مدريد تفشل في تأليب أوربا على الرباط

المغرب يتشبث بالشراكة الإستراتيجية ويرفض اعتبار سبتة امتدادا لحدود الاتحاد وصف البرلمان المغربي سعي مدريد إلى إقحام نظيره الأوربي في أزمة ثنائية بين المغرب وإسبانيا، بالمقاربة الصدامية، التي فشلت في إضفاء بعد أوربي على أزمة ثنائية بين البلدين، تتحمل مدريد مسؤوليتها السياسية. وسـارع مكتـــــب مجلس النـــــواب، ورؤساء الفرق البرلمانية والمجموعة النيابيـــــة، إلى عقــــــد اجتمـــــاع طارئ لاستنكار قرار البرلمان الأوربي، والذي كانت إسبانيا تسعى إلى استصدار إدانة للمغرب، بسبب تداعيات قضية سبتة المحتلة. وقد باءت هذه المحاولة بالفشل، بإدخـــــال تعديـلات كبيرة من قبـل المجموعـات السياسيـة وبرلمانيـين أوربيين على مسودة القرار الذي اقترحه الإسبان، إذ رفضوا مجاراة مدريد في سعيها إلى تأزيم علاقات الاتحاد الأوربي مع شريك إستراتيجي مشهود له بالتعاون في قضايا مكافحة الهجرة والتنسيق الأمني ومحاربة الإرهاب. وعكست نتائج التصويت على مشروع القرار، بمصادقة 397 صوتا فقط من أصل 678، ورفض 85، وامتناع 196، الانقسام الواضح داخل البرلمان الأوربي، الذي عبر بتصويته على القرار عن رفض المقاربة الإسبانية، وسعيها إلى توريط الاتحاد في نزاع سياسي ثنائي بين مدريد والرباط، في الوقت الذي أكد المغرب حرصه على معالجته بالحوار المباشر مع مدريد، مع الحرص على تحديد مسؤولياتها السياسية بشأن الموقف الملتبس من قضية وحدته الترابية، واستقبالها زعيم الجبهة الانفصالية، المتورط في جرائم تعذيب واغتصاب فوق التراب الإسباني. واستنكر البرلمان المغربي، في اجتماع طارئ ترأسه الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، مضامين قرار البرلمان الأوربي الذي ينطـــــــــوي على العديد من الأكاذيب، مؤكدا أن سجل المغرب فـــــي مجال مكافحة الهجــــــرة غير الشرعية حافل ومعترف به، إذ تؤكد الأرقام أن التعاون في مجال الهجرة مكن منذ 2017 من إجهاض أزيد من 14 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية، وتفكيك 5 آلاف شبكة تهريـب، ومنـــــع محاولات اقتحام لا حصر لها. وأكد المجلس أن الأزمة المغربية الإسبانية ترتبط بموقف وتصرفات إسبانيا بشأن قضية الصحراء المغربية، القضية المقدسة للأمة المغربية، بكل مؤسساتها وقواها الحية، معبرين عن أسفهم لأن البرلمان الأوربي جرى توظيفه من قبل عدد قليل من أعضائه الذين تنكروا للشراكة التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوربي. وأكـد نص القـرار الأوربـي أن العلاقـات بين الربـــــاط وبروكسيـل ترتكز على اتفاق الشراكة الموقع في 2000، باعتباره جارا قريبا وشريكا متميزا للاتحاد في محالا التعاون السياسي والاقتصـادي والتجاري والتقني، كمــــــــا تم منح المغرب الوضع المتقدم في 2008، في إطار السياسة الأوربية للجوار، والتي بوأت المغرب الرتبة الثالثة من حيث المستفيدين من تمويلات الاتحاد الأوربي. وقال لحسن حداد، عضو اللجنة البرلمانية المغربية الأوربية المشتركة، إن البرلمان المغربي بذل بمختلف مكوناته، جهودا لدى ستراسبورغ، بتوجيه رسائــــل إلى كـــــل المؤسسات ورؤساء الفرق والمجموعات البرلمانية الأوربية، وإلى رئيس اللجنة المختلطة لشرح موقف المغرب من الأزمة مع مدريد. وأوضــــح حــــداد فــــي حديث مـــع "الصباح" أن المغرب جدد رفضه لإقحام الاتحاد في نزاع طارئ بين المغرب وإسبانيا، معتبرا أن اعتماد قرار أوربي يدين المغرب، كما تريد مدريد، ليس في صالح التعاون والشراكة القائمة بين الطرفين. وقال حداد إن النص الذي طرح للتصويت داخل البرلمان الأوربي فيه الكثير من المغالطات، مؤكدا تشبث المغرب بعلاقات الشراكة والتعـــــاون المتوازنة بين الرباط وبروكسيل. وبخصوص تفاعـل البرلمانيين الأوربيين مـع تحركـات المغـرب، أوضح حداد أن العديد من الأطراف والمجموعات عبرت عن تفهمها لموقف الرباط، واعتبرته معقولا، ولم تساير مقاربة مدريد. برحو بوزياني

فرنسة التعليم..."يخ منو وعيني فيه"

ظهور جثة غريق بأزيلال

مقالات ذات صلة