تهميش الرياضة … تعددت الأساليب والاستغلال واحد

الرهان على الجمهور والمشاريع الرياضية المربحة لتعزيز المكانة الاجتماعية والسياسية تتعدد أوجه استغلال السياسيين للنشاط الرياضي، في تدبير أشغالهم ومشاريعهم الاستثمارية والانتخابية، من أجل الحفاظ على مكانتهم الاجتماعية والسياسية، وتحقيق المزيد من الأرباح والأموال على حساب الممارسة الرياضية. ويستغل العديد من السياسيين الأندية الشعبية الكبيرة، أو التي تتوفر على قاعدة جماهيرية عريضة، في تلميع صورتهم، من خلالها دعمهم ماليا ولوجستيكيا، أو التكفل بجلب أبرز اللاعبين، للحصول على الألقاب، والذهاب بعيدا في المنافسات المحلية والقارية والدولية. ويستعمل السياسيون مختلف الإغراءات المالية، من أجل تقديم أنفسهم على أنهم محبون للنادي أو الجمعية الرياضية، في الوقت الذي يتخلون عنها، بمجرد إشباع رغبتهم في بلوغ مراكز متقدمة في الدولة، إذ كثيرا ما ارتبطت الرياضة الوطنية والأندية والجامعات الرياضية، بأسماء شخصيات نافذة في الدولة. ويمكن ذكر بعض الأمثلة على سبيل الاستئناس، إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، الذي ارتبط اسمه بنهضة سطات، وعبد اللطيف السملالي، وزير الشباب والرياضة الأسبق، الذي ارتبط اسمه بالرجاء الرياضي، وأحمد الدليمي، المسؤول النافذ في القوات المسلحة الملكية، الذي ارتبط اسمه باتحاد سيدي قاسم، إضافة إلى الكوكب المراكشي والجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى اللذين ارتبطا بمحمد المديوري، الحارس الخاص للملك الراحل الحسن الثاني. ويراهن أغلب السياسيين على القاعدة الجماهيرية للأندية، من أجل استقطابها لصالحهم، سيما أنها تشكل دعامة أساسية لهم في الانتخابات، ويستغلون العديد من العاطلين منهم، في الحملات الانتخابية، والترويج لهم بالاستعانة بالمنجزات الرياضية المحققة في عهدهم، بالنظر إلى أهمية الرياضة في الجانب الاجتماعي للمواطنين. كما أن الرياضة تفتح الباب أمام السياسيين في اقتحام مشاريع مربحة، يمكن أن تدر عليهم وعلى شركاتهم أموالا كثيرة، خاصة أنها تتطلب الكثير من الاستثمارات وملايين الدراهم في إنجاز مجموعة من المشاريع الرياضية، ضمنها قاعات وملاعب وتجهيزات رياضية. وهناك العديد من السياسيين الذين يستغلون المنصات الرياضية في الحملات الانتخابية، كما هو الشأن مع بيرنار تابي، رئيس مارسيليا الفرنسي، الذي كان عمدة للمدينة أيضا، وحاول ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية الفرنسية، والشيء نفسه بالنسبة إلى سيلفيو بيرلوسكوني، رئيس أي سي ميلان الإيطالي، الذي تمكن بفضل كرة القدم من ترؤس حكومة بلاده. ويمكن العودة إلى الخلاف الذي دار أخيرا بين فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، للتأكد من مدى إصرار بعض السياسيين على استغلال الرياضة في دعم مشاريعهم الانتخابية، وجسد الخلاف المذكور حجم الصراع بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، قبل أن يضع لقجع حدا لهذا التدخل، من أجل تجنيب المغرب عقوبة من قبل الاتحاد الدولي. أهداف استراتيجية على الصعيد العالمي، يأتي استغلال السياسيين للرياضة، لما لها من تأثير كبير على الشعوب، وفي قلب أنظمة الحكم في بعض الأحيان، دون اللجوء إلى ثورات أو احتجاجات، من خلال استمالة جمهور الرياضة الأكثر شعبية في البلد، كما فعلت الحركات التحريرية إبان الاستعمار الغربي لدول إفريقية وأسيوية، عندما لجأت بعضها إلى إحداث أندية، لمواجهة المستعمر دون اللجوء إلى حمل السلاح. كما أن العديد من الحركات المذكورة استطاعت أن تبلغ أهدافها الإستراتيجية، من خلال مباراة في رياضة معينة، أو تحد رياضي بين المستعمر والمقاومة. صلاح الدين محسن

تهميش الرياضة … تعددت الأساليب والاستغلال واحد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحفيزات لتشجيع أداء الضريبة

التحقيق في إغراق السوق بالزرابي المستوردة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات