الجنـس الجماعـي … متعـة أم انحـراف؟

أزواج أجبروا زوجاتهم على ممارسته ومثليون يسردون تجاربهم بتحرر تختلف "الفانتازمات" الجنسية من شخص لآخر وتتخذ، مع مرور الزمن، أشكالا متعددة غالبا ما يصعب تنزيلها على أرض الواقع، بالنظر إلى طبيعة مجتمعنا "المحافظة"، وخجل الأفراد من الحديث بحرية عما يثيرهم جنسيا، خوفا من نظرة الآخر. والحقيقة أن التكتم عن طبيعة الممارسات الجنسية التي تتم وراء الأبواب المغلقة، لا يعني غيابها، ولا يلغي جموح المغامرات "الإيروتيكية" التي تحدث بعيدا عن أعين المتلصصين وذوي الأحكام المسبقة، إذ هناك شريحة مهمة من المغاربة الذين يعيشون حياتهم الجنسية بتحرر، لكنهم يحصرون أنفسهم في دوائر ضيقة وموثوقة يصعب اقتحامها. "الصباح" تمكنت من اختراق إحدى هذه الدوائر، بعد محاولات عدة، وحظيت بدردشات حميمة مع معنيين خاضوا إحدى أبرز التجارب الجنسية جموحا، وهي "الثالوث" أو ما يعرف بالجنس الجماعي الثلاثي. إنجاز: يسرى عويفي من الممارسات "السادومازوشية" و"الفيتيشية" وصولا إلى الجنس الجماعي، وتحديدا العلاقات الجنسية بين ثلاثة أشخاص. هذه أبرز الانحرافات الجنسية التي سجلتها "الصباح" في صفوف بعض "المتحررين جنسيا"، كما يفضلون تسمية أنفسهم، مع حصر الحديث في خانة العلاقات الثلاثية. لم يكن من السهل إقناع المعنيين بالحديث عن تفاصيل حياتهم الجنسية، تحفظا عن خصوصيتهم وخصوصية شركائهم، إذ كانت إجاباتهم عن تساؤلاتنا في البداية شحيحة، وظل التكتم سيد الموقف، إلى أن تيقنوا بأن هوياتهم ستظل محفوظة وسيتم الاقتصار على سرد الوقائع دون التدقيق في تفاصيلها. الحياة قصيرة تقول أسماء (اسم مستعار)، وهي مطلقة تبلغ من العمر 24 سنة، أنها خاضت أول مغامرة "إيروتيكية" لها في سن صغيرة، مجبرة، بعد أن تزوجت زواجا تقليديا من شاب يشتغل في مجال الفن المسرحي، مؤكدة أن عمرها آنذاك لم يكن يتجاوز تسعة عشر ربيعا. وتستطرد أسماء، التي شقت طريقها في عالم الدعارة بعد أن وجدت نفسها مضطرة للعيش في العاصمة الاقتصادية دون معيل، قائلة "اكتشفت ميولات طليقي الشاذة حينما زارني مالك الشقة التي كنا نكتريها في وسط البيضاء، من أجل الحصول على سومة الكراء، فأخبرته أنه غير موجود وطلبت منه العودة في وقت لاحق، لكنني تفاجأت بطليقي وهو يقول لي دون خجل عند عودته من العمل : كون خليتيه يدخل كون كاعما خلصنا هاد الشهر ديال الكرا"، مشيرة إلى أنها سألته عما إذا كان يمزح معها فأجابها ببرود "وعلاش غانضحك معاك.. عادي مافيها والو". وبعد دقائق صمت طويلة، تبين من خلالها أن محدثتنا تسترجع ذكريات مريرة، قالت بامتعاض "لقد كان يشرب الخمر كل مساء بعد عودته من العمل، وغالبا ما يجلب صديقه هشام (اسم مستعار) برفقته، ثم يطلب مني الجلوس معهما وتجاذب أطراف الحديث حول مواضيع مختلفة، من بينها الجنس... كنت أخجل وأرتبك كلما تفننوا في الحديث عما يثيرهم من استيهامات وأوضاع جنسية غريبة، كما أستغرب الجرأة والطلاقة التي يتحدثان بها عن أمور لا يجب الحديث عنها أبدا... كنت صغيرة بزاف على داكشي، وماعارفا والو، وحتى "البورنو" عمرني ما تفرجت فيه حتى وراه لي هو.... لقد كان يحاول إقناعي في كل مرة أحاول فيها التسلل من جلستهم الخمرية أن الحياة قصيرة وأنه يجب علي الاستمتاع بها بكامل حذافيرها، دون أن أحرم نفسي لذة تنزيل فانتازماتي على أرض الواقع... ". أول قبلة لم يكن استرجاع أسماء لذكريات حياتها الزوجية المريرة هينا، فقد كانت تشعل سيجارة تلو الأخرى، وتتفادى الخوض في بعض التفاصيل التي تغالبها الدموع عند الحديث عنها، رغم أنها أكدت لنا استمتاعها بأول تجربة جنس ثلاثي خاضتها برفقة طليقها وهشام. وتقول محدثتنا وعيناها تشعان حماسا "لقد شعرت بطاقة إيجابية وإعجاب متبادل بيني وبين هشام خلال الجلسات الخمرية التي كان يقيمها طليقي بالبيت، فقد كان أكثر وسامة وأناقة ولباقة منه، لكنني كنت أحرص على عدم كشف مشاعري له وأعامله بحدود، احتراما لزوجي السابق، الأمر الذي لم يكن يرقه ويدفعه لتركي معه بمفردنا في البيت، متحججا في كل مرة بالنزول لإحضار غرض ما قائلا لصديقه "خوذ راحتك أهشام راك عارف الدار دارك، وحتى أسماء راك عزيز عليها، اللي خصاتك راها تجيبها ليك، ثم يبتسم في وجهي ابتسامة ماكرة، يغيب بعدها بمدة، ثم يعود مسائلا هشام بناظريه عما إذا تم الأمر أم لا". وتضيف أسماء "لقد استغرق الأمر أسابيع عدة، قبل أن يكسر هشام الحاجز بينه وبيني، ويقوم بتقبيلي على وجنتي بشهوة أمام طليقي، بعدما تلاعبت كؤوس الخمر بعقليهما، فنظرت مباشرة إلى وجهه (طليقي)، ووجدته يبتسم وينظر إلى بشهوة هو الآخر موجها لي قبلة من بعيد... لقد انصدمت من هول المنظر، وتأكدت حينها أن طليقي منحرف جنسيا، وأن هدفه الوصول إلى ما كان يريني إياه في فيديوهاته البورنوغرافية المفضلة، والتي تظهر فيها فتاة وهي تمارس الجنس مع رجلين في الآن ذاته... لا أنكر أن تلك الفيديوهات كانت تثيرني جدا، لكنني لم أتصور يوما أنه كان يريني إياها بدافع تطبيقها، بل كان يقنعني أنها وسيلة للإثارة فقط، والانفتاح على أمور أخرى في الجنس بكل تحرر". مضاجعة واستمناء تؤكد أسماء أن انجذابها لصديق طليقها أخذ يتزايد يوما بعد يوم، بفضل تردده على منزلهما في غيابه، ومعاملته الجيدة لها، وتستطرد قائلة "لقد كان يساعدني في القيام بالأعمال المنزلية ويقضي معي وقتا ممتعا... ولا بحال إلا عايش معانا وحسيت براسي وليت كانبغيه، حيث أصلا ماكنت كانحس بحتى شي حاجة تجاه زوجي آنذاك، والذي يكبرني بـ 16 سنة"، مشيرة إلى أنها صارت تنفتح شيئا فشيئا على الأفكار "المتحررة" لطليقها، وتجتهد في طرح الأسئلة حول المواضيع الجنسية التي كانت تعد بالنسبة إليها خطا أحمر، كما بدأت تشرب معهما "كويسات" وتستمتع بجلساتهم الخمرية المنزلية. وعن أول علاقة جنسية جمعتهم، تقول أسماء وقد انفرجت تقاسيم وجهها عن ابتسامة ماكرة "كنا سكرانين بثلاثة ونضت كانشطح، لكن خانوني رجليا وكنت غنطيح لولا أن أمسكني هشام، فارتميت بين يديه وبدأت أضحك بهستيرية وأنظر إلى وجهه تارة وإلى طليقي تارة أخرى، فوجدتهما ينظران إلى بعضهما وكأنهما يتساءلان : ما العمل الآن، فكان الجواب أن قام هشام بتقبيلي أمامه قبلة رومانسية طويلة، سرعان ما أنهاها بحركة سريعة قام خلالها بنزع ملابسي وشرع في مضاجعتي على مرأى من طليقي، الذي شرع بدوره في ممارسة العادة السرية (الاستمناء) وهو يتفرج علينا، قبل أن يقوم بمضاجعتي هو الآخر، في الوقت الذي انهمك فيه هشام بتقبيل ولحس كافة أجزاء جسدي... لقد كانت أول وآخر مرة أبلغ فيها الإرجاز (قمة النشوة الجنسية)، وأدلل فيها جنسيا بتلك الطريقة الاستثنائية". وأضافت محدثتنا باستهزاء قائلة "رغم أنني استمتعت بالأمر إلا أنني فضلت لو ظل هشام الوحيد الذي يضاجعني، بينما يكتفي طليقي بمداعبتي والقيام بالأمور الأخرى"، مشيرة إلى أن مغامرتهم الجنسية تكررت مرتين فقط، وأن زوجها قطع علاقته بهشام بعد ذلك، لأسباب تجهلها، ثم بدأ يستضيف أصدقاء آخرين ببيته، يبدو أن لهم الميولات الشاذة نفسها، ما تسبب لها في اكتئاب، وجعلها تنفر منه وتطلب الطلاق. مثليتان ومثلي تسترجع غزلان (اسم مستعار)، وهي مثلية تبلغ من العمر 28 سنة، ذكريات أول ثالوث لها والضحكة تغالبها، قائلة "لم أكن في وعيي حينها لذلك فإنني لا أتذكر التفاصيل جيدا، لكنني متيقنة من أنني قمت بممارسة الجنس، أنا وحبيبتي، مع مثلي"، ثم تضيف "ستتساءلين كيدرنا ليها ياك؟ إيوا الشراب ومايدير... كنت أضاجع حبيبتي بمنزلنا بعد سهرة في أحد الملاهي الليلية بعين الذئاب، التقينا خلالها أحد أصدقاء فيسبوك، وهو مثلي بمظهر أنثوي، فأخبرنا أنه لا يملك مكانا للمبيت بعد أن ألغى أحد زبنائه موعده معه، وأخذناه معنا لنجده فجأة سكرانا فوق سريرنا ونحن نمارس الجنس، فطلب منا مضاجعته". وتستطرد غزلان حديثها مقهقهة "أنا براسي ماعقلتش كيفاش درت ليها، ولا أتذكر ما كان يفعله حينما كنا نمارس الجنس أنا وحبيبتي.. ربما كان يستمني، ولكن شكون عقل... المهم أنه كان هائجا وطلب من إحدانا أن تدخل أصبعها في مؤخرته وهي تمسكه من شعره الطويل، فقمت أنا بذلك بينما انهمك في تقبيل حبيبتي بشراهة... لقد كان الأمر غريبا لكننا استمتعنا صراحة بذلك وحققنا الإشباع الجنسي جميعا". ثلاث فتيات في سرير واحد تقول غزلان عن تجربتها "الإيروتيكية" الثانية، "كنت مع صديقة لنا أنا وحبيبتي، وكنا منتشين حينها أيضا، فقد كانت الفتاة محط إعجاب من قبلنا نحن الاثنتين لكن لم يسبق لإحدانا أن أخبرت الأخرى بذلك، إلى أن حكمت علي بتقبيلها حينما كنا نلعب "الكارطة" وخسرت الجولة، فطلبت منها المثل حينما خسرت هي أيضا... لم تكن صديقتنا مثلية، لكن حالة الانتشاء التي كنا عليها، بعد تعاطي بضع جرعات كوكايين وشرب قنينتي خمر، جعلتها تجارينا لنجد أنفسنا فوق سرير واحد، وتكون تلك أفضل علاقة جنسية ثلاثية حظينا بها". وأضافت الشابة الجميلة، التي تعيش رفقة حبيبتها بمراكش، بحماس واضح "كانت هاديك التجربة السبب في دخول صديقتنا لعالم المثلية... العفريتة عجبها الحال وقالت لينا بلي كانت هاديك أول مرة غاتوصل فيها للنشوة الجنسية... الله يسمح لينا منها وصافي"، مؤكدة أنها حظيت بعلاقات أخرى من هذا القبيل، إيمانا منها بضرورة عيش حياتها الجنسية بتحرر ودون قيود. انحرافات جنسية يرى الدكتور أبوبكر حركات، مختص في الأمراض النفسية والجنسية، أن بعض الرجال قد تكون لديهم استيهامات بمضاجعة امرأتين في الوقت ذاته، رغبة في إثبات فحولتهم، وتحقيقا للإشباع الجنسي بناء على هذه الفكرة، لكن ليس دائما، إذ أشار إلى وجود عينة ممن يفضلون التفرج على شريكاتهم وهن يمارسن الجنس مع رجل أو امرأة، بشكل مباشر، وسيلة لإثارتهم والزيادة في تهيجهم، قبل أن يقوموا بمضاجعتهن بعد ذلك، والعكس صحيح، مضيفا "هناك أيضا فئة من الأشخاص الذين لا يثقون في قدراتهم الجنسية، أو لديهم ميولات مثلية في الوقت ذاته، فيسعون إلى تفريغها من خلال العلاقات الثلاثية، وغيرها من الحالات المنفردة التي لا تتحقق الإثارة الجنسية لديها إلا بحضور طرف ثالث في العلاقة الجنسية". وأكد حركات، في حديثه مع "الصباح" أن هذه الممارسات تندرج ضمن خانة الانحرافات الجنسية، وقد تنتج عن تأثير مشاهدة الأفلام البورنوغرافية، لكنها "لا تعد اضطرابا مادام هناك تراض في العلاقة وغياب للعنف أو الإشراك بالقوة لأحد الأطراف، بل مجرد أفراد يعيشون جنسانيتهم كما يحلو لهم"، مشيرا إلى أن تشخيص هذا الانحراف كاضطراب، يشترط اقترانه بتأثيرات نفسية أو اجتماعية غير مرغوب فيها، ويستوجب علاجا نفسيا وجنسيا يتم تكييفه حسب الحالات. أكثر "الفانتازمات" شيوعا كشفت دراسة أجراها جاستين ليميلر، مختص في علم النفس الاجتماعي، حول التخيلات الجنسية للأفراد، أن العلاقة الجنسية الثلاثية و"السادومازوشية" وتجريب وضعيات جنسية جديدة أو أماكن جديدة، هي من بين الأوهام الأكثر "شعبية" وشيوعا بين الناس. وأكدت الدراسة ذاتها، التي استندت على شهادات أزيد من 4000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و87 عاما، أن "استيهامات الأفراد تختلف حسب شخصياتهم، وتعطي لمحة عنها"، مضيفة "إن الأشخاص الذين هم أكثر انفتاحا من غيرهم، على سبيل المثال، تراودهم أوهام جنسية متعلقة بإقامة جنس مع مجموعة، وهذا يبدو منطقيا بعض الشيء لأن هؤلاء يحبون بطبعهم التعرف على أناس جدد، أما الأشخاص الذين يهتمون كثيرا بمراعاة مشاعر الآخرين، فإنهم يتجنبون تخيل الممارسات المتعلقة بالـ"سادومازوشية" أو التفكير بالجنس البعيد عن الشق العاطفي، لأنهم لا يرغبون في أذية أحد ويحبذون إشراك الشريك بالتجربة العاطفية التي يختبرونها".

الجنـس الجماعـي … متعـة أم انحـراف؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مذكرات مثلي (الحلقة الثانية)

ناديـر: التعايـش مـع الوبـاء ضـروري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات