اليوسفي: المنظومة التربوية أكبر من سوق الشغل

اليوسفي: التوجيه والتكوين الجيدان سيمكنان من استثمار مهارات الطلبة قال عبد اللطيف اليوسفي، الخبير التربوي، وعضو سابق للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، هل المنظومة التربوية من وظائفها الأساسية توفير سوق الشغل؟، وهل من الضروري أن تكون المنظومة التربوية دائما في خدمة سوق الشغل ومتطلباته؟، مشيرا إلى أن هذه التساؤلات وقع حولها نقاش كبير في محافل مختلفة داخل المغرب وخارجه، ولم يصل فيه المتدخلون إلى خلاصات نهائية. وأضاف اليوسفي في حديث مع "الصباح"، أن أغلب التربويين والباحثين بقضايا التربية، يؤكدون أن التربية أولا والتعليم ثانيا، ما وضعا أبدا في خدمة سوق الشغل، وإنما وضعا أساسا ليقوما بوظائف مرتبطة بقيم المجتمع وبالوظائف التي يريدها المجتمع للتربية، وبالتالي، فإن الأمر أكبر بكثير من سوق الشغل. وأكد الخبير في قضايا التربية والتكوين، أن من وظائف المدرسة من التعليم الأولي إلى الجامعي، بمفهومها العام، تأهيل الفرد إلى أن يلج سوق الشغل، وأن يكون مرتاحا وأن ينفعه علمه في الحياة، لكن لا ينبغي للمدرسة خاصة الجامعة أن تكون دوما على استعداد أن تحول نفسها لتحولات سوق الشغل. وأوضح اليوسفي أن المناهج والتصورات التربوية تبنى على المدى الطويل، وسوق الشغل يتغير باستمرار، "فماهو صالح اليوم قد لا يكون صالحا في الغد، ولذلك ليس مطروحا على المنظومة التربوية أن تكون خادما طيعا لسوق الشغل". وأكد الخبير التربوي أن المنظومة التربوية عليها أن تصوغ من الطالب والتلميذ عنصرا متعدد التخصصات والكفاءات والمهارات، ولذا وجب على التربية وعلى جانبها التعليمي، أساسا أن تمكن الطالب من مهارات مختلفة يستطيع بها الإجابة عن أسئلة أمور الحياة، وأن يتكيف مع سوق الشغل بالأنواع والحاجات، لأن المهارة في هذه الحالة ستكون مفتوحة ومتعددة، وتجيب عن كل الحاجات المحتملة لسوق الشغل. وبسط اليوسفي مثالا "عندما ينجح طلبتنا بامتياز وأغلبهم من المدرسة العمومية في الأقسام التحضيرية، ويقبلون على المدارس الكبيرة في فرنسا بما فيها القناطر، فإن تلك المؤسسات لا تكونهم لكي يكونوا مهندسين فقط، أو متخصصين في هذا المجال دون آخر، بل تمنحهم تكوينا شاملا وواسعا يستطيعون به التفاعل مع الحاجات أو المواقع التي يوجدون فيها، ولذلك نجد أشخاصا تخرجوا من مدرسة القناطر وغيرها، عندما يعودون إلى المغرب يتحولون من مهندس إلى مدير الشركة والمؤسسة العمومية الكبرى إلى أن يكون عاملا، فمدرسة القناطر أعطت لهؤلاء الذين نجحوا في أن يكونوا عمالا ووزراء تكوينات ومهارات واسعة يستطيعون معها التكيف مع الحاجات". واعتبر المتحدث نفسه، أن الذين يدعون إلى أن تكون المدرسة والجامعة ممهننة بالطريقة التي تخدم سوق الشغل، واهمون وخارجون عن منطق العقل، لأن سوق الشغل يتغير باستمرار، مشيرا إلى أنه في زمن كورونا أصبحت الحاجات والوسائل غير التي كانت قبل ظهور الوباء. وفي ما يتعلق بالتوجيه المدرسي والجامعي، كشف أنه لا يمكن حصره في فئة التلاميذ المتفوقين، بل في جميع الطلبة، ومنذ البداية أي من السنة الثانية إعدادي، مشيرا إلى أنه إذا تم الاعتماد على موجهين أكفاء وإقامته بالطريقة السليمة وبآلياته وتوفير جميع الوسائل والفضاءت الضرورية للموجهين، فإنه يمكن اكتشاف المواهب مبكرا وتوجيه التلميذ في الوقت المناسب بشكل جيد، ما سيساهم في توفير الأطر الكافية المتعددة التخصصات في كافة المجالات. وخلص اليوسفي إلى أن سوق الشغل لا يمكن أن يتحكم نهائيا ومطلقا في آليات المدارس والمؤسسات، ولا في توجهات المنظومة، "المنظومة التربوية لا يمكن أن تخدم فقط سوق الشغل، إذ لا ينبغي أن تخدم إلا المهارات الكبرى التي تعطى للطلبة حتى يخرجوا بتكوين متين يمكنهم من تكييف كل مهاراتهم حسب الحاجة وحسب الأوضاع". وأوضح الخبير التربوي أنه على الآباء الاطمئنان أن التوجيه لا يكون بأهدافهم ورغباتهم، وإنما حسب قدرات التلاميذ والطلبة، مضيفا"بعض الآباء يتوهمون أن ما لم يستطيعوا القيام به وتحقيقه يمكن أن يقوم به أبناؤهم، وهو السلوك الخاطئ لأنه يجب ترك التوجيه لأبنائنا حسب قدراتهم، كما أنه على الدولة تمكيننا من جميع وسائل العمل حتى يكون إطار التوجيه والاستشارة متقدما وفاعلا، فالتكوين الجيد سيمكننا من استثمار مهارات طلبتنا في أي وضع من الأوضاع، التي يواجهها الطالب بعد تخرجه". محمد بها

اليوسفي: المنظومة التربوية أكبر من سوق الشغل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجز قوارب صيادين مغاربة بسبتة

تحضيرات عيد الأضحى تبدأ مبكرا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات