“تبخر” مشاريع مولتها المبادرة

برمج أغلبها في المرحلتين الأولى والثانية دون أي أثر على المستفيدين وجدت عدة عمالات صعوبة في تقديم حصيلة "مشرفة" للمرحلتين الأولى والثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2005-2018) اللتين صرفت فيهما ملايير الدراهم، بسبب الاختلالات التي رافقت مشاريع محاربة الهشاشة والإقصاء والفقر والعمل عن قرب في الوسطين الحضري والقروي. وقدمت بعض العمالات حصيلة مرقعة لمشاريع غير مكتملة وأخرى اعترضتها صعوبات في الإنجاز وفئة ثالثة من المشاريع دون أثر يذكر على الفئات المستهدفة، ومشاريع حولها منتخبون ورؤساء جماعات إلى حملات انتخابية قبل الأوان، ومشاريع أخرى نقلت رؤساء جمعيات من مصاف الفقراء إلى طبقة الأغنياء بأموال الشعب. وخطط للمرحلة الأولى من المبادرة الوطنية (2005-2010) أن تتوزع على أربعة برامج أساسية، هي برنامج محاربة الفقر في الوسط القروي (403 جماعات قروية) وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري (264 حيا) وبرنامج محاربة الهشاشة (8 فئات ذات أولوية)، ثم البرنامج الأفقي للجماعات الترابية غير مستهدفة حسب المعايير المعتمدة من البرامج الثلاثة السابقة. وضخت المبادرة الوطنية أموالا جديدة لتغطية المرحلة الثانية التي امتدت من 2011 إلى 2018، باستفادة 702 جماعات ترابية في إطار البرنامج الأول، و532 حيا، في إطار البرنامج الثاني، و10 فئات ذات أولوية في إطار البرنامج الثالث الخاص بمحاربة الهشاشة، إضافة إلى البرنامج الأفقي، ثم برنامج خامس يتعلق بالتأهيل الترابي لـ3300 دوار في 22 إقليما. وفتحت هذه البرامج المجال لعدد كبير من الجمعيات المحلية والوطنية للاستفادة من مشاريع ظل أغلبها حبرا على ورق، ولم تصل نسب الإنجاز إلى المستوى المتفق عليه في جدولة الأهداف والتمويل، كما حصل مثلا في منطقة الهراويين بالبيضاء ووقع في مشاريع أخرى تتعلق بالفئات الهشة، أو مشاريع بناء أسواق، أو تسليم دراجات لمهنيين، إذ تعرض كل ذلك إلى الدمار، وصنف آخر من المشاريع تحول إلى أطلال لعدم احترام المقاربة التشاركية مع السكان قبل اقتراحه (خلل في تحديد الأولويات). وتحتفظ أرشيفات بعض العمالات باستمارات مشاريع وهمية في الغالب، منحت إلى جمعيات في إطار "عقد ثقة"، خصوصا في المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية، كما يعرف مسؤولو أقسام العمل الاجتماعي أسماء رؤساء جمعيات أسسوا شركات تكلفت بتموين المشاريع التي استفادوا منها، في إطار "خيرنا ما يديه غيرنا". ولم تنتظر الإدارة المركزية للمبادرة الوطنية التوصل بالحصيلة كلها، بل أنجزت تقييما عاما انتهى بتغيير المقاربة والأهداف والوسائل وآليات الحكامة برمتها وقدمت تمويلا جديدا بـ18 مليار درهم يغطي خمس سنوات (2019-2024). وعوض الاكتفاء بالبرامج الأربعة السابقة التي كانت تعتمد كليا على الجمعيات، انتقلت إلى مقاربة الأقطاب الجمعوية التي ستتكلف بضخ أفكار المشاريع في أربع خانات، هي تدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية (4 ملايير درهم)، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة (4 ملايير درهم)، وتحسين الدخل والاندماج الاقتصادي للشباب (4 ملايير درهم)، ودفع التنمية البشرية للأجيال الصاعدة (6 ملايير درهم). يوسف الساكت

“تبخر” مشاريع مولتها المبادرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة لدعارة القاصرات

إيقاف 11 شخصا يدخنون ״الشيشة״ داخل مقهى

مقالات ذات صلة