مستعجلات ابن رشد والحي المحمدي… خلايا نحل

أصحاب الوزرات البيضاء أعدوا برنامج طوارئ وضاعفوا الجهود لاستقبال ضحايا "بوناني" لسبب ما، تنتهي بعض احتفالات السنة الجديدة في المراكز الاستشفائية وأقسام المستعجلات، ويمكن أن يتحول الفرح، في أي لحظة، إلى حزن ونواح ودموع وصدمات نفسية ضحيتها أقارب وأفراد أسر الضحايا، لأن "احتفالات" أخرى، من النوع الدامي، تجري في الشوارع والأزقة سلاحها السيوف والمدى والسكاكين، ومحركها عقول مخربة بأقراص القرقوبي والمعجون وأنواع المواد الكحولية المخدرة والماحيا الرخيصة.بمستعجلات مستشفى ابن رشد بالمركز الاستشفائي الجامعي، وضع الطاقم الطبي وفريق الممرضين وأعوان الخدمة وطاقم سيارات الإسعاف كل الترتيبات منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، لتدبير ليلة غير عادية سيكون فيها "الطايح أكثر من الواقف"، وأعلنت إدارة المستعجلات ما يشبه حالة الطوارئبجميع الأقسام والتخصصات لاستقبال ضحايا الاحتفال بما يليق بهم، في تنسيق مع أجهزة الأمن التي كانت ترافق جميع الحالات وتعد تقارير أولية بشأنها.الساعات الأولى من المساء لم تحمل جديدا، خارج الحالات العادية التي تعود قسم المستعجلات المستعجلات على استقبالها على مدار الأسبوع، يقول أحد الأطباء الداخليين "نحن هنا في خدمة جميع المواطنين، وفي الحقيقة لا نميز كثيرا بين الحالات التي لها علاقة باحتفالات السنة الجديدة، والحالات العادية الأخرى، وفي بعض الأحيان تكون الأخيرة أخطر من الأولى وتتطلب تدخلا طبيا طارئا".اعتقدنا في البداية أن الطرح بدأ "يسخن" في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حين وقفت سيارة إسعاف في الباب الرئيسي للمستعجلات، وبسرعة البرق، ترجل طاقم المسعفين وفتحت الباب الخلفي ليظهر طيف شاب مدرج في الدماء ويصرخ بأعلى صوته ضد ما وصفه بـ"الحكرة في هاد البلاد" التي مورست على ابنه ياسين، ما دفعه إلى الانتقام من رأسه الذي ضربه مع أول شجرة صادفته قرب محطة "ستيام"، فقد إثرها الوعي.الصراخ والضجيج يكسران المكان، والشاب مازال يتلوى فوق سرير الإسعاف ويسحب هاتفين محمولين من سترته ويطلب الاتصال بأحد أفراد عائلته، وحين يتصل ينتحب ويقول لزوجته في الطرف الآخر من الهاتف ألا تبرح المنزل ولا تحاول اللحاق به.بعد فحص أولي، يقرر الطبيب الشاب، إعداد تقرير صغير وإحالة الضحية على قسم المستعجلات بقسم الأمراض النفسية بالمستشفى يقول "هذا الشاب يعاني حالة من الاكتئاب النفسي، وهو يدعي أنه يعاني ضيقا في التنفس، لذلك أحلناه على الطبيب المختص".في الساعة الثانية والنصف، يصل إلى المستعجلات شاب بلباس "جينز" تحول لونه إلى أحمر قان، بسبب كل الدماء التي سالت من عنقه، بعد تعرضه إلى اعتداء بواسطة آلة حادة جزت عنقه. الحالة تتطلب تدخلا عاجلا، لذلك تم إدخال الشاب إلى قسم الإنعاش لوقف النزيف، وإسعافه ببعض الأوكسجين.الحالة خطيرة، يقول طبيب، "وكان يمكن للضحية أن يحال مباشرة على قسم المستعجلات بـ20 غشت للاختصاص، وقد اضطرنا إلى طلب التحاق أحد الأطباء من المستشفى الأخير للاهتمام بالحالة".من خريبكة، يصل شاب في حالة سكر طافح عليه آثار اعتداء ويعاني حالة انهاك حادة، بسبب المسار الطويل الذي قطعه ليصل إلى الدارالبيضاء، إذ نقل أول الأمر إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات الذي لا يتوفر على قسم لأمراض الرأس وراديو لكشف الحالات المعروضة عليه، قبل أن تقرر أسرة الضحية نقله إلى مستعجلات ابن رشد، يقول حارس عام "لقد تعودنا على مثل هذه الحالات التي ترد علينا من خارج المدينة، ونحاول تدبير الأمر رغم النقص الحاد في الأطر الصحية، خصوصا الممرضين".عكس ذلك، بدت مستعجلات مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، هذه الليلة شبه هادئة، إذ لم ترد على أقسام المستعجلات وقاعته أي حالة منذ الساعة السادسة مساء إلى الساعة الرابعة صباحا، عكس السنة الماضية التي استقبل فيها الطاقم الصحي أكثر من 15 حالة لها علاقة باحتفالات السنة الجديدة، كان أخطرها حالة الشاب ولد رقية الذي بقر بطني حمارين، انتقاما من صاحبهما الذي أنزل به شتى أنواع الاعتداء.في إحدى قاعات الاستشارة، ينظم الأطباء والممرضون وأعوان الخدمة وتقنيو الراديو ما يشبه استشارات على مدار الساعة لتدبير جيد لهذه الليلة التي سبقتها اجتماعات منذ يومين، قررت فيها إدارة المستشفى تعزيز طاقم المستعجلات إلى النصف تقريبا (4 أطباء وطبيب داخلي و6 ممرضين وتقني راديو وعونان للخدمة وحراس الأمن)، فيما تم تجهيز ثلاث قاعات للفحص وقاعة للراديو وأربعة لتقديم العلاجات في جميع التخصصات باستثناء جراحة الرأس والإنعاش.الجميع على أهبة الاستعداد لتأمين جميع الحالات، بما فيها الحالات القصوى مثل الحرائق وحوادث الازدحام الجماعي والاختناق، علما أن المستشفى يوجد في نقطة استراتيجية قريبة من عدد من الكاريانات والوحدات الصناعية بعين السبع والبرنوصي.في انتظار وصول بعض ضحايا "بوناني"، استغل الطاقم الطبي الذي يقوده الطبيب الرئيسي أحمد ديبان، الفرصة لإطلاع "الصباح" على بعض أرقام تطور القسم، مثل استقباله، مثلا، ما يناهز 97700 حالة سنويا، عوض 93000 حالة السنة الماضية، لها علاقة بالأمراض العادية وحوادث السير وحوادث العنف.كما جهز القسم، منذ شهور، بنظام معلوماتي لضبط لوائح المرضى، عوض الطريقة التقليدية التي كانت تعتمد على التدوين في السجلات، ويساعد هذا النظام على وضع عدد من الإحصائيات وتحديد عدد من الخلاصات. ي.س

مستعجلات ابن رشد والحي المحمدي… خلايا نحل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نهاية هادئة لـ2010 بمستعجلات سيدي عثمان

الكلاب بالأسواق الممتازة لمواجهة الإقبال الكبير للزبناء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات