إرهابيو سيدي الزوين وضعوا سيناريوهات للتسميم وتصفية شخصيات وضمن أهدافهم مقرات أمنية أسفر تدخل للقوات الخاصة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابعة لـ"ديستي"، فجر أمس (الثلاثاء)، عن إلقاء القبض على أربعة مشتبه فيهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابي، كانوا في المراحل الأخيرة لبدء عمليات قتل وتخريب، تنفيذا لأوامر قادة ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وبتنسيق مع أحد قيادييها. ويحمل المتهمون الأربعة فكرا متطرفا، وتتراوح أعمارهم ما بين 22 سنة و28، وينشطون بالجماعة القروية سيدي الزوين، بضاحية مراكش. وأكدت المحجوزات التي ضبطت بحوزة المتهمين، استعداد الخلية الإرهابية لبدء العمليات، وتوفيرها للمعدات والأدوات اللازمة لتحقيق أهدافها الإرهابية، المتجلية أساسا في اغتيالات باستعمال سيوف وسكاكين، أو عن طريق تفجير عبوات ناسفة، إذ مكنت عمليات التفتيش والمسح التقني المنجزة بمنازل الأشخاص الموقوفين، وبمحل ملحق بمسكن المشتبه فيه الرئيسي، من حجز أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومعدات معلوماتية، وآلة للتلحيم، ومواد كيماوية يشتبه في تسخيرها لتحضير وإعداد العبوات الناسفة. وهي عبارة عن خمسين كيلوغراما من "نترات الأمونيوم"، وثلاثة كيلوغرامات من "سلفات البوتاس"، وأربع علب تحتوي على مواد سامة، وثلاثة أكياس من حجم 800 غرام، بها مساحيق كيميائية مشبوهة، إضافة إلى أسلاك كهربائية وميزان. كما عاين ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، رسما يحمل شعارا يحاكي راية تنظيم "داعش". وجاء إيقاف المتهمين إثر الأبحاث الميدانية والتتبع التقني، الذي مكن من تجميع معطيات دقيقة حول المشروع الإرهابي لزعيم هذه الخلية، إذ اتضح أنه راهن على تنفيذ أجندات التنظيمات الإرهابية الدولية، التي فشلت فيها خلايا أخرى فككت سابقا، وخطط لضرب أهداف ومشاريع داخل المملكة. وخلصت الأبحاث إلى أن المتهم الرئيسي، خطط للالتحاق بفرع تنظيم "الدولة الإسلامية" بمنطقة الساحل، بعدما نسج علاقات مع قيادي في صفوف هذا التنظيم، يحمل جنسية دولة أجنبية ويقيم خارج أرض الوطن، والذي أشار عليه، بضرورة الالتحاق بمعسكرات القتال التابعة لتنظيم "داعش"، بغرض التدريب على صناعة المتفجرات وانتقاء الأهداف الإرهابية. واستعان "أمير" الخلية الإرهابية بمهاراته المهنية المكتسبة في مجال "التلحيم" لصناعة وإعداد أسلحة بيضاء، وتحضير عبوات متفجرة تقليدية الصنع، حيث أجرى تجارب عملية لصناعة وتشغيل هذه المواد الناسفة، قبل أن يعمد لاقتناء مواد كيماوية تدخل ضمن صناعة هذه العبوات من محل تجاري بمراكش، في إطار التحضير لمشروعه الإرهابي داخل المملكة. وأكمل المتهم الرئيسي مهامه عن طريق تجنيد واستقطاب باقي أفراد خليته، وإنهاء الانخراط الكلي لجميع عناصر الخلية في هذا المشروع الإرهابي، قبل الانتقال لمرحلة التنفيذ المادي للمخططات التخريبية، التي حددت أهدافا آنية، كاستهداف منشآت حيوية ومقرات أمنية، وتحديد هويات أشخاص لاغتيالهم عن طريق تصفيتهم جسديا بواسطة السلاح الأبيض، ضمن أساليب الإرهاب الفردي، المستوحاة من عمليات تنظيم "داعش" الإرهابي. وأوضحت إجراءات البحث والتحري بأن أعضاء هذه الخلية الإرهابية راهنوا أيضا على استقطاب وتجنيد الأطفال اليافعين، بغرض إشاعة وتعميم الفكر المتطرف، عبر تنظيم لقاءات دعوية لفائدة أطفال قاصرين بمنطقة سيدي الزوين، لشحنهم وتلقينهم مرتكزات الفكر المتطرف على نهج "أشبال الخلافة" المعتمد، من قبل تنظيم "داعش". وقد تم الاحتفاظ بالأشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي، الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن الارتباطات الإقليمية والدولية لأعضاء هذه الخلية الإرهابية، وتحديد كافة المشاريع الإرهابية التي خططوا لها، ورصد كل المساهمين والمشاركين، المحتملين في هذا المشروع الإرهابي. وأكدت عملية "بسيج" استمرار تنامي التهديدات الإرهابية، التي تتربص بأمن المملكة وبسلامة المواطنات والمواطنين، وإصرار المتشبعين بالفكر المتطرف على تنفيذ مشاريع دموية، تحت لواء تنظيم "داعش" الإرهابي. المصطفى صفر