رحيم يفتح “حدائق الجنوب”

رواية تستعيد جانبا من كواليس الصحراء وحروبها بعين صحافي صدر للزميل الصحافي سعيد رحيم، أخيرا، رواية تحمل عنوان" حدائق الجنوب .. فصل من الحرب الإعلامية في الصحراء"، حاول من خلالها إعادة تركيب تجربة مهنية وحياتية في قالب روائي، تتخلله أحداث وطرائف تختصر وعي أفراد وجماعات . العمل الجديد للزميل رحيم الذي خبر مجاهل الصحراء وكواليسها لسنوات يعد بمثابة ذاكرة مشتركة بالنسبة لعدد من الصحافيين وحتى سكان الأقاليم الجنوبية، إذ سبق لصاحب الرواية أن اشتغل مراسلا لوكالة المغرب العربي للأبناء بإقليم السمارة ، فعايش هناك عن قرب وقائع اختلط فيها الإعلام بالسياسة والحياة الاجتماعية. كما حاول رحيم تجميع لحظات من وعي فردي بصيغة الجمع ، بيد أن الخيط الناظم الرفيع الذي ينسج عوالم الرواية منذ بدايتها حتى نهايتها، هو الحضور القوي لعين وأذن إعلامي يلتقط ما هو غريب وعجيب ، ضمن تفاعل مع محيط متحول وحساس ، يعيش فصولا من حرب إعلامية ، بمنطقة تعيش صراعا مصطنعا . ورغم أن طريقة صياغة الرواية تبدو ظاهريا أشبه بالسيرة الذاتية، إلا أن رحيم طبق فيها تكنيكا روائيا اختبأ فيه خلف شخصية "صائب" الذي يتحدث باسمه راويا، وهو صحافي يشتغل في واحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية الرسمية في إشارة إلى وكالة المغرب العربي للأنباء ، والذي وجد نفسه في " صلب معركة يحتد فيها القلم ، بعد سنوات من الحرب الطاحنة "، كما جاء في مستهل الرواية . ومن خلال تفاصيل الأحداث الروائية تنكشف جوانب من عوالم الحياة وخباياها ، بدءا من العنوان " حدائق الجنوب " الذي يحمل في حد ذاته بعض المعالجات التي تعتمد منطقا خاصا ، حيث إن الصحراء لا تتوفر أصلا على حدائق ولكن على صحاري وواحات وفياف، وهو ما يحيل إلى الاخضرار ( الحياة) الذي هو من سمات الحدائق ،عكس الصحراء التي تحيل إلى ألوان أخرى مقفرة ( قسوة الحياة). ومن الوقائع المهمة التي التقطتها ذاكرة صائب(الراوي)، والتي ختم بها الرواية هي واقعة القبض على شخص اعتدى على عون سلطة ، إذ اعترف بالمنسوب له ، وقال في لقاء مع صائب بالحرف " أفضل قضاء عشر سنوات من السجن في المغرب ، على أن أبيت ليلة واحدة في تندوف ". عزيز المجدوب

رحيم يفتح “حدائق الجنوب”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شتات "بوليساريو" تحت "درونات" الجيش

حجز أطنان من المواد الفاسدة بالمحمدية

مقالات ذات صلة