شوارع خالية وأحياء فقدت صخبها والأمن يتشدد في مراقبة خارقي القانون يشعر زائر البيضاء، ليلا، بالحيرة، فشوارعها فارغة تردد صدى نسائم البحر، وأحياؤها المكتظة، عادة، أصبحت، مع بداية حظر التجول، خالية تصيب بالاكتئاب، وأزقتها فقدت "هويتها" وحيويتها. دقت عقارب الساعة معلنة الثامنة مساء، من مساء أول أمس (الاثنين)، فبدأت المحلات التجارية والمقاهي في الاستعداد لإغلاق أبوابها، وسارع أعوان السلطة المحلية ورجال الأمن إلى التأكد من الامتثال للقرارات الجديدة، وحين اقتربت الساعة العاشرة مساء، اختفى الجميع من الشوارع، فبدت شبه فارغة، إلا من شباب يعبرون بعض الأزقة، غير آبهين بقرار حظر التجول الليلي. تجولت "الصباح" في بعض أحياء العاصمة الاقتصادية، فاكتشفت أن المدينة المليونية أصبحت شبه فارغة، إلا من بعض خارقي حظر التجول، تطاردهم دوريات للأمن والقوات المساعدة والسلطات المحلية، في ليلة استثنائية، جعلت أحياء المدينة قلاعا مسيجة بحواجز حديدية لشل كل التحركات المشبوهة، بعد فرض السلطات الحظر الليلي بسبب تفشي وباء كورونا. في المعاريف والألفة والبرنوصي، حواجز أمنية تراقب حركة المرور، وفي الأحياء سيارات القوات المساعدة تسير ببطء علها تضبط مخالفا لقرار منع التجول، حينها يترجل أحدهم مستفسرا أو معتقلا كل من سولت له نفسه خرق القانون، إضافة إلى فرقة راجلة تجوب الأزقة الضيقة وتطارد المدمنين، الذين يفضلون عادة سكون الليل من أجل تدخين لفافات الحشيش... هكذا هي البيضاء في أول أيام حظر التجول الليلي. سادت حالة من الترقب في حي الألفة بالبيضاء، مثل باقي أحياء المدينة، كما يقول شهود عيان لـ "الصباح"، فمصالح الأمن والسلطات المحلية تجندت للقيام بحملات على مدار الساعة، سواء بجولات لفرق أمنية مختلفة، أو سدود قضائية منتشرة بشكل كبير، في حين أغلقت جميع الشوارع الكبرى والأزقة عبر وضع حواجز حديدية، لقطع الطريق على الغرباء. كانت التعليمات الصادرة عن السلطات واضحة بمنع التجول ليلا في جميع مناطق المدينة، فمباشرة بعد حلول ساعة تفعيل الحجر الصحي، اتجهت الأمور نحو الصرامة والحزم، خصوصا في هذه الظرفية الحرجة التي شهدت ارتفاعا في نسب الإصابات بفيروس كورونا. سكنت "الأشباح" أحياء العاصمة الاقتصادية، فانعدمت الحركة بشكل نهائي، إذ اختفت السيارات والدراجات النارية و"التريبورتورات"، ونادرا ما تصادف سيارة لنقل البضائع، أو سيارة أجرة تقل بعض الحالات الإنسانية أو الصحية، كما قال عون سلطة لـ "الصباح"، فالأمن بسط سيطرته على المدينة، بإغلاق الشوارع الرئيسية، ووضع حواجز حديدية مع تخصيص منفذ واحد تشرف عليه فرقة أمنية. في زمن كورونا، فقدت البيضاء صخبها للمرة الثانية، منذ انتشار الفيروس، فكورونا استدعى التشدد في المراقبة وضبط حركة التنقل لمنع العدوى، حتى تستعيد العاصمة الاقتصادية هويتها. خالد العطاوي