3 أسئلة: الاختطاف يهدد سلامة المجتمع

في رأيكم، هل يمكن اعتبار الاختطاف ظاهرة أصبحت تطبع المجتمع المغربي؟الاختطاف من السلوكات التي تدخل في إطار الأفعال المنحرفة والجانحة أو الجنائية التي بدأ يعرفها مجال الجريمة في المغرب، خصوصا مع التطورات التي عرفتها هذه الأخيرة على مستوى الكم والكيف. وأضحت الوسيلة التي يبتز بها المجرمون أسر الضحايا بعدما كنا نسمع فقط عن اختطاف الزهريين مثلا، من طرف فقهاء الكنز. هذا الموضوع بدأ يعرف تطورا يمكن وصفه بالخطير، لأن تداعياته وآثاره الاجتماعية والنفسية، سواء على الضحية أو عائلتها وخيمة جدا، إلى جانب الاغتصاب والعديد من الظواهر ذات الصلة، وهذا لا يمكن اعتباره إلا سلوكا يجب التنديد به، لأنه يهدد أمن وسلامة الأفراد والمجتمع، خصوصا الأطفال.للأسف الإحصائيات حول الاختطاف والدراسات حول الموضوع، غير متوفرة، لذلك لا يمكن الحسم في أنه ظاهرة أو ليس كذلك. ما هي الأسباب الكامنة وراء انتشارها بالشكل الملحوظ حاليا؟الأسباب الكامنة وراء الاختطاف هي تلك المرتبطة بالجريمة في المجتمع المغربي بصفة عامة، والتي يمكن إرجاعها أساسا إلى الاختلالات، بالدرجة الأولى تلك التي تعرفها الأسر، من قبيل التفكك الأسري وإهمال الآباء لأبنائهم وتدني المستوى الاجتماعي، فضلا عن وجود شبكات أو عناصر خطيرة تتربص بالأطفال وتتصيد الأسر للتغرير بالأطفال أو لاختطافهم أو اغتصابهم. أيضا الهدر المدرسي يعد من الأسباب الأساسية، إذ في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون هؤلاء الأطفال في مكانهم الطبيعي الذي هو المدرسة، لسبب من الأسباب نجدهم في الشارع، وما يمكن تسميته بالفرصة السانحة للمجرمين أو للمختطفين للتربص بهم أو لاختطافهم والتغرير بهم أو حتى اغتصابهم.من جهة أخرى الخاطفون، قليلا ما يتم التعرف عليهم أو محاكمتهم، لأن شروط عدم كشف هويتهم متاحة أمام كبر المجتمع وتوسعه وهو ما يعقد مسألة القبض عليهم أو اقتفاء أثرهم. بالإضافة إلى أن الحملات الإعلامية تبقى غير كافية للتحسيس والتوعية بمخاطر الاختطاف، وبذلك هذه الأمور مجتمعة وغيرها تكون من الأسباب وراء الاختطاف. لماذا يشمل الاختطاف الأطفال بالدرجة الأولى؟ويمكن القول، إنه في إطار تطور الجريمة كما وكيفا، وأمام نزوات بعض الشواذ جنسيا، الذي يميلون إلى الممارسات الجنسية مع الأطفال (البيدوفيليا)، يفضلون هذا النوع من الجنس مع الأطفال، لأن التقارير الأخيرة كشفت ارتفاع استغلال الأطفال جنسيا بشكل مهول وخطير يدعو إلى القلق.كما أن الاختطاف يمكن أن يكون لابتزاز الأسر مقابل مبالغ مالية كبيرة أو لاستغلال هؤلاء الأطفال جنسيا، هؤلاء الأطفال هم أيضا ليس لديهم الوعي ولا القدرة على مقاومة الإغراءات أو الابتزاز، فيتم استدراجهم بسهولة واختطافهم بسهولة، علاوة على أن الأسرة قلما توعي أبنائها بعدم مصاحبة من لا يعرفونهم وعدم السماح إلا لأسرهم أو أساتذتهم بذلك حتى لا يقعوا ضحية هذه المحنة. وكيفما كان الحال فإن الاعتداء على الأطفال يبقى جريمة ينبغي شجبها وازدراؤها والتصدي لها بشتى الوسائل. هل اختطاف الأطفال يقتصر على فئة مجتمعية خاصة، غالبا ما توصف بكونها أكثر فقرا وتهميشا، أم أنه من الممكن أن يشمل جميع الفئات؟كما قلت في البداية، لا نتوفر على دراسات أو إحصائيات تخص الظاهرة حتى نعرف العينة المعنية وانتمائتها الاجتماعية والثقافية، لكن على العموم يمكن القول إن الأطفال القابلين للتعرض إلى هذه الظاهرة هم الأطفال الذين يكون لهم عسر التواصل سواء مع أسرهم أو مدرسيهم، من جهة أخرى هم أيضا الأطفال الذين يعانون العنف الأسري بشكل عام، فيتصور لهم في ذهنهم بأن الأسرة تساوي القمع والعنف، وبالتالي فهم يسمعون لمن يتحدث معهم بأسلوب يعتقدون أنه أفضل من أسرهم، وهناك فئة ثالثة تهم الأطفال المتحدرين من أسر تعاني مشاكل تحول دون ضمان الاستقرار النفسي أو الاجتماعي، ما يضطر هؤلاء الأطفال إلى البحث عنه خارج الأسرة. وهناك أيضا اللامبالاة الاجتماعية التي يمكن تفسيرها بتراخي العلاقات الاجتماعية المتسمة بالسطحية والفردانية. إبراهيم الحمداوي, أستاذ باحث في السوسيولوجياأجرت الحوار: هجر المغلي

3 أسئلة: الاختطاف يهدد سلامة المجتمع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختطفون من محيط الضحايا

عصابة تختطف أستاذا وتحصل منه على عشرة ملايين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات