7000 مخالفة بناء عشوائي بالجديدة

أعوان السلطة متهمون بتشجيع السكن غير اللائق مقابل الذهاب إلى صناديق الاقتراع طالب عامل إقليم الجديدة في أحد اجتماعاته الرسمية بضرورة البحث عن سبل ناجعة لحل معضلة البناء العشوائي التي تفشت وانتشرت فوق تراب جماعة مولاي عبد الله. وكانت مجموعة من الدواوير التابعة للجماعة القروية لمولاي عبد الله، شهدت، منذ دجنبر 2011، أحداث عنف ارتبطت بالبناء العشوائي، بعدما تحركت القوات العمومية لهدم مجموعة من البنايات بدوار المنادلة، أسفرت عن جرح مجموعة من رجال الدرك وإحراق سيارة رئيس الدائرة. انطلقت شرارة البناء العشوائي بالدواوير التابعة لجماعة مولاي عبد الله، خاصة دواوير البحارة والمنادلة وأولاد ساعد الدراع، تزامنا مع انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية الأخيرة. ووجه العديد من سكان هذه الدواوير أصابع الاتهام لأعوان السلطة الذين شجعوهم على البناء العشوائي، مقابل الذهاب إلى صناديق الاقتراع. دواعي انتشار البناء العشوائيبرر العديد من سكان دوار المنادلة الذين استمعت إليهم "الصباح"، اللجوء إلى البناء العشوائي بالمنع الرسمي الذي قوبلوا به، حين عبروا عن رغبتهم في بناء "قبر الحياة". وأكد عبد الله أحد سكان الدوار ذاته، يحترف الخياطة، أنه لم يعد قادرا على أداء واجب الكراء بالجديدة، فاضطر إلى العودة إلى جانب والدته بالدوار المشار إليه، وقرر بناء منزل لا تتعدى مساحته مائة متر، فقوبل طلبه بالرفض. لم يجد خيارا سوى ركوب مغامرة البناء العشوائي الذي كلفه كل مدخراته، بل واقترض مبالغ مالية من والد زوجته. وانتقد السلطات المحلية التي لا تفكر في معاناة المواطنين والسكان ولا تعرف أن بناء منزل من أجل السكن يكلفهم الكثير من التضحيات.لا يخرج حال عبد الله عن أحوال العديد من الحرفيين وأبناء دوار المنادلة والبحارة وأولا ساعد الدراع الراغبين في الاستقرار الأسري. وهناك بعض الوافدين من أقاليم أخرى، قدموا إلى جماعة مولاي عبد الله واستقروا بها واشتروا بعض الأمتار وقرروا البناء عليها. السلطات المحلية ومصالح الجماعة، لها عذرها ومضطرة لتطبيق قانون التعمير، الذي لا يسمح بتشجيع التجزئات العشوائية، ويفرض توفر الراغب في البناء على خمسة هكتارات على الأقل لبناء مساحة لا تزيد عن مئة متر مربع. حكايات البناء العشوائيعندما تحركت القوات العمومية المكونة من الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية وأعوانها، لهدم البناءات العشوائية بدوار المنادلة، تم وضع حواجز من الأشواك والحجارة، وتم إشعال النيران ورشق أبناء الدوار القوات المذكورة بالحجارة، وأحرقت سيارة من نوع "داسيا" في ملكية الدولة، وأصيب قبطان من الدرك الملكي بكسر في كتفه وثلاثة آخرين بجروح مختلفة. وتمكنت مصالح الدرك من إيقاف أربعة أشخاص بعدما اضطرت القوات العمومية إلى الانسحاب، وتعذر عليها الدخول إلى الدوار المذكور.أمام هذه الوضعية، تشجع سكان الدواوير ذاتها وارتفعت وتيرة البناء العشوائي بشكل مثير. ويحكي أحد سكان جماعة مولاي عبد الله، أن صاحب شاحنة مركونة بـ"كراج" بمنزله بدوار من أحد الدواوير، فوجئ بعد عودته من السفر ببناء الزقاق المواجه لسكنه، مما جعله في ورطة، إذ لم يتمكن من إخراج شاحنته، إلا بعد تفكيكها. ووجد صاحب سيارة نفسه في ورطة مماثلة، بعدما استفاق في الصباح، ووجد سيارته محتجزة في زقاق لا مخرج له، فاستعان بأبناء الدوار وأخرجها على عجلتين. وبدوار أولاد ساعد الدراع، بنى العديد من سكانه منازلهم فوق قنوات الصرف الصحي ومنهم من بنى منزله في سرير الواد. وهناك من بنى فوق الطرق ولم يتركوا مساحات فارغة بين الدور لتيسير عملية الولوج والحروج. ونشطت عملية التجزيء والبيع وحقق أصحاب البقع الأرضية أرباحا كثيرة. وأكد أحد المستشارين بجماعة مولاي عبد الله، أن لجنة تابعة لبريد المغرب التحقت بمولاي عبد الله بعدما تبين لها استخراج مبالغ مالية وصلت إلى حوالي 300 مليون في ظرف يومين، وتبين لها بعد الزيارة أن الزبائن سحبوا أموالهم للاستثمار في البناء العشوائي. حلول واقتراحاترغم أن السلطات المحلية والإقليمية عمدت إلى هدم العديد من البنيات التي انتشرت على طريق مراكش ومصور راسو وعلى الطريق الرابطة بين الجرف الأصفر وأزمور ودوار الغربة، فإن آفة البناء العشوائي ظلت تنتشر يوما بعد يوم كالسرطان، إلى درجة أن عامل إقليم الجديدة، طالب في جلسة رسمية من رؤساء الجماعات بإيجاد حل لها. وقال مصدر قضائي، "إن حوالي 7000 قضية تتعلق بمخالفات البناء العشوائي معروضة أمام المحكمة الابتدائية". وأكد المصدر ذاته أن العديد من الأحكام صدرت في هذه الملفات، تقضي بالهدم والغرامة المالية، مشيرا إلى صعوبة تنفيذها. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

7000 مخالفة بناء عشوائي بالجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيـران... الثـورة الجنسيـة قادمـة !

دراسة في القانون: إستراتيجية تنمية العدالة في المغرب (الحلقة الثانية)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

إيـران... الثـورة الجنسيـة قادمـة !