تراخ في تفعيل التدابير الوقائية ساهم في ارتفاع الحصيلة عاد هاجس الخوف من انتشار عدوى الإصابة بفيروس كورونا داخل المحاكم، بعد أن ظهرت حالات مؤكدة في عدد منها، ما استدعى إخضاع المخالطين لها إلى الفحوصات، خاصة أمام التطور السريع لفيروس كورونا المستجد والارتفاع المقلق المسجل أخيرا. وأفادت مصادر "الصباح" أن سرعة انتشار الفيروس داخل بعض المحاكم، راجعة بالأساس إلى التراخي في استعمال التدابير الوقائية، بالإضافة إلى "تخلي" الوزارة الوصية عن إخضاعها للتعقيم، بل إن بعض المحاكم لا توفر للموظفين والقضاة المعقمات والكمامات، ويتم استقبال المتقاضين دون إعمال الإجراءات الاحترازية، مشيرة إلى أن ارتفاع نسب الإصابة ظهر في بعض محاكم البيضاء وفاس، الشيء الذي يتطلب تدخلا سريعا لمحاصرة الوباء. الارتفاع في عدد الإصابات في صفوف القضاة أكده، عبد اللطيف الشنتوف، رئيس نادي قضاة المغرب، إذ أفاد أن الوضع أصبح مقلقا، ويتطلب توخي المزيد من الحرص في اتخاذ الاحتياطات الوقائية، متمنيا في الوقت نفسه أن تكون العطلة القضائية خلال غشت فترة طبيعية للحد من انتشار الوباء بسبب قلة الوجود بالمحاكم، مع ضرورة الاهتمام بمن بقي من القاضيات والقضاة وحمايتهم من الوباء بإجراءات وقائية عاجلة. ومن بين المحاكم التي شهدت عودة فيروس كورونا بقوة، استئنافية فاس، إذ دق المكتب المحلي للنقابة الديمقراطية للعدل ناقوس الخطر بشأن ما أسماه الارتفاع المهول لحالات الإصابة بالفيروس بمعدلات وأرقام قياسية. واعتبر المكتب المحلي أن السلامة الصحية لأطر الإدارة القضائية خط أحمر غير قابل للاستهتار، ودعا إلى العمل على تنظيم حملات تعقيم يومية منتظمة شاملة لكافة محاكم المدينة، ومرافقها مع الحرص على توفير المعقمات بالمكاتب والكمامات الملائمة لطبيعة العمل، الممارس الذي يفرض الاختلاط. وطالب المكتب المحلي بضرورة إجراء الفحص المخبري لكل الموارد البشرية العاملة بقطاع العدل بفاس، داعيا في الوقت نفسه الجميع إلى التحلي بروح الشجاعة والمسؤولية ومجابهة الوضع بكل الإجراءات الكفيلة لمحاصرة الوباء وضمان السلامة الصحية للجميع. وعلاقة بالموضوع ذكرت مصادر "الصباح" أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية يتوصل بشكل شبه يومي بحصيلة الإصابات في المحاكم، ويتابع عن كثب الوضعية للسيطرة عليها واتخاذ الإجراءات اللازمة، خاصة بعد الكتاب الموجه إلى المسؤولين بالمحاكم، والذي حثهم على ضرورة التقيد بالتدابير الحمائية. كريمة مصلي