع، لأولئك الذين يريدون التباهي بماض رياضي خيالي ومجيد. وبشكل ملموس، فإن مستوى رياضة النخبة المغربية جيد جدا، بل إنه ممتاز في بعض الرياضات على المستوى الإفريقي، ومتوسط على المستوى الدولي، وعلى المستوى الأولمبي، نحن بحاجة إلى مزيد من العمل بجدية وصرامة وأمانة. من ناحية أخرى، المغرب بلد يتمتع فيه كل مواطن بإمكانية ممارسة الرياضة، في الوقت نفسه، نحتاج إلى خطة مارشال لرياضة من المستوى العالي، لكن المنهجية لتطوير الرياضة الشعبية ورياضة النخبة مختلفة تماما. فاشلون برياضة المستوى العالي >هل أنت مع التقييم ومسؤولية الجامعات في هذه النتائج السيئة؟ >من الواضح، أننا سنجري تقييما دقيقا لكل رياضي ولكل رياضة ولكل جامعة، لكن الهدف هو تعلم الدروس لبناء المستقبل، بشكل أفضل، ولا يتعلق الأمر بإلقاء اللوم على أي أحد. ولنكن صادقين، عناصر الوسط المنظم للرياضة في المستوى العالي، كلها فاشلة، ولكل منها نصيبه من المسؤولية، وعلينا أن نسأل الأشخاص المناسبين الأسئلة الحقيقية، ماذا نريد لرياضة النخبة في المغرب؟ ما السياسة الوطنية؟ ما الأستراتيجية؟ ما هي أهدافنا؟ ويجب أن نبتكر ونجد حلولا تتكيف مع ثقافتنا وبلدنا، ودعنا نتوقف عن مقارنة أنفسنا بالدول الأخرى والرغبة في نسخ تجربتها، نحن نستطيع استلهام الممارسات الجيدة من البلدان الأخرى، ولكن علينا أن نجد طريقنا الخاص. وعندما تكون هناك ميداليات، كل شخص يريد قطعة من الكعكة وعندما تكون هناك هزيمة، نحن ندين بعضنا البعض، النجاح جماعي، وكذلك المسؤولية. نحن بحاجة إلى العمل بشكل جماعي، يدا بيد وندعم بعضنا البعض، بدلا من قضاء وقتنا في انتقاد أنفسنا بشكل ذاتي. هل وقعت في فخ البيانات الكاذبة من جامعات معينة خلال الاستعدادات؟ نعم، صحيح أن بعض الجامعات لم تتعامل معنا بشفافية، لكن اللجنة الأولمبية، وفرت دعما وثيقا ومراقبة صارمة، للحصول على بيانات واقعية. نحن نعلم المستوى الرياضي لكل رياضة، ومع ذلك، كل الرياضيين الذين شاركوا في هذه النسخة من الألعاب الأولمبية فازوا واستحقوا تأهلهم، ودورنا هو ضمان لوفدنا وللرياضيين لدينا، كل الوسائل للمشاركة في أفضل الظروف. هناك فرق بين الرياضة الشعبية ورياضة النخبة ما هي برأيك أهم الخطوات اللازمة لإحياء الرياضة الأولمبية؟ علينا أن نفرق بين الرياضة الشعبية، ورياضة النخبة. بالنسبة إلى هذه الأخيرة، هناك بعض الأفكار، التي يمكن أن تحسن رياضة النخبة لدينا وتجعلها أكثر أداء على المستوى العالمي والأولمبي. ويمكننا العمل على تحسين المكونات المختلفة لمنظومة رياضة النخبة التي ذكرتها، ولجعل الرياضي محور اهتماماتنا، علينا دعمه لتطوير مشروعه الرياضي وتناسبه، وترتيب وقت المدرسة لرياضيينا، وتحديد مكانة الرياضي من المستوى العالي، وإقامة دعم واضح وشفاف، وتحسين وتطوير تدريب المدربين، وإبرام عقود موضوعية مع الجامعات مع الدعم والمتابعة والتقييمات، وإضفاء الطابع الاحترافي على البنى التحتية لدينا، وربط الشركات الخاصة أكثر بميثاق أداء، هناك سبيل آخر يتمثل في إضفاء الطابع الاحترافي على الرياضة من المستوى العالي، وإسناد إدارتها إلى هيكل خاص بأهداف واضحة وقابلة للقياس. في سطور الاسم الكامل: حسن فكاك تاريخ ومكان الازدياد: 7 أبريل 1966 بابن احمد المدير التقني للجنة الأولمبية المغربية منذ 2017 ماجستير في الإدارة الدولية للمنظمات الرياضية مدرب معتمد من باريس شهادة الدولة للمعلم الرياضي الدرجة الأولى والثانية (وزارة الرياضة الفرنسية) دبلوم من كلية إدارة الأعمال بباريس ماجستير في علم النفس الاجتماعي من جامعة فرساي دبلوم في الصحافة من باريس المدير التقني الوطني للجامعة الملكية المغربية للكاراتي (2017-2019) مدرس في مدرسة نورماندي للإدارة (2006-2018) تنظيم وإدارة الفعاليات الرياضية والثقافية بطل العالم للكاراطي 1994 في إنجلترا بطل إفريقيا ووصيف بطل أوربا بطل فرنسا والمغرب عدة مرات في الكراتي. دعم وتدريب العديد من أبطال الكاراتيه العالميين والدوليين