عصابة “بوليساريو” تغتني على حساب الأطفال

زبانية غالي تستغل برنامج "عطل في سلام" للنصب على دافعي الضرائب الإسبان بقلم: الفاضل الرقيبي منذ 1987، تقوم جمعيات إسبانية وأوربية باستقبال أطفال المخيمات لقضاء عطلتهم الصيفية، في إطار برنامج "عطل في سلام"، يتم خلالها انتشالهم، ولو لفترة، من أهوال المعاناة في المخيمات، من حرمان وفقر وانعدام كل أسباب وأساليب الحياة. ورغم ما شابها من استغلال سياسي ولاأخلاقي للأطفال، فقد استمر هذا البرنامج المدر للربح للوبيات الرابوني وأصدقائهم الإسبان إلى أن فرضت جائحة كورونا توقفه في السنة الماضية، ما جعل تجار المعاناة بالرابوني وشركاءهم الإسبان يبتدعون برنامجا بديلا للحيلولة دون فقدان الميزانية الضخمة التي يخصصها الممولون الأجانب لهذه العملية، إذ قدموا ما أسموه "البرنامج البديل"، القاضي بتنظيم مصايف بالمخيمات، والذي مكن عصابة الرابوني من الحصول، في السنة الماضية، على مبلغ مليون ومائتي ألف أورو، استحوذ مكتب إبراهيم غالي على ثلثيها، بينما وزع الباقي بين محمد سالم ولد السالك وموسى سلمى، وزير ما يسمى الشباب والرياضة، المكلف بتسيير المشروع. هذه السنة، أعادت عصابة الرابوني الكرة نفسها بالتنسيق مع مبعوثها بمدريد ولد العرابي وزوجته الإسبانية، إذ ارتفع المبلغ المحصل عليه إلى قرابة مليوني أورو، وتوسعت معه دائرة المستفيدين المباشرين من كبار قادة الجبهة، ودون حياء، في وقت يسوقون، ومعهم الأجهزة الأمنية الجزائرية، لوضع استثنائي بالمخيمات، ميزته التجويع وقطع الأرزاق والمنع من التنقل بحجة قانون الطوارئ، الذي أعلنه "غويلي" منذ نكسته بالكركرات، مع الإمعان في حلب المنظمات والمتعاملين الدوليين، وعلى رأسهم العائلات الإسبانية التي تساهم بتبرعات هائلة، إذ يعتمد المشروع على توفير مبلغ 81 أورو للطفل يوميا، خلال يوليوز وغشت، لتغطية مصاريف الأكل والرحلات وبعض الأنشطة الترفيهية التي لا تعدو سوى حبر على ورق. وعمد قياديو الجبهة إلى تحايلهم المعتاد لتضخيم الميزانية، فرغم أن عدد المستفيدين من "عطل في سلام" لم يكن، قبل الجائحة، يتجاوز 3000 طفل صحراوي، قاموا خلال نسختي العام الماضي وهذا العام بتسجيل قرابة عشرة آلاف طفل بغرض زيادة المبلغ، إذ أمنت، هذه السنة، الحكومات الجهوية بالأقاليم الإسبانية نسبة 20 في المائة منه، بينما تم جمع باقي المبلغ من خلال حملات تبرع تم إطلاقها منذ فبراير الماضي. واستغل "غويلي" النزاع الذي نشب السنة الماضية بين ولد السالك وموسى سلمى، والمكلفة بالتعاون الدولي فاطمة المهدي، حول أحقية التصرف في ميزانية البرنامج لكي يكلف عضو ديوانه عبداتي بريكة بالإشراف المباشر على تسيير المشروع الذي لم تصرف من أمواله إلا 5 في المائة، بينما تحصل ولد السالك، حسب مصدر مقرب من موسى سلمى، على ملياري سنتيم جزائرية، واكتفى موسى سلمى بمليار سنتيم، فيما أقصيت المكلفة بالتعاون من البرنامج. هذه السنة، وبما أن "بوليساريو" تعيش وضعا استثنائيا على مستوى القيادة، فإن موازين القوة والنفوذ تغيرت، واتسعت رقعة المستفيدين من هذا المشروع، ومعه أيضا اتسعت رقعة التسريبات. فحسب مصدر مطلع، على توزيعات كعكة هذا المشروع، فإن ممثل جبهة "بوليساريو" بمدريد، عبد الله العرابي، من سيشرف على التحويلات المالية هذه السنة، رفقة زوجته الإسبانية راكيل دياث أورتيرا، والتي لها ماض عريق في اختلاس الميزانيات الموجهة للمخيم، كانت آخرها ميزانية بثلاثمائة ألف أورو رصدتها حكومة كاستيا ليون لفائدة تحسين نقل الماء الشروب داخل مخيمات تندوف. وبما أن ولد العرابي لا يريد أن يخسر محيط غويلي، خصوصا سالم لبصير ومصطفى محمد سيد البشير، فقد بعث رسالة لولد لبصير مفادها أنه خصص مبلغا معتبرا لوزارته لتنظيم مخيمات كشفية للأطفال بما يسمى المناطق المحررة، بينما خصص مبلغا آخر لمصطفى محمد علي سيد البشير لتمكين وزارة الداخلية من تأمين البرنامج. موسى سلمى هو الآخر سيتكفل بتسيير المشروع الوهمي وعلى عاتقه جلب فواتير مختومة بأختام تجار الجملة بتندوف، وهو الأمر الذي أوكله لصديقه نعمان السطايفي، التاجر المعروف بتندوف، بينما نصيب غويلي في هذه الصفقة لن يغادر إسبانيا، خصوصا أن مصيره بحي بئر مراد رايس بالعاصمة الجزائرية لا يزال مجهولا. برنامج "عطل في سلام" ما هو إلا غيض من فيض، بالنظر إلى السرقات الممنهجة للمساعدات الدولية من قبل عصابة الرابوني، التي لا هم لها سوى جمع الأموال والتربح على حساب ضحايا خذلهم العالم، وتركهم بين براثن تجار المآسي، الذين استطاعوا توسيع حلقة فسادهم لتشمل أغلب المتعاونين الإسبان، الذين أصبحوا لاعبين أساسيين في تمويل صفقات خيالية بتواطؤ مع زبانية غويلي، من خلال النصب على دافعي الضرائب الإسبان عن طريق جمعيات تحصل، بطرق تدليسية، على ميزانيات ضخمة من قبل المجالس المحلية تحت ذريعة تمويل مشاريع إنسانية بمخيمات تندوف.

عصابة “بوليساريو” تغتني على حساب الأطفال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أندلسيات الصويرة... حوار الثقافات ومتاهات الإسلام السياسي

تهنئة فرنسية لطوطو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات