بيزوس ... قصة الرجل الأغنى في العالم لفهم طبيعة الرجل الأغنى في العالم، جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي ومالك شركة «أمازون» للتسويق الإلكتروني، الذي حول التسويق الإلكتروني إلى المشروع الأكثر ربحا في العصر الحالي، سنسرد في هذه الحلقات، أسراره وكيف أصبح من أشهر وأغنى رجال العالم. قصة مقتبسة من كتابه الشخصي، ومعلومات كشفها مقربون منه لوسائل إعلام مختلفة عبر العالم. العقيد درغام الحلقة الثالثة إلى جانب والده غير البيولوجي، الذي غير حياته، ومنحه الدعم لمواصلة مسيرته وحلمه، فإن ثاني شخص يعتبره جيف من الذين قلبوا حياته، هي زوجته ماكينزي. التقى جيف بماكينزي عندما كانت تشتغل في شركة «دي أي شو»، والتي كانت متخصصة في صناديق التأمين، وكان عمرها 30 سنة. صادف لقاء جيف وماكينزي، استقالته من الشركة التي كان يعمل بها بـ «وول ستريت»، لأنه كان يستعد لتأسيس شركته الشهيرة «أمازون». في كل مرة كان جيف يصادف أحدا، يقدم له إحصائيات عمل عليها لأسابيع، تخص تطور شبكة الأنترنت بالولايات المتحدة الأمريكية، وتوقعاته بأن تصبح الأكثر انتشارا في العالم بعد بضع سنوات، وهذا ما حدث مع ماكينزي، التي ألهمها جيف، واعتبرت إحصائياته مهمة جدا، وحفزته على المضي قدما. ولدت ماكينزي في أبريل 1970 بسان فرانسيسكو، ودرست في جامعة «بريستون»، وتمكنت بدورها من دخول عالم الأعمال بسرعة، شأنها شأن زوجها. تزوجت بجيف بعد تخرجها من الجامعة نفسها بستة أشهر فقط. تعتبر ماكينزي أول موظفة في شركة «أمازون»، وقدمت دعما كبيرا جدا له لتطوير مؤسسته، وكان من الطبيعي وصفها في كتابه بـ «الشخص الثاني الأهم في حياتي». بعد سنوات قليلة، اختارت ماكينزي التوقف عن العمل، بعدما اقترح عليها جيف الاعتناء بأطفالهم الأربعة، بل إنها أسست مدرسة مصغرة لأبنائها في المنزل الخاص بها، ودعت إليها أطفالا آخرين. ولجيف وماكينزي ثلاثة أبناء، وبنت تمكنا من تبنيها من الصين. إلى جانب أنها زوجة أغنى رجل في العالم، تعرف ماكينزي بجمعية «بايستاندر ريفوليسيون»، والتي أسستها في 2014، لمحاربة التحرش الجنسي. تعرف ماكينزي أيضا بحبها للكتابة، وتملك رواية استغرقت عشر سنوات في كتابتها، إذ نشرتها في 2005، قبل أن تنشر ثانية في 2013، وهذه المرة بمساعدة زوجها. اعتبر طلاقهما في 2019، صدمة لكل العالم، خاصة أن علاقتهما كانت مثالية. اهتم العالم بطلاق جيف وماكينزي، بحكم أنها جنت من خلاله 25% من أسهم شركة «أمازون»، التي ساهمت في تأسيسها رفقة زوجها، وهو ما قيمته أكثر من 38 مليار دولار. في مارس الماضي، أعلنت ماكينزي زواجها من دان جيفيت، وهو أستاذ بسياتل الأمريكية، إذ تلقت انتقادات شديدة بسبب ذلك. يقول بعض الصحافيين المتخصصين، والمتابعين لشركة «أمازون»، إنه من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت جيف إلى تقديم استقالته من منصبه في الشركة، هو صعوبة تدبير حياته بعد الطلاق، إذ أنه ترك في نفسيته شرخا عميقا. نفى جيف ذلك في مناسبات عديدة، بل إنه قال إن السبب الرئيسي في تركه منصبه، هو فسح المجال أمام شباب آخرين، خاصة أن هناك الكثير منهم الذين يملكون مهارات وحسا معلوماتيا رائعا. يقول جيف إنه يرغب في تقديم الدعم لهؤلاء الشباب، كما حدث معه في 1993، وإنه سيتولى أمورا أخرى متعلقة بالابتكار والتحليل في الشركة، وإنه سيقدم الكثير في ذلك المنصب، عوض البقاء في منصبه الحالي. رغم كل ما يقال حول طلاقه من ماكينزي، فإن شخصية جيف بعد الطلاق مغايرة عن شخصيته قبله، إذ أجمعت الصحافة الأمريكية على ذلك. كان جيف يعتبر ماكينزي شخصا فريدا، لأنها دعمته في وقت مهم من مسيرته، خاصة تلك التي أسس فيها الشركة، التي تحكم التجارة الإلكترونية اليوم في العالم. لم يتطرق الطرفان للأسباب الرئيسية التي دفعتهما للطلاق، بل اتفقا على ترك تلك الأمور سرية، وألا يتحدث شخص عن الآخر لوسائل الإعلام، لتفادي المشاكل.