جملة “اكتب مطالبك في ورقة” تؤجج غضب الاستقلاليين

قليلون هم الذين يعرفون السبب المباشر الذي دفع حميد شباط ومعه حزب الاستقلال، إلى التمرد على عبد الإله بنكيران بصفته رئيسا للحكومة، وخوض المعارك التي انتهت، كما هو معلوم، بقرار "برلمان الحزب" القاضي بالانسحاب من الحكومة.ويحكي قيادي استقلالي لـ"الصباح" في قراءته لكرونولوجيا الأحداث، أن بداية الأزمة بين شباط وبنكيران، ابتدأت عندما انتخب عمدة فاس أمينا عاما لحزب الميزان، وتوجه بعد ذلك يطرق باب رئيس الحكومة لعقد اجتماع الأغلبية الحكومية من أجل الاستماع إلى ملاحظات القيادة الجديدة لحزب الاستقلال حول وتيرة الأداء الحكومي وحول التشكيلة الحكومية التي يمكن أن "نطالب في شأنها بإجراء تعديل حكومي". وبدل أن يتقبل رئيس الحكومة ملاحظات القائد الجديد لحزب الاستقلال بروح رياضية، خصوصا أن أفضال الاستقلاليين كبيرة على بنكيران، منها أنه بفضلهم وصل إلى رئاسة الحكومة عن طريق دعمه من طرف 60 برلمانيا استقلاليا، يقول مصدر استقلالي، قال له بلغة لا تخلو من تهكم "اكتب ذلك في ورقة". ولما عاد شباط إلى اللجنة التنفيذية، وأبلغها رد بنكيران، ارتفعت أصوات قيادة الاستقلال غاضبة، واصفة رد رئيس الحكومة بـ"التحقير والاستصغار". وبدل أن يكتب الاستقلاليون مطالبهم في "ورقة" كما جاء على لسان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وسرب خبرها إلى وسائل الإعلام بطريقة مخدومة، صاغوا مذكرة مطلبية أنجزها أحمد توفيق حجيرة، رئيس المجلس الوطني، تم وضعها فوق مكتب رئيس الحكومة، غير أن الأخير لم يهتم بها، ولم يجب عنها، ووضعها في سلة المهملات، قبل أن تحركها من جديد ندوة صحافية عقدها شباط، عمقت من الأزمة بين الاستقلال ورئيس الحكومة الذي سيتهم الاستقلاليين بتسريب المذكرة المطلبية إلى الصحافة قبل الاطلاع عليها من طرف الحكومة. وفي تطور لاحق عن وضع المذكرة وعقد الندوة الصحافية، تقدم شباط بطلب جديد إلى بنكيران من أجل عقد اجتماع مستعجل للأغلبية الحكومية من أجل مناقشة مضمون المذكرة الاستقلالية، أرضية للمستقبل، بيد أن بنكيران لم يعر أي اهتمام لهذا المطلب. وحصل ذلك قبل أن تصل نيران الأزمة إلى المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي أحيط علما بكل المؤامرات ولغة الصمت التي تواجه بها مطالبه من طرف رئاسة الحكومة، فتبنى أعضاء برلمان الحزب المذكرة، ولم تعد لشباط لوحده كما أشيع بين أنصار بنكيران. وستتطور الأزمة بين الحزبين أكثر، بعدما جاء نزار بركة، وزير الاقتصاد والمالية إلى البرلمان، ونبه إلى خطورة الأزمة الاقتصادية، ليكلف بنكيران الوزير الثاني في المنصب نفسه ادريس الأزمي الذي لم يكن أحد يعرف أنه ينتمي إلى "البيجيدي" قبل تعيينه وزيرا، ليسفه كلام الوزير الاستقلالي نزار الذي أبرم صلحا مع شباط. وفي تطور لاحق، ستعقد اللجنة المركزية لحزب الاستقلال اجتماعا، وستصوغ مذكرة مطلبية ثانية عنوانها البارز اقتراح حلول عملية لتجنيب الاقتصاد الوطني المزيد من الأزمات، سيتم إصدارها على شكل بلاغ رسمي صادر عن اللجنة التنفيذية، نشرتها صحافة حزب "الميزان"، مع المطالبة باجتماع للأغلبية لمناقشتها، غير أن الآذان الصماء لبنكيران، يقول قيادي استقلالي، ستزيد من تعميق الهوة، فضلا عن اكتفاء رئيس الحكومة بإدخال رتوشات محتشمة على ميثاق الأغلبية، بدل تغييره، وفق ما طالب بذلك حزب الاستقلال.وإذا كان جلالة الملك، يقول قيادي استقلالي، قد تفاعل بسرعة مع قرار المجلس الوطني الداعي إلى الانسحاب من الحكومة، واتصل جلالته بعد نصف ساعة من إصدار القرار بالأمين العام لحزب الاستقلال، طالبا منه عدم سحب وزرائه، فإن رئيس الحكومة لم يرد على مذكرة الاستقلال، رغم مرور 6 أشهر عن وضعها، موظفا لغة الاحتقار والاستصغار في حق قادة حزب الاستقلال، واتهمهم بأنهم لا يتحركون إلا بالتعليمات و"التيليكموند"، وتحولهم إلى "تماسيح" و"عفاريت". وبالإضافة إلى كل ما سبق ذكره، فإن بعض الممارسات الجانبية لرئيس الحكومة، زادت غضب الاستقلاليين، ففضلا عن معاركه المفتعلة مع بعض مكونات الأغلبية الحكومية، فقد فتح جبهات صراع مع المعارضة والصحافة والباطرونا والنقابات وكل الحركات الاحتجاجية، بالإضافة إلى اتخاذه لقرارات انفرادية دون استشارة مكونات الأغلبية، أبرزها قرار إلغاء 15 مليار من ميزانية الاستثمار، واستغلاله البشع لما يسميه شباط "للعادة الشهرية" في إشارة إلى حصة المساءلة الشهرية، تحت قبة البرلمان، والتعامل كأمين عام لحزب سياسي، بدل رئيس حكومة. وفي الخلاصة يقول المصدر نفسه "هل بعد كل هذا القصف، يمكن لحزب الاستقلال أن يستمر مع سي بنكيران؟". عبدالله الكوزي

جملة “اكتب مطالبك في ورقة” تؤجج غضب الاستقلاليين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شباط يكشف أعطاب بنكيران أمام الملك

ملف أزمة الحكومة بين يدي الملك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات