نـزوات شـاذة تنتهـي بالقتـل

تأنيب الضمير وراء أغلبها وتمثيل بالجثث بدافع الانتقام رغم أن القانون والطبيعة الإنسانية والدين الإسلامي ترفض بشكل قاطع العلاقات الجنسية الشاذة، إذ يقف الفصل 489 من القانون الجنائي، حاسما في مسألة الشذوذ الجنسي أو المثلية، بالنص الصريح على أن الأمر يتعلق بجريمة يعاقب عليها بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه ما لم يكن فعله جريمة أشد، إلا أن بعض الأشخاص يفضلون تلك العلاقات المحرمة، التي غالبا ما تنتهي بجرائم قتل وتمثيل بالجثث، من قبل من يعتبرون أنفسهم ضحية لتلك العلاقات الشاذة. الجرائم التي ترتكب بسبب الشذوذ الجنسي، أو ما يعرف بالمثلية، تنتهي في الغالب بالقتل، بعدما يرفض أحد طرفي العلاقة الاستمرار فيها، أو بدافع الانتقام على اعتبار أن أغلب تلك العلاقات الشاذة تكون مبنية على المنفعة المادية، وهي جرائم تعرف تكاثرا بين الفينة والأخرى، وتسائل المجتمع في الأول عن الجريمة الأصلية التي هي الشذوذ، وما ينتج عنها من جرائم لاحقة. "الصباح" في هذا الملف، أعادت طرح جرائم القتل بسبب الشذوذ وأخذت رأي المختصين في الظاهرة، التي تتطلب تشريحا مجتمعيا. كريمة مصلي ذبح نيجيري بمراكش الجاني المتحدر من البلد نفسه لم يتقبل ميولات خليله فقرر تكبيله وتصفيته "الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده"، حكمة طالما رددت للتحذير من عواقب المغالاة في ممارسات ما، فما بالك إذا كانت تتعلق بميولات شاذة ينبذها المجتمع وتخالف الشرع والطبيعة. ومن بين حالات جرائم الشذوذ الجنسي، ما شهدته مراكش ممثلا في جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها مهاجر غير شرعي يتحدر من إفريقيا جنوب الصحراء على يد جان نيجيري ينتمي إلى الموطن نفسه هو الآخر يقيم بالمغرب بطريقة غير شرعية، بعدما توترت العلاقة بينهما سبب خلاف حول الميولات الجنسية للهالك، الذي رغب في التحول إلى فاعل بعدما كان مفعولا به. وتعود تفاصيل افتضاح الجريمة، إلى توصل المصالح الأمنية بمراكش بمعلومات تفيد العثور على جثة تعود لشاب ثلاثيني يتحدر من إفريقيا جنوب الصحراء، عثر عليها بشقة بحي الداوديات، إذ كانت مضرجة بالدماء، وعليها جرح غائر في العنق. وأثناء حلول مصالح الأمن بالعنوان المذكور، تمت معاينة الجثة وهي مكبلة، واستنفرت الواقعة مختلف مصالح ولاية أمن مراكش، من شرطة قضائية وعلمية وتقنية واستعلامات عامة، إذ قامت بمعاينة مسرح الجريمة وباشرت تحقيقاتها وأبحاثها الميدانية، لتحديد ظروف جريمة القتل، والتوصل إلى هوية الفاعل وإيقافه في أقرب وقت، بعدما اعتبرت الجريمة تصفية حسابات بين مهاجرين سريين أو فعل إجرامي لعصابة إجرامية للسرقة أو الاتجار في المخدرات. وبناء على تحرياتها الدقيقة تمكنت عناصر المصلحة الولائية بمراكش من التوصل إلى معلومات تفيد أن الجثة تعود لشاب ثلاثيني يتحدر من نيجيريا، بعد تعرض الهالك للتصفية من قبل صديقه الذي يتحدر من البلد نفسه والبالغ من العمر 30 سنة، ما جعلها تسارع للقيام بحملات تمشيط واسعة لاعتقاله والكشف عن ملابسات جريمته الخطيرة. وبناء على تعليمات الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي، واستنفر الأمن لملاحقة المشتبه فيه الذي فر إلى وجهة مجهولة. وتمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، من فك لغز قتل مهاجر غير شرعي بعد العثور عليه في الساعات الأولى من الصباح، مذبوحا ومكبل الأطراف، نتيجة تنسيق أمني مع مصالح أمن الرباط ومصالح مراقبة التراب الوطني، بعدما تم اعتقال المتهم المبحوث عنه بالعاصمة الإدارية، إذ حاول الإفلات من الاعتقال والمساءلة القضائية، بعد عملية القتل. وكشفت التحقيقات التي أجريت مع الموقوف، أن دوافع الجريمة لا علاقة لها بالسرقة أو المتاجرة بالمخدرات، وإنما تعود إلى الشذوذ الجنسي، نظرا للعلاقة المشبوهة التي ربطت بين الضحية والجاني، الذي قرر تصفية خصمه، بعد خلاف بينهما حول طلبات تتعلق بميولاتهما الجنسية. محمد بها

نـزوات شـاذة تنتهـي بالقتـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خمسة لاعبين يغادرون الزمامرة

"كراطة" بالملاكمة بعد نكسة طوكيو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات