الانتقام وراء جريمة قتل

المتهم تسلح بقضيب من حديد وتربص بالضحية أحمد ذو الرشاد (الجديدة) أرجأت الغرفة الجنائية الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، النظر والبت في ملف جنائي يتابع فيه فلاح، من أجل جناية القتل العمد، بعدما قدم دفاعه ملتمسا تمسك خلاله بمحاكمته حضوريا لثقل التهمة الموجهة له. لم يكن أحد يظن أن زيارة عبد الرحيم إلى أولاد افرج للاطمئنان على وضعية حماته، التي خضعت لعملية جراحية معقدة، ستكون الأخيرة له. ولم تكن زوجته ولا أبناؤه الثلاثة، يظنون أنهم لن يروه أبدا. ترك عبد الرحيم منطقة الهراويين وانتقل نهاية الأسبوع إلى أولاد افرج، لكن حظه العاثر قاده إلى الموت بدل صهره المقصود بالاعتداء. وصرح والد زوجته، أنه استفاق على وقع طرق حاد على صهريج الماء الموجود أمام بيته، ولما خرج لاستطلاع الأمر ومعرفة السبب وراء ذلك، لمح المتهم منزويا وراء كومة من الأحجار، فاقترب منه ولامه على رمي الحجارة فوق كوخه، ونفى الرجل أن يكون فعل ذلك، لكن المتهم تلكأ في الكلام واقترب منه بغية الاعتداء عليه، لكنه فطن لذلك وتراجع إلى الخلف وعاد إلى فناء منزله بحثا عما يمكنه من الدفاع عن نفسه. وفي غفلة منه، خرج صهره عبد الرحيم، فتعرض للضرب والجرح بواسطة آلة حادة، ما جعله يفقد توازنه ويسقط على الأرض، في حين واصل المتهم الإجهاز عليه بواسطة الآلة الحادة. وفاة بعد الفجر سقط الضحية مغمى عليه جراء الجروح الغائرة التي تعرض لها وتم إخبار مصالح الدرك الملكي، التي انتقلت في وقت مبكر وعملت على استقدام سيارة للإسعاف، نقلت المعتدى عليه إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة، لكنه توفي قبل الوصول إليه. تحركت العناصر الدركية وعملت على تمشيط المنطقة، وعلمت أن المتهم ساق قطيع الأغنام التي كان يسهر على رعايتها قرب بيت صهر الهالك، وتوجه نحو منزل والديه. وبينما كان الجاني بصدد تغيير ملابسه التي كانت مخضبة بالدماء، أخبره والده أن العناصر الدركية توجد بالباب. وحاول الفرار بتسلق سور المنزل، وانسل في اتجاه حقل الذرة الكثيف، لكن رجال الدرك الملكي انتبهوا له وتتبعوا خطواته وألقوا القبض عليه على بعد 500 متر من منزل عائلته. وتم تكبيله واقتياده نحو سيارة المصلحة وبعدها إلى مقر الدرك الملكي، حيث تم وضعه رهن الحراسة النظرية. لم ينف المتهم المنسوب إليه، بل حكى قصته بتفصيل ممل. عداوة قديمة صرح المتهم أنه نشأ في أسرة كثيرة العدد، ولم يتمكن من إنهاء دراسته، إذ غادرها من الثانية إعدادي. وانخرط في العمل في القطاع الفلاحي من خلال رعي الأغنام ومساعدة والده في أعماله اليومية. واعترف المتهم بالمنسوب إليه، وصرح أن عداوة قديمة بين عائلته وعائلة الهالك، ولدت لديه حقدا دفينا ودفعته إلى التفكير في الانتقام من أحد أفرادها، لرد الاعتبار لابن عمته الذي ما زال في السجن. وأوضح أن قريبه وهو ابن عمته، قام باغتصاب بنت من عائلة الهالك وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما تسبب في اعتقاله والحكم عليه بأربع سنوات حبسا نافذا. ولم ترد عائلة الضحية التنازل عن شكايتها رغم تدخل العديد من وجهاء وأعيان الدوار. واستحكمت العداوة بين العائلتين وأصبحت كل واحدة تتربص بالأخرى وتتحين الفرصة السانحة للانتقام منها. وسجلت عدة مناوشات لكنها لم تصل إلى رجال الدرك الملكي. انتقام بدم بارد تحدث المتهم أثناء الاستماع إليه بدم بارد، وصرح أنه ظل يفكر في كيفية الانتقام من العائلة المنافسة لعائلته. ولهذا السبب استقر قرب بيت رب العائلة نفسها وبنى كوخا واستقدم ماشيته للرعي بأرضه المجاورة له. وظل يفكر ويقرر ويبحث عن طريقة سهلة للانتقام، وفي ليلة التنفيذ، تسلح بقضيب حديدي وانتظر حلول وقت صلاة الفجر واقترب من منزل غريمه، وطرق صهريجا حديديا بواسطة الأداة الحديدية محدثا صوتا قويا. وأضاف أنه جراء ذلك خرج صاحب المنزل وجال ببصره، فطلب منه إخراج ابنه القادم هو الآخر من الدار البيضاء للتفاهم معه، لكن الرجل عاد إلى وسط المنزل، وبعد مرور بضع ثوان، شاهد شخصا يخرج من الباب، فوجه له ضربة على رأسه ظنا منه أنه الابن وواصل الاعتداء عليه، قبل أن يلوذ بالفرار. وتخلص من أداة الجريمة برميها في بئر توجد قرب الطريق العمومية.

الانتقام وراء جريمة قتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوكيل العام للملك يرافع ويواجه المشككين في محاكمة الريسوني

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات