تجنيد حزبي لأعوان سلطة

كشفت تحركات أعوان سلطة سابقين عادوا إلى القيادات والمقاطعات هذا الصيف خيوط تجنيد حزبي، رغم أن وزارة الداخلية أشارت في مراسلة لها إلى ضرورة تجريد عدد من أعوان السلطة المحالين على التقاعد من الأرقام الهاتفية، والدراجات النارية التي كانوا يستفيدون منها قبل تقاعدهم. وتواجه العودة السرية للحرس القديم في أعوان السلطة، باحتجاجات المعينين الجدد، إذ اعتبرت الخطوة تدخلا لأحزاب في عمل الداخلية، الأمر الذي جعلهم في مرمى نيران التشكيك في عدد من مقرات الإدارة الترابية، خاصة بعمالات البيضاء، التي تعيش على وقع عودة عدد كبير من المقدمين والشيوخ المحالين على التقاعد والموقوفين إلى مباشرة عملهم الطبيعي في كواليس مكاتب الداخلية وخارجها، دون أي سند قانوني. وأشعل تردد أعوان سلطة سابقين على مكاتب الشؤون العامة منذ بداية العد العكسي للانتخابات المقبلة فتيل الريبة والشك، إذ تكاثرت أسئلة من قبيل كيف لهؤلاء أن يصروا على مزاولة مهامهم الاعتيادية خاصة شقها الاستعلاماتي، والحضور إلى المقاطعات دون راتب شهري؟، وما الغاية من توظيف أعوان سلطة جدد عوضوهم في مناصبهم، إذا كانت الإدارة مازالت في حاجة ماسة إلى خدماتهم. ويفضح إصرار أعوان السلطة المتقاعدين على الاستمرار في احتلال محيط وكواليس المقاطعات والاستفادة من امتيازات لم يعد لهم الحق فيها حقيقة نوايا مضمرة، ومصالح سيتم جنيها، تتعلق بالتعويضات والأجور التي تصرف بمناسبة الانتخابات، على اعتبار أنهم خارج سلك أعوان السلطة وممنوعون بموجب ذلك من كل المهام والمسؤوليات التي لا يحق له اليوم القيام بها أو التدخل فيها بعد تعويضهم بأعوان آخرين. وكشف مصادر من دائرة الجيل الجديد من المقدمين الذين تم إلحاقها بسلك أعوان السلطة بعد حملات تطهير، أن هؤلاء العائدين تحركهم مصالح ذاتية هي المحرك الأساس وراء الاستمرار في مزاولة مهام دون سند قانوني، متهمين إياهم باحتراف أساليب الابتزاز، أمام تساهل مشبوه من مصالح الشؤون العامة وعدم وجود من يكبح جماح نوايا خبيثة يصر أصحابها على خرق القانون لتحقيق غايات ضيقة، قد تكون سببا في عرقلة السير العادي للإدارة، ومصالح المواطنين خاصة بالمقاطعات التي ينشط بها مثل هؤلاء. وترتفع أصوات حزبية بضرورة تدخل مصالح الداخلية للحد من نشاط هؤلاء الذين يسيئون بشكل مباشر إلى صورة القوانين المنظمة للإدارة الترابية، في ظل ممارسات تسائل بعض العمال عن سبب عدم تفعيل إرسالية وزارة الداخلية بهذا الخصوص. وتلقت الداخلية دعوات حزبية إلى مزيد من الحرص على ضمان التنافس الشريف وتكافؤ الفرص خلال الاستحقاقات المقبلة ووضع حد للسلوكات السابقة البائدة، من قبيل استعمال المال، واستغلال النفوذ، والتهديد والترهيب والابتزاز، والحملات الانتخابية السابقة لآوانها، والانخراط الجدي في مساعي كسب الرهان السياسي لإعادة الثقة في العملية السياسية وفي المؤسسات المنتخبة. ياسين قُطيب

تجنيد حزبي لأعوان سلطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ليلة حمراء

الحبس لوسيطة في الدعارة

مقالات ذات صلة