أكـراد فـي حقـول “الكيـف”

مزارعون يلجؤون إليهم لحفر الآبار والكلفة تتراوح بين 12 ألف درهم و20 ألفا ارتفعت وتيرة حفر الآبار بمناطق زراعة القنب الهندي (الكيف)، خاصة تلك الخارجة عن كتامة وغمارة، اللتين اشتهرتا بهذه الزراعة منذ عقود. وأفادت مصادر أن المزارعين يلجؤون إلى سوريين وأكراد لحفر الآبار، نظرا للأسعار المنخفضة التي يطلبونها والسرعة في الإنجاز، إذ يمكنهم حفر ما لا يقل عن عشرة آبار في اليوم. ويعمد مزارعو الكيف إلى حفر آبار دون أي ترخيص لتأمين المياه لزراعتهم، خاصة بعد جفاف مياه النهر الوحيد، الذي يمر من هذه المناطق، ما أثر على الفرشة المائية وجعل العديد من النقط المائية، التي تمثل المصدر الوحيد للمياه بالنسبة إلى سكان المنطقة، تجف وتدفع السكان إلى قطع كيلومترات، من أجل البحث عن المياه لتلبية احتياجات أسرهم ومواشيهم من المياه. وطور مزارعو الكيف زراعاتهم بإدخال أصناف جديدة من البذور يتم جلبها من الخارج تضمن مردودية أكبر، مقارنة بالنبتة المحلية، لكنها تتطلب كميات كبيرة من المياه. لذا جلب المتعاطون لهذه الزراعة مضخات مياه كبرى تستهلك كميات هامة من الطاقة الكهربائية دون أن يؤدي المستفيدون أي درهم، ما دام إيصال هذه المضخات يتم بطرق غير قانونية، لكن الجماعة تكون مجبرة على أداء كميات الكهرباء، التي يسرقها أصحاب حقول "الكيف". ولم يعد المزارعون يكتفون بالبذور المحلية، بل أدخلت أصناف جديدة من البذور، التي تضمن مردودية أكبر، مثل صنف "خردالة"، الذي يضمن مردودية أكبر من البذور المحلية، لكن سعره أغلى من البذور العادية بأزيد من الضعفين، بالنظر إلى أن كمية الشيرا "الحشيش" المستخرجة تكون أعلى من كمية نبتة البذور العادية. وأكد مصدر من المنطقة أن قنطار القنب الهندي من أصل بذور "خردالة" يستخلص منه ما بين 4 كيلوغرامات و5 من "الحشيش"، في حين أن البذور العادية يتراوح إنتاجها بين كيلوغرامين و3 كيلوغرامات. لكن هذه الأصناف الجديدة تتطلب كميات كبيرة من مياه السقي، ما يدفع المزارعين إلى جلب المياه من الأنهار، ويتسبب ذلك في احتجاجات السكان، الذي لم يعودوا يجدون ما يوردون به قطيعهم. وهكذا، لجأ المزارعون إلى حفر الآبار للاستعداد لمرحلة تقنين هذه الزراعة، وتفادي احتجاجات السكان. وتتراوح كلفة حفر الآبار بين 12 ألف درهم و20 ألفا، حسب عدد الأمتار التي يتعين حفرها للوصول إلى المياه. وأكدت مصادر "الصباح" أن هناك خمس مجموعات مشكلة من سوريين وأكراد تجوب المناطق لعرض خدماتها على المزارعين بأسعار محفزة، مضيفة أنه تم حفر ما لا يقل عن 120 بئرا في ظرف خمسة أيام، إذ تستمر الأشغال، في بعض الأحيان ليلا. عبد الواحد كنفاوي

أكـراد فـي حقـول “الكيـف”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أصحاب سوابق يستعدون لغزو البرلمان

"الطاك"... تذكرة إلى الماضي 2: المكتب المستقل في أسوأ حالاته مع العلمي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات