انتفاضة ضد “الحكرة”

جبهات اشتغلت متزامنة ردا على ممارسات وخطابات أسقطت قناع مؤامرات تحاك في الجوار أنهت حملة بدأها المغرب منذ بداية السنة "ضسارة" الجيران باستعمال سلاح دبلوماسية الند للند، ردا على ممارسات وخطابات أسقطت قناع مؤامرات تحاك في الشرق وخطط سيطرة قادمة من الشمال. ومكنت الإستراتيجية الجديدة الهادفة إلى رسم خارطة علاقات دولية واضحة المعالم من الرد على "الحكرة" بقوة، أدت إلى سقوط حكومتين في إسبانيا والجزائر، هذه الأخيرة التي قصفها عمر هلال بتصريح ناري حينما طالب بمنح الاستقلال لشعب "القبايل". ولم تعد الرباط تتردد في نسف علاقات تعاون اقتصادي وتجاري مهما كانت وثيقة وإستراتيجية وتاريخية، إذا شعر أن "شريكه" يبتزه في أمنه وسلامة ترابه ووحدته الوطنية، كما كان الحال بالنسبة إلى ألمانيا، التي أخطأت الطريق واختارت اللعب "غير النظيف" بتحركات مشبوهة لا تفوت فرصة دون توجيه سهام الإساءة إلى المغرب ومصالحه الأمنية الحيوية. وأبرزت الحملة المذكورة استيعاب المغرب لإمكاناته وقدراته، باعتباره دولة صاعدة توفرت له خبرات اقتصادية وسياسية وأمنية، بالإضافة إلى إدراكه الجيد للمتغيرات الإقليمية والعالمية، التي تشير إلى بروز تحديات عابرة للحدود تواجه دول العالم، وتحالفات إقليمية ودولية تمهد لظهور منطق قوى جديد، وهو ما فرض على المغرب الانخراط في هذه الدينامية، حفاظا على مصالحه. ي ق ورقة التفوق الأمني خبراء حذروا من تفاقم الضغط على الأجهزة الأوربية بسبب القطيعة المخابراتية مع المغرب رجحت الورقة الأمنية كفة المغرب في مواجهة مناورات محاصرة إشعاعه، إذ توالت تحذيرات الخبراء الإسبان على بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة، بعد قرار تجميد العلاقات مع المخابرات المغربية، في مرحلة تأهب في مكافحة الإرهاب وصلت "المستوى الرابع المعزز"، وهو التصنيف البرتقالي، الذي يتوقع خطرا " مرتفعا للغاية "، وهو الحد الأقصى في تصنيفات شرطة الجارة الشمالية منذ يونيو 2015. ولم تتردد مصادر أمنية رفيعة في تصريحات لصحيفة "أوكي دياريو» الإسبانية، في وصف السماح بنقل زعيم جبهة «بوليساريو» إلى مستشفى في لوغرونيو، بأنه خطأ قد يؤدي إلى تفاقم الضغط على التدابير الأمنية ، موضحة أن استمرار انقطاع التواصل بخصوص رصد الخلايا الجهادية ومراقبة ناشطيها المتطرفين إلى أجل غير مسمى، يحتمل سيناريوهات خطيرة تهدد أمن إسبانيا وأوربا، على حد سواء. ونبهت مصادر الصحيفة المذكورة إلى أن المخابرات المغربية، تتحكم في المعلومات التي تصل الرباط من عملاء في إسبانيا ودول أوربية أخرى يعيشون متسللين في المساجد أو في الدوائر الجهادية، معبرة عن أملها في استمرار الاتصالات المباشرة بين المستوى الثاني مع الأجهزة المغربية، محذرة من الخطأ الجسيم الذي نتج عن حادثة مماثلة أثرت بشكل خطير على العلاقات بين فرنسا والمغرب في فبراير 2014. وذكر الخبراء الإسبان رئيس الحكومة بحصول عبد اللطيف حموشي، مدير عام الأمن الوطني والمخابرات المدنية المغربية، على وسام الاستحقاق الأمني الإسباني منحه إياه خورخي فرنانديز دياز، وزير الداخلية السابق، اعترافا منه بجهود المغرب في الحفاظ على الأمن في إسبانيا والعالم، والعلاقات الأمنية المتميزة بين الرباط ومدريد منذ المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب المنظم بمراكش، حيث أكدت إسبانيا علاقاتها الممتازة مع المغرب، من حيث المعلومات المناهضة للجهاديين. ووضعت محطات التنويه بالأجهزة الأمنية المغربية ألمانيا في عزلة بين الدول الأوربية، إذ في الوقت الذي اختارت فيه برلين الاصطفاف في معسكر نصرة الجهاديين، دخلت إيطاليا نادي الدول الأوربية المنوهة بفعالية المخابرات المغربية. ونشرت مجلة "لوكوريي أنترناسيونال» ، ترجمة لمقال عن الأسبوعية الإيطالية «بانوراما» يشيد بالدور الفعال الذي قامت به مديرية مراقبة التراب الوطني "ديستي»، بإخطار نظيرتها الفرنسية بمعلومات جنبت فرنسا مجزرة إرهابية، وأن مكافحة الإرهاب ومد يد العون من الرباط لنظيرتها في جميع أنحاء العالم، دليل على نجاح مخابرات مبنية على نظام قوي وتجارب راكمتها منذ عقود. وأوردت بانوراما حكاية 4 أبريل الماضي "عندما كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا في بيزييه، وفجأة خرج أربعة رجال أمن يرتدون أقنعة من شاحنة واقتحموا باب منزل بحثا عن (ل.ب). في غرفة نومها، فوجدوا الدليل على أن هذه الشابة البالغة من العمر 18 عاما تخطط لتنفيذ هجوم على كنيسة في مونبليي»، مضيفة أن تلك كانت بداية قصة الدور، الذي لعبته المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وكتبت"لوكوريي أنترناسيونال» أن تتبع وسائل الإعلام العابرة للحدود نجاح هذه العملية التي تم تنسيقها مع المخابرات الفرنسية، ليس من أجل الثناء على الأمن الفرنسي فقط، بل للتأكيد على نجاعة تدخل نظيره المغربي عبر المعلومات الدقيقة، التي وفرها له من خلال المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مسجلا أن نجاح هذا التدخل لم يكن استثناء ، بل هو إحدى الشهادات التي لا تعد ولا تحصى على فعالية أجهزة المخابرات المغربية. ومن جهتها، كتبت مجلة "موند أفريك" أن ألمانيا أغضبت المغاربة بسبب سوء استخدام معلومات حساسة، وتسريبها في اتجاه أطراف مرتبطة بملف محمد حاجب المحكوم عليه السابق في قضايا الإرهاب، إذ هاجر من المغرب إلى ألمانيا في 2000 حيث حصل على جنسيتها في 2008، ليقدم نفسه بعدها على أنه من أتباع حركة "جماعة التبليغ" وتطوع في الجهاد في المنطقة الباكستانية الأفغانية. ياسين قُطيب

"بوب آب" على "دوزيم"

نزيف المبادلات التجارية...ساعة الحسم

مقالات ذات صلة