مرض نادر ينخر جسد طالبة

تعيش عائلة أملاح بظهر السوق/ مرنيسة البعيدة ب55 كيلومترا عن مدينة تاونات، مأساة حقيقة لم تجد لها حيلة ومنها مخرجا بسبب إصابة ابنتها الطالبة بمرض نادر، أنهك جسدها وأثقل كاهل والديها ماديا وحرك أطماع منعدمي ضمير استغلوا ظروفها الاجتماعية للنصب والاحتيال عليها. ليس لأب لمياء العون بثانوية عبد الكريم الخطابي، قدرة لتدبر مصاريف شراء أدوية غالية الثمن، لكنه لم ولن يفقد الأمل ومتشبت بحقها في العلاج لآخر رمق ولو استعصى ذلك أو طالت رحلة شفاء شاقة، ورغم أن مرضها نادر وغريب فرض عليها الانقطاع عن الدراسة وملازمة منزل أسرتها. لمياء الآن غير قادرة على الحركة والتركيز وحتى الاستقرار في الجلوس طويلا، بعدما كانت كلها حيوية ونشاط قبل نحو 4 سنوات، حالمة بمستقبل زاهر وشهادة جامعية تتدبر بها أمرها وأسرتها، بعدما سجلت بكلية بظهر المهراز بفاس، قبل أن يجهض مرضها المفاجئ الحلم والأمل. تتشبث لمياء ووالداها بأمل العلاج بعد شهور طويلة قضياها في طلبه وفي انتظار 5 نونبر المقبل الموعد المحدد لإعادة عرضها على طبيبتها المعالجة بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، التي أعدت تقريرا مفصلا عن حالتها النادرة المحتاجة متابعة دقيقة ومتواصلة. العلاج ممكن أمام شفاء حالات مماثلة مصابة بمرض مشابه في بعض تفاصيله، لكن طريقه شاقة ومتعبة لأسرة لا تملك إلا دعوات به في انتظار الفرج وانفراج وضعها الصحي، خاصة أمام إبداء عدة جهات رغبتها ونيتها في مساعدتها والوقوف بجانبها، ما يعطي والدها جرعة أمل إضافية. محسنون ومسؤولون أخذوا المبادرة وقدموا يد العون، بما فيها سلطات تاونات التي أرسلت لجنة طبية لتشخيص حالتها المرضية ومكنتها من بعض الأدوية للتخفيف من الألم الذي يعتصر جسدها ويعتصر معه فؤادا والديها وكل صديقاتها وأصدقائها وزملائها في المنطقة وكلية العلوم بفاس. لم تقض لمياء بتلك الكلية إلا شهورا معدودات بعدما التحقت بها في 2017 بعد حصولها على الباكلوريا من ثانوية عبد الكريم الخطابي، لكن المرض الذي حير الأطباء المعالجين ممن عاينوا حالتها وتتبعوها، باغتها واشتد عليها وحرمها من متابعة الدراسة وتحقيق حلمها. ظروف بوعرفة والد لمياء تتطلب دعما ممن له رغبة في ذلك، وقد نشر إعلانات طلبا للمساعدة، لكن بعض منعدمي الضمير استغلوا الأمر وحاولوا النصب عليه وابتزازه، كما هو حال شخص من الرباط انتحل صفة طبيب، وآخر من منطقة العروي بالناظور، ادعى ترؤس جمعية تعنى باليتامى. اكتشف الأب متأخرا أن كليهما مجرد محتالين لبسا جلباب الإحسان والمساعدة للنصب والاحتيال، ما اضطره لتقديم شكايات ضدهما للنيابة العامة بالمدينتين، قبل إيقافهما ومحاكمتهما، دون أن يقطع ذلك محاولات ركوب نصابين على هذه الحالة الاجتماعية المحتاجة دعما لا ابتزازا. حميد الأبيض (فاس)

مرض نادر ينخر جسد طالبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أقديم: المساواة في تطبيق القانون

قدس تازة يصعد إلى القسم الأول هواة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات