سيدي أحمد التيجاني… قبلة 100 مليون مريد

تسعة رؤساء دول زاروا الضريح وحفدته يتحدثون عن أدوار طلائعية للزاوية يرفض أتباع الطريقة التيجانية وحفدة سيدي أحمد التيجاني دفين حومة البليدة بفاس العتيقة، الحديث عن حج الأفارقة إليه ولا يستسيغونه، معتزين بتوسع رقعة الانتماء وعدد التيجانيين البالغ 100 مليون تيجاني بالعالم، مؤكدين أن ضريح جدهم محج وقبلة للدعاء والتبرك لا تحتاج إلى تأشيرة أو لون بشرة أو انتماء سياسي أو ترابي. تسعة رؤساء دول إفريقية زاروا هذه الزاوية، وعشرات من رؤساء حكومات ووزراء وأبطال رياضيين على رأسهم الملاكم العالمي محمد علي كلاي، تيجاني الطريقة، وفنانون سافروا روحيا في مواعيد سابقة به، متلمسين بركته في خشوع تام، سبق لحميد شباط أن جربه، كما رجال سياسة مغاربة تساووا في طلب ود الشيخ، وتقاطروا عليه تباعا. وزيرة إعداد التراب والجماعات المحلية بالسنغال وزميلها للأنشطة المحلية، انضما إلى لائحة الزوار، بعيدا عن أضواء الكاميرات والبروتوكولات الرسمية، لينخرطا ومرافقوهما في سفر روحاني بامتياز لا يحتاج إلى كشف، تماما كما فعل سابقون بمن فيهم الرؤساء النميري وديوف وهبري وسيكو توري وديبي وموسى تراوري وعبد الله واد، والبقية تأتي. الطريق إلى "معدن الجود والافتخار" تتعدد السبل المؤدية إلى حي البليدة، حيث يرقد الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني، في أمن وأمان محروسا من أحفاده، في انتظار زوار من مختلف الجنسيات. يمكن الوصول إليه، انطلاقا من ساحتي الرصيف وبوجلود، مشيا على الأقدام في جولة لا تخلو من استمتاع بجمال وما تختزنه دروب وأزقة المدينة العتيقة بفاس من نفائس عمرانية وتاريخية تستحق التفقد والزيارة.لم يكن من بديل عن اختيار أقصر الطرق إلى قبر هذا "الشيخ الواصل" و"الطود الشامخ"، عبر "جوج فور" من اتجاه الجنانات، صباح الجمعة الماضي، ربحا للوقت وتلافيا لأي تأخر عن حضور زيارة غير عادية لوزيرة سنغالية استغلت زيارتها الخاصة إلى المغرب ومدينة فاس وآثرت التبرك ببركة الولي الصالح في خلوة روحانية بامتياز، بعيدا عن البروتوكولات.كانت الحركة عادية على طول الممر القصير إليه من الساحة المجاورة لمؤسسة تعليمية. أطفال يلهون غير آبهين بمن حولهم، ومواطنون في طريقهم إلى قلب المدينة العتيقة لقضاء أغراضهم، فيما لم ييأس شاب متشرد، كما يوحي بذلك هندامه، من ملاحقة زائرين أملا في بضع دراهم "تقتل" جوعا في أمعائه، كما كان يومئ بذلك أملا في عطف كل من يتوسل إليه.بعد أقل من دقيقتين مسافة الطريق، انفتح باب ضريح هذا الشيخ الذي أسمته كتب التاريخ بـ"جبل السنة والدين" و"العلامة الدراكة" و"الجامع بين الشريعة والحقيقة"، على مصراعيه، لاحتضان كل وافد عليه من المريدين. شابة في مقتبل العمر من بلد إفريقي، تقف قبالة الباب لاسترجاع أنفاسها من رحلة طويلة وممتعة عبر دروب ضيقة وواسعة بما تحضنه.نزع الأحذية واللباس المحتشم وتغطية الرؤوس النسائية العارية، شروط أساسية لولوج هذه البناية الجميلة التي بدت في كامل أناقتها ونظافتها وهدوئها المثير. في الباب، كان الاستقبال من قبل الحارس، قبل توجيه الزوار الغرباء إلى أحد حفدة من أسماه الباحثون ب"معدن الجود والافتخار" و"البحر الزاخر الطام"، للتبرك أو السؤال أو التوجيه، بأدب واحترام لافتين. صمت مريب وهدوء تام داخل الضريح الذي بدا فيه بعض حفدة الشيخ متناثرين في جنبات مختلفة منه، يتلون القرآن والأدعية غير بعيد عن قبره، أو منهمكين في استقبال الزوار من "الفقراء" المغاربة والأجانب الوافدين عليه، ممن يلتمسون بركته بين جدران زاويته المشهورة بحومة البليدة، وضريحه "المشهور المعظم المحترم والمزار المتبرك به". تسعة رؤساء دول زاروا الزاويةبعض الزوار البسطاء ممن لم يجدوا مأوى يحضنهم طيلة أيام "الزيارة" أو لم تكن لهم إمكانيات ذلك، مازالوا يغطون في النوم العميق في أمن وأمان غير بعيد عن قبره الذي التف حوله مريدون للدعاء والذكر، غير آبهين بالحركة التي من حولهم. هذا الهدوء ولطف الجو والبرودة المعتدلة على غير ما عليه الأمر خارج أسواره، تغري الكثيرين للمكوث أطول مدة في التبرك.لا أحد علم بقدوم وفد سنغالي رسمي لزيارة الضريح، على رأسه أرام ندوي وزيرة إعداد التراب والجماعات المحلية ووالدتها ووزير الأنشطة المحلية رفقة وفد من وزارة الداخلية المغربية. لذلك، فوجئ بعض حفدة الشيخ، للخبر لكنهم اعتبروه عاديا، طالما أن الكثير من المسؤولين يفضلون زيارة الضريح في صمت بعيدا عن البروتوكولات، ودون لفت الانتباه. ويفتخر حفدة هذا الشيخ أو "القدوة الكامل" و"الفائض النور والبركات على سائر الخليفة" كما وصفته كتب عنه، بحظوة زاويته الأم والكبرى بحومة البليدة بالمدينة العتيقة بفاس، التي أسسها الشيخ في أواخر القرن 18، بزيارة شخصيات سياسية وفنية ورياضية عالمية ومريدين ماليين وسنغاليين ومن دول إفريقية مختلفة وجل الطوارق بالصحراء من أتباعه. وهذا برأي أحدهم "ذخر جيوإستراتيجي للمغرب"، وعادة ما تكون الزاوية مزارا للملايين من التيجانيين من مختلف ربوع العالم، الذي قدرهم إبراهيم التيجاني، أحد حفدة سيدي أحمد التيجاني، ب100 مليون تيجاني في العالم، مؤكدا أن ليس الأفارقة لوحدهم من يزورون الشيخ، كما يعتقد، دون أن ينكر إسلام العشرات من الأشخاص عن طريق الطريقة التيجانية.ويقول إن شخصيات سياسية وعاملا بالبيت الأبيض والكونغريس الأمريكي ومسؤولين بعدة دول يزورون الضريح، و"قد لا نعرفهم"، متحدثا عن زيارته من قبل الفنان الأمريكي علي فرخان، وأن الملاكم العالمي الظاهرة محمد علي كلاي، تيجاني، مؤكدا أن الزاوية كان لها دور في توحيد كلمة المسلمين، ومفتوحة في وجه الزوار للتبرك والمبيت، في حدود "ضيافة النبي". وقال جمال التيجاني، إن الرئيسين السنغاليين، عبدو ضيوف وعبد الله واد، وزميليهما التشاديين إدريس ديبي وحسين هبري والسوداني جعفر النميري والغيني أحمد سيكو توري والنيجيري حماني ديوري والمالي موسى تراوري، زاروا الزاوية سابقا، إضافة إلى وزراء وسفراء ورؤساء حكومات وشخصيات مرموقة تبركت ببركة سيدي أحمد التيجاني. الطريقة لعبت دورا في إحلال السلام بدارفوركانت وفود المريدين تتقاطر تباعا على الضريح. ولا تمر دقيقة إلا ويحضر مريد مغربي أو أجنبي، فيما قال حفدته إن غالبية المسؤولين الأفارقة حين يحلون بالمغرب لحضور لقاءات معينة، يفضلون المرور على الزاوية للتعبد والدعاء. ويفضلون الاختلاء بالضريح الذي يشرف عليه خليفة يعتبر أكبر أبناء الشيخ، إضافة إلى الزبير مقدم الطريقة التيجانية. فقير تيجاني من طانطان، يتقدم إلى الشيخ ويقبل رأسه، على غرار ما فعله "فقير" مسن من الشمال، حضر وقريباه، وآخر من سوس حضر قبل دقائق قليلة من حلول وفد تيجاني إيطالي من 20 فردا، فيما تحدث إبراهيم التيجاني، عن أن هذه الطريقة معروفة بالخارج أكثر من الداخل، و"لها دور أساسي في إحلال السلام بدارفور" وتحرير رهائن فرنسيين بنيجيريا.ويأتي ذلك انطلاقا من قناعة مريديها ورفضهم التطرف والارتزاق باسم الدين الإسلامي الحنيف، ما جلب لها مشاكل إبان اقتحام زوايا واستهداف أتباع من قبل "سلفيين" مسلحين خاصة في ليبيا وتونس المحتضنتين لنسبة مهمة من المريدين، مثنيا على الدور التربوي والديني والاجتماعي الذي لعبته وتلعبه في الحفاظ على المذهب المالكي ومكتسباتنا الدينية. وقال إن "تمسكنا بالطريقة التيجانية وسيلة للتقرب إلى الله، وليس لأي شيء آخر، والشيخ لا يطلب الاستقطاب ويمنعه، بل يدعونا إلى الاعتماد على التعريف به وترك الحرية للانتماء"، نافيا ما تلوكه الألسن من حج للضريح، كمفهوم خاطئ ترسخ مع غياب رحلات جوية بين البلدان الإفريقية والسعودية، ما كان يضطر حجاج أفارقة للنزول بالمغرب واستغلال ذلك لزيارة القبر. ويقول جمال التيجاني حفيد الشيخ، إن غالبية المرشدين السياحيين يروجون هذه الفكرة الخاطئة، و"التيجاني ليس هو السنغالي الأسود"، مؤكدين أن الحجاج الأفارقة المتوجهين إلى مقام النبي محمد (ص)، كانوا يستغلون نزولهم بالمغرب، كي يطبقوا فكرة "حجة وزيارة" ويزورون ضريح سيدي أحمد التيجاني، للتبرك به في طريقهم إلى الحج كأحد أركان الإسلام الرئيسية. ولعبت الزاوية برأي إبراهيم التيجاني، دورا أساسيا في محاربة الاستعمار الغاشم ونشر الإسلام بإفريقيا، مستحضرا قول جده الولي الصالح أو "الغوث النافع" و"القطب الجامع" و"مصباح الأوان"، "زنوا ما جاء مني إليكم بميزان الشرع، ما وافق فخذوه وما نهاكم فاتركوه"، مؤكدا اعتماده الشرع في دعوته، مؤكدا مغربيته خاصة أن المنطقة التي ولد بها كانت تابعة للمغرب. حفدة على نهج الشيخالتبرك بأحد حفدة الشيخ المولود بقرية عين ماضي التي عاش فيها في عفاف وأمانة وحفظ وصيانة مقبلا على الجد والاجتهاد مائلا للعزلة والانفراد، والذي يرفع نسبه إلى الإمام محمد النفس الزكية ابن عبد الله الكامل، عادة مألوفة لدى كل زوار الزاوية ممن يحرصون على تقبيل رؤوس الأحفاد، ودعوته إلى وضع اليد على رؤوسهم والدعاء لهم، كما فعل شيخ شمالي مسن."كل الأمور بالضريح تسير بطريقة شرعية" يقول إبراهيم التيجاني الذي قال إن عددا من التيجانيين يوجد بأندونيسيا وماليزيا، مؤكدا احتفال المريدين بعيد المولد النبوي فيه وإحيائهم ليلته وليلة القدر، متحدثا عن يوميات خاصة يحتضنها الضريح في باقي الأيام العادية التي "نستقبل فيها ما بين 10 إلى 20 من الرواد من خارج المغرب" الذين يشكلون أقلية مقارنة مع المغاربة. ويؤكد إبراهيم إن بالمغرب نحو مليوني تيجاني، متحدثا عن أتباع للطريقة بمختلف دول العالم، بما في ذلك اللوكسمبوغ التي تزامنت زيارة "الصباح" مع وفد منها، فيما يبقى الحفدة حريصين على إقامة الصلوات الخمس داخل الضريح وقراءة الحزبين بعد صلاة الفجر أو المغرب، مع قراءة "الوظيفة" كذكر خاص بالطريقة التيجانية ويحتوي على الاستغفار، بينما تقرأ الأذكار يوميا.بعد الصلوات والأذكار، يحرص المريدون وحفدة الشيخ الذي كان من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين، على قراءة "لا إله إلا الله" ألف مرة جماعة، إضافة إلى "حضرة الجمعة" أو "التهليل" التي يدأبون عليها كل جمعة، حفاظا على عادة هذا الشيخ المولود بعين ماضي التي كانت حين ميلاده تابعة إلى المغرب، كما أفاد بذلك أحد حفدته، ردا لأي تنازع حول أصله. 100 رقم يتكرر في الاستغفار والصلاة على النبي، و"لا إله إلا الله"، يوميا في إطار "الورد التيجاني" كأحد لوازم الطريقة التيجانية. ذاك ما أفصح عنه جمال التيجاني، وهو يتحدث إلى "الصباح"، قبل أن يلوح في باب الضريح، وفد غير عاد، لم يكن إلا موكب الوزيرة السنغالية الآتية للتبرك والدعاء والذكر على غرار عدة شخصيات من هذا البلد، سبق أن حلت بالزاوية.تفرق الوفد الذي سلم الحفدة هبة، إلى قسمين قاصدا جناحي النساء والذكور، لينخرط أعضاؤه في رحلة روحانية دامت نحو ساعة تقربوا فيها إلى الله وهم بين أيدي شيخ صالح قيل إنه حفظ القرآن الكريم وهو ابن السابعة، قبل أن يشتغل بطلب العلوم بالقرية التي ولد بها، ويرحل إلى تلمسان ويقيم بها ويسافر إلى فاس التي توفي بها ودفن بزاويته المشهورة باسمه. دكار تحتفل بالتيجانيين برعاية الملكلا يسمح لغير المحجبات والواضعات مناديل على رؤوسهن، بدخول هذا الضريح المقر الرئيسي للزاوية التيجانية، التي يحرص الحفدة على تخصيص أمكنة بها للزوار الأجانب الذين لا يتوفرون على إمكانيات مادية كبيرة للإقامة في فنادق فاس المصنفة. لذلك أحرجت بعض نساء الوفد المرافق للوزيرة السنغالية، إلى درجة أن إحداهن استعانت بجلباب لكنه لم يسعها. ولا يقام أي موسم ديني للتيجانيين بالمغرب، فيما يستمد ارتباط السنغاليين وحكامهم بهذه الزاوية من تغلغل الطريقة التيجانية بهذا البلد، بما في ذلك في داكار التي تحتضن لوحدها 100 زاوية تيجانية. ويقام موسم للزاوية التيجانية في دكار برعاية الملك محمد السادس ويحضره آلاف المريدين، على غرار تظاهرات موازية تحتضنها عدة دول، للطريقة حضور وازن بها. ولا ينكر الأتباع ما لهذه الزاوية التي تعتبر واحدة من 240 زاوية تيجانية بالمغرب تقع بمختلف مناطق المغرب وتحظى بزيارة "الفقراء" والمريدين، من أهمية في تشجيع السياحة الروحية بالنظر إلى العدد الهائل من الزوار الذين تستقطبهم سنويا خاصة في أيام العطل وعيد المولد النبوي، ومن مختلف الجنسيات وليس فقط من البلدان الإفريقية التي من أبرزها السنغال.وما يزال الاعتقاد سائدا في ما يتعلق بأن القارة السمراء كادت أن تكون إسلامية كاملة لولا قضاء الاستعمار الفرنسي على "سلطنة التيجانية" التي ساهمت في نشر الإسلام بمختلف مناطق القارة التي ما زالت المئات من الزوايا بها شاهدة على ذلك، وتستقطب أتباعا في منأى عن الخوض في الشؤون السياسية، لا يمحي تأثيرها في صنع النخب الحاكمة بما في ذلك بالسنغال. ويرفض الأتباع بروز تنازع بين المغرب والجزائر حول هذا الشيخ وقبره، مؤكدين وفاته بفاس صبيحة الخميس 17 شوال 1230 للهجرة، إذ "حضر جنازته ما لا يحصى من علماء فاس وصلحائها وأعيانها وفضلائها وأمرائها، وصلى عليه الإمام الفقيه العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن إبراهيم الدكالي، وازدحم الناس على حمل نعشه وكسروا أعواده تبركا". تلك حقيقة أوردها الجزء الأول من كتاب "سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقر من العلماء والصلحاء بفاس" الصادر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالدار البيضاء في سنة 2004، والذي ألفه شيخ الإسلام الشريف أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، وحققه عبد الله الكامل الكتاني وحمزة بن محمد الطيب الكتاني ومحمد حمزة بن علي الكتاني. حياة شيخ وزاويةيعود تاريخ الشروع في بناء زاوية سيدي أحمد التيجاني بحومة البليدة بفاس العتيقة، إلى الأحد 4 ربيع الأول 1214، لتضحي قبلة لرواد هذا الطريقة، قبل إدخال ترميمات عليها بما في ذلك إضافة زخارف كثيرة ومتنوعة، آخرها إصلاحات وترميمات أدخلت عليها بتعليمات من الملك محمد السادس قبل سنوات قليلة.ويفتخر حفدته وأتباعه بهذا "المفخرة الفريدة من مفاخر الإسلام"، الذي وصفه كتاب "سلوة الأنفاس" ب "الواضح الآيات والأسرار" و"مصباح الأوان" و"نادرة الزمان" و"القدوة الكامل"، قائلين إنه "بهي المنظر وجميله ومنور الشيبة وعظيم الهيبة وجليل القدر وشهير الذكر.ويؤكد الكتاب المذكور أن الشيخ الذي رحل إلى فاس، وهو ابن 21 سنة، "سمع فيها شيئا من الحديث وبقي يجول بقصد الزيارة والبحث عن أهل الخير"، ولقي القطب الطيب الوزاني وتبرك به وأخذ عنه وأذن له في تلقين الأوراد إلا أنه امتنع عن التلقين لاشتغاله بنفسه، كما تبرك بسيدي محمد الوانجلي ابن بني ونجل وتبرك به ولم يأخذ عنه كما القطب أحمد الصقلي. وحفظ عدة متون بينها متن البخاري ومسلم" و"مختصر خليل" و"متن الرسالة لأبي زيد القيرواني" و"الدردير" و"الدسوقي"، و"المدونة" و"موطأ الإمام مالك"، إضافة إلى متون أخرى يؤكد أتباعه أنها عديدة ويصعب إحصاؤها، كما أتقن حفظ القرآن ورواياته السبع إلى جانب علوم دينية أخرى، وهو ما يزال يافعا لم يكمل ربيعه الواحد والعشرين. وبعد أن أخذ من الطريقتين القادرية والناصرية وطريق القطب سيدي أحمد الحبيب السجلماسي، وأخذ عن أبي العباس سيدي أحمد الطواش نزيل تازة ودفينها، انتقل إلى بلد الأبيض في ناحية الصحراء حيث ضريح سيدي الشيخ، إذ مكث خمس سنوات مشتغلا بالقراءة والعبادة والتدريس والتلاوة، وزار خلالها بلده عين ماضي، قبل أن يرتحل إلى تلمسان بالجزائر. وحبست الأقدار بتونس هذا الشيخ سنة كاملة أثناء انتقاله من تلمسان قاصدا الحج، قبل أن يسافر لاحقا إلى فاس لزيارة قطبها وقطب المغرب المولى إدريس، ثم يرحل إلى أبي سمغون وتوات، قبل أن يعود إلى فاس للاستيطان إلى أن توفي ودفن بزاويته الشهيرة في حومة البليدة، وضريحه بها مشهور معظم ومحترم مزار متبرك به منذ عشرات السنين. إنجاز: حميد الأبيض (فاس)

سيدي أحمد التيجاني… قبلة 100 مليون مريد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القضاء يبرئ ابن شباط من الاتجار في الكوكايين

البرلمان يعاقب الوزراء المتغيبين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات