الأسر … العين بصيرة واليد قصيرة

تراجع دخل أربابها بناقص 74 % وثلثها يعيش العوز تمر أسر عديدة من ظروف مالية صعبة بسبب تداعيات كورونا، التي تسببت في فقدان عدد من الأشخاص مناصب شغلهم، وأصبحوا يعيشون على التعويضات التي تقدمها الدولة لهم. وتعتبر الأسر المتوسطة الأكثر تضررا بالأمر، إذ أن مبلغ التعويض، الذي لا يتجاوز ألفي درهم، بالنسبة إلى المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لا يمكن أن يغطي 30 في المائة من التكاليف التي تتحملها هذه الأسر، بالنظر إلى أن أجورها كانت تتراوح ما بين ستة آلاف درهم و20 ألفا، ما يجعلها تعيش في مستوى عيش مرتفع نسبيا، ولا يمكن لمبلغ ألفي درهم أن يمكنها من الحفاظ على مستوى عيشها. ولجأ أغلب الأسر إلى الاستدانة، من أجل ضمان الحد الأدنى من مستوى العيش لأبنائها، ما يجعلها، حاليا، في وضعية متأزمة لا تسمح لها بمواكبة مصاريف العيد والدخول المدرسي، دون الحديث عن قضاء العطلة، إذ أن أزيد من 71 في المائة من الأسر أعلنت، في بحث أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، أنها لن تسافر، خلال عطلة الصيف، معللة ذاك، في مجملها، بغياب الإمكانيات وتراكم المصاريف بسبب عيد الأضحى والدخول المدرسي. وأكدت المندوبية السامية للتخطيط، في بحث، أنجزته أخيرا حول تأثير فيروس كورونا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر، أن مقارنة توزيع الدخل الذي صرح به الأشخاص النشيطون قبل الحجر الصحي وأثنائه، أبانت عن انخفاض متوسط دخلهم بناقص 50 في المائة، وترتفع النسبة أكثر من ذلك بالنسبة إلى الحرفيين والعمال المهنيين، إذ تصل إلى ناقص 74 في المائة. وأشارت المندوبية في بحث سابق، حول الظرفية لدى الأسر، إلى أن الوضعية المالية للأسر تأثرت بشكل كبير، ما جعل الآراء أكثر تشاؤما، إذ أكدت نسبة 62.7 في المائة أن مداخيلها تغطي مصاريفها، في حين أكد ثلثها أنه استنزف مداخيله ويلجأ إلى الاقتراض أو استعمال مدخراته للاستجابة لحاجياته، ولا تتجاوز نسبة الفئات التي تمكنت من الادخار في ظل هذه الظرفية 4.8 في المائة. وتوقعت نسبة 16.3 في المائة تدهور وضعيتها، خلال الاثني عشر شهرا المقبلة. ورغم أن الحكومة خصصت دعما ماليا للأشخاص، الذين تضرروا من إجراءات الحجر الصحي، فإن المبالغ الموزعة يمكن أن تساهم في تقليص الانعكاسات، لكنها لن تكفي للاستجابة للحاجيات، خاصة أن عيد الأضحى والدخول المدرسي يقضان مضجع أرباب هذه الأسر. ومن بين المؤشرات التي تعكس الوضع المالي المتأزم لأغلب الأسر، الارتفاع الملحوظ للقروض معلقة الأداء التي في ذمتها، إذ ارتفعت، خلال خمسة أشهر الأولى من السنة، بحوالي 32 مليار درهم، مقارنة مع مستواها في نهاية السنة الماضية. وأرجعت مصادر بنكية ارتفاع حجم القروض معلقة الأداء لدى الأسر إلى الظرفية الصعبة، التي يمر منها المغرب وأدت إلى توقف أنشطة وحدات إنتاجية بمختلف القطاعات، ما تسبب في تسريح عدد من الأجراء. ويرتقب أن تواصل القروض معلقة الأداء ارتفاعها، بالنظر إلى استمرار الأزمة رغم رفع الحجر الصحي. عبد الواحد كنفاوي

الأسر … العين بصيرة واليد قصيرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فرحة العيد ... "بابا شري ليا حولي كرونو كبار"

شبكات "أوكرانيين" تصطاد الناجحين في "الباك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات