بودن: “بروفايلات” مكررة

> كيف تنظر إلى الاستحقاقات المقبلة؟ هل ستشهد مشاركة ضعيفة أم العكس؟ > ربما ليس سهلا قياس نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع، أو نوايا التصويت في الانتخابات العامة 2021، وهذا راجع لأسباب موضوعية تتعلق أساسا، بتقلب مزاج بعض الناخبين، والعلاقة المتوترة بين الناخبين العقلانيين وبعض الساسة وتحديدا محترفي الانتخابات. يضاف إلى ما سبق، عدم وجود إطار تنظيمي أو قانوني يسمح بسبر الآراء واستطلاعها، لتوليد مستوى معقول من الدقة أو صورة تقريبية حول نسبة المشاركة، كما أن مسألة المشاركة في الانتخابات لا تتعلق بتوقعات وأرقام فقط، بل للمسألة ارتباطات بمجموعة واسعة من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. ولكن أتصور أن الصيغة المعتمدة بإجراء الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية في 08 شتنبر، قد تكون صيغة ملائمة لرفع نسبة المشاركة، حيث أن دعوة الناخبين مرة واحدة بدل مرتين أو ثلاث مرات، قد تحد من العزوف الانتخابي، الذي يمكن أن يرتفع في حال توالي المواعيد الانتخابية، كما أن جهود مختلف الأحزاب والفاعلين، ستكون مركزة على موعد انتخابي محدد. > هناك من يرى أن الانتخابات المقبلة مجرد نسخة لسابقتها وأن التصويت من عدمه سيفرز النخبة السياسية ذاتها التي فشلت في تدبير شؤون المغاربة؟ > أتمنى أن لا يكون هذا الطرح واقعا بعد الاستحقاقات العامة لـ 2021، خاصة أنها تكتسي خصوصية غير مسبوقة في تاريخ الاستشارات الانتخابية بالمغرب، على مستوى الموعد وبعض التدابير النوعية. ولا ينبغي الركون لبعض الأفكار التي تدفع للانسحاب والعزوف، بل يجب التعبير عن الأفكار الخاصة حول سياسات اليوم والغد، وطنيا وجهويا ومحليا، وفي النهاية اتخاذ القرار المتناسب مع المسؤولية الوطنية. وسيكون من الصعب على الناخب أن يختار في حال وجود "بروفايلات" انتخابية مكررة، وغير منسجمة مع متطلبات الواقع المغربي اليوم، ولا تمثل رؤية طيف واسع من الشباب، وهي حواجز حقيقية، ولهذا فالأحزاب السياسية تملك فسحة لتقييم مرشحيها، بضمير حي ومسؤولية وطنية وتحديد مدى استجابة مؤهلاتهم لطموح مغرب المستقبل. وأعتقد أن هذه الضروريات لا يمكن أن تغيب عن بال أحد اليوم، إلا إذا كان منفصلا عن الواقع. وأما على مستوى العروض السياسية للفرقاء السياسيين، في هاته المرحلة ينبغي أن تكون منسجمة مع الواقع، ومبنية على معادلة أساسها المواطن، وما يحول بينه وبين تحقيق طموحاته، على مستوى التعليم والصحة والشغل والسكن والحماية الاجتماعية، و بناء بدائل لا تنطلق من العموميات بل من القدرة على التوقع، وبناء الأسس المنطقية بين الأقوال والأفعال، فالسياسة ليست أقوالا فقط بل أفكار وإنجازات كذلك، والتوازن بينها مطلوب أكثر من أي وقت مضى. > في اعتقادك هل هناك أطراف وجهات سياسية سيكون من مصلحتها عدم التصويت ولذلك تكرس صورة بشعة حول السياسة؟ > ربما لدى بعض الأطراف رهانات ضيقة، تنطلق من المصلحتين الحزبية والذاتية بالأساس، لاشك أن الطموح مسألة مشروعة لكن لا ينبغي الصمت عن ممارسات مقصودة، لتقليص النشاط الانتخابي لدى المواطنين. المشاركة في الانتخابات ضرورية وحيوية ومساهمة المواطن بحرية، وبعيدا عن التأثير على إرادته في مستقبل الوطن، وتفعيل حقه الشخصي وواجبه الدستوري مسؤولية جماعية. الشاب الذي يبلغ من العمر 18 سنة إذا ضيع فرصة المشاركة في انتخابات 2021، وندم على عدم المشاركة، لن يستدرك إلا بعد خمس سنوات، سيكون قد بلغ 23 سنة. وبالمقابل ينبغي فهم مسألة أساسية مفادها أن الشخص الذي يرتدي الحذاء يخشى من الأرضية، ولذلك ينبغي النظر بجدية كبيرة في أرضية السياسة بالمغرب، عبر إيجاد معالجة فعالة لظاهرة الترحال السياسي، وعروض بعض الأحزاب التي يظهر أنها من بين العوامل التي تجر المجهود الوطني للخلف. الأحزاب السياسية ينبغي أن تكون أحزاب برامج وتوقعات وحلول، وليست أحزاب رهانات على تحقيق عدد من المقاعد للحضور في موقع السلطة، وتوزيع العائد الانتخابي. وهناك أحزاب تسيطر على عقلها مسألة الانتخابات، فبمجرد انتهاء موعد انتخابي يبدأ التفكير في الانتخابات المقبلة، وهذا يضعف الثقة ويؤدي إلى تآكل المعنى الإيجابي لتدبير الشأن العام، في نظر مجموع المواطنين. أجرى الحوار: عصام الناصيري * أكاديمي ومحلل سياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية

بودن: “بروفايلات” مكررة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مهندس في ملف الوكالة الحضرية بمراكش

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات