التوجيه يطرح مشكلا كبيرا

محمد الزودي مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية اعتبره عاملا في النجاح أو الفشل أشار محمد الزودي، مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية (IGA)، في حوار مع "الصباح"، إلى إشكالية التوجيه وما تسببه من مشاكل للتلاميذ وأسرهم، مضيفا أنها يمكن أن تمثل عامل نجاح، كما أنها يمكن أن تكون عنصر فشل، وتطرق إلى عدد من القضايا التي تهم التعليم العالي الخاص.في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي (تصوير:عبد اللطيف مفيق) > تثار مسألة ضعف التوجيه لفائدة التلاميذ باستمرار، ما تقييمكم للوضع؟ > يطرح التوجيه مشكلا كبيرا، سواء للتلاميذ أو لأسرهم، ونلاحظ ذلك عندما نستقبل آباء وأولياء التلاميذ الحائزين على الباكلوريا، الذين يأتون للاستفسار حول طبيعة التخصصات، التي يوفرها المعهد العالي للهندسة التطبيقية، إذ يتبين لنا أنهم لا يتوفرون على أي معلومات ولم يستفيدوا من التوجيه الجيد، علما أن التوجيه يمكن أن يكون عامل نجاح أو سببا في الفشل، فالطالب يحصل على شهادة الباكلوريا، لكنه يجد نفسه في حيرة من أمره، لاختيار صنف التكوين الذي يلائم مؤهلاته، وهناك خصاص حاد في هذا المجال، من المطلوب أن يتم تداركه، نظرا لأهمية التوجيه في إنجاح مسار الطالب خلال مرحلة ما بعد "الباك". وتشارك أطر المعهد في مؤسسات التعليم في محاولة للتخفيف من الصعوبات، التي يعانيها التلاميذ وأسرهم، في ما يتعلق بالتوجيه واختيار المسار الأنسب. ونعتمد على مقاربة واقعية، إذ نقدم، انطلاقا من الرغبة التي يعلن عنها التلميذ في ما يتعلق بالمهن التي يريد ممارستها، المسارات التي يتعين اتباعها ونوعية التكوينات التي يتطلبها الأمر. > كيف يتم تدبير التوجيه داخل المعهد؟ > نعتمد داخل المعهد العالي للهندسة التطبيقية مقاربة خاصة، إذ تمثل السنتان الأوليان جذعا مشتركا، يتم، خلالها، تلقين الطالب التكوينات الأساسية، ما يسمح له بتدقيق الاختيار. ونستعين، خلال السنة الثالثة، بخريجي المعهد، الذين تمكنوا من الاندماج في سوق الشغل، بعد مسار موفق، إذ يقدم هؤلاء مختلف المعطيات الخاصة والضرورية لسلك المسار، الذي اتبعوه إلى أن انخرطوا في الحياة المهنية، وتكون السنة الرابعة من التكوين سنة التخصص الفعلي. > ماهي النصائح التي يمكن أن تقدمها في مجال التوجيه؟ > هناك ثلاثة عوامل أساسية يتعين أخذها بعين الاعتبار في هذا الباب، أولها النتائج المحصل عليها من قبل التلميذ، إذ أن الشخص الذي لا يجيد الرياضيات والمواد العلمية بشكل عام، لا يمكنه أن يسلك مسار علوم الهندسة، الذي يتطلب التوفر على شهادة باكلوريا علمي تقني، وأن يكون الطالب متفوقا في المواد العلمية، خاصة الرياضيات والفيزياء، في حين أن مسار علوم التدبير يظل مفتوحا لكل أصناف شعب الباكلوريا. ويتعلق العامل الثاني في رغبة التلميذ، التي لا يوليها عدد من آباء وأولياء التلاميذ أي اهتمام، إذ أن عددا من الآباء يرغم ابناءهم على اتباع مسارهم، رغم أن التلميذ يمكن أن تكون له ميولات أخرى، لذا يتعين احترام رغبة التلميذ والمسار، الذي يرغب في سلكه. ويتمثل العامل الثالث في ضرورة اللجوء إلى التوجيه الصحيح وموجهين مؤهلين، قادرين على تحديد المسار الملائم، بناء على مؤهلات التلميذ ومداركه وميولاته. > ماهية الوضعية الحالية لقطاع التعليم العالي الخاص؟ > لم تكن للجائحة تداعيات سلبية، فقط، بل كانت لها انعكاسات إيجابية، إذ ساهمت في إبداع حلول لمجموعة من الصعوبات، التي كان يعانيها التعليم بشكل عام، مثل مشكلة الاكتظاظ، إذ بات بالإمكان متابعة الدروس عن بعد، إذا توفر الربط بشبكة الأنترنيت، وخصصت مؤسسات التعليم، من ضمنها المعهد العالي للهندسة التطبيقية، ميزانية هامة، من أجل التجهيز المعلوماتي، ما سمح للطالب بالاستفادة من جودة التعليم، سواء حضوريا أو عن بعد، وأصبحت هناك مرونة كبيرة في نمط التدريس، إذ يمكن للتلميذ أن ينتقل من التدريس عن بعد إلى الحضوري بشكل سلسل وفي أي وقت، كما أن الأساتذة يعدون وصلات فيديو تتضمن مختلف الدروس التي يقدمونها، ويمكن تنزيلها من قبل التلميذ في أي وقت، ما يتيح للطالب المتغيب، بسبب المرض أو أي سبب آخر، الحصول على ما فاته من دروس بسهولة. > ماهي التخصصات التي تساعد على اندماج أسرع في سوق الشغل؟ > كما لا يخفى على الجميع، كان للجائحة الأثر الكبير على عدد من القطاعات وعلى فرص الشغل المحدثة، لكن باستثناء هذه الظرفية الخاصة، فإن هناك إقبالا، خلال السنوات الأخيرة، على كل ماهو مرتبط بالتدبير أو الهندسة، خاصة المعلوميات، إذ هناك حاجيات كبيرة في مجال الهندسة المعلوماتية. وتجدر الإشارة، في هذا الباب، إلى أن الدبلوم، وحده، لا يكفي، بل يتعين التوفر على مجموعة من المعارف والمكتسبات لضمان اندماج أمثل. منح تظل الكلفة في مؤسسات التعليم الخاصة عائقا، بالنسبة إلى عدد من الأسر، علما أن نسبة كبيرة منها تأثر دخلها بفعل الجائحة، ويعمل المعهد العالي للهندسة التطبيقية على تقديم خمسة أصناف من المنح، اثنان منها خاصان بالتميز والاستحقاق، وتمنح للمتوفقين في الباكلوريا، بغض النظر عن الوضعية المالية لأسرة التلميذ، إضافة إلى منح أخرى، بناء على الوضعية المالية للأسرة ومكان الإقامة. ونطالب الجهات المسؤولة ببذل مجهودات في هذا المجال، مثل الإعفاء الضريبي لتكاليف التمدرس، واستفادة بعض التلاميذ من المنح التي تمنحها الدولة. ونطمح أن يتم تجاوز إشكالية التأشيرة التي منعت عددا من الطلبة الأجانب من الالتحاق بالمغرب، بعد أن سجلوا أنفسهم بعدد من مؤسسات التعليم الخاصة، بسبب عدم منحهم التأشيرة. في سطور - مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية - من مواليد 1978 بطنجة، - خريج المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بليون بفرنسا، - حاصل على دبلوم مهندس من جامعة التكنولوجيا بـ «Troyes»، - وباكلوريا علوم رياضية، - متزوج وأب لطفلين.

التوجيه يطرح مشكلا كبيرا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصائح مع الزغاري

حبل الإقالة يلتف حول غاموندي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات