تطورات في قضية وفاة طالب بجامعة فاس

الأسرة تطالب بنقل جثة الضحية الموجودة بقسم الأموات للتشريح بالبيضاء عرفت قضية وفاة طالب بعد نحو أسبوعين من إصابته في تدخل أمني، تطورات جديدة ومثيرة. وتصر عائلته على تشريح جثته لتحديد أسباب وفاته، وكشف الحقيقة كاملة، فيما دخل برلمانيون وجمعيات حقوقية على الخط، مطالبين بفتح تحقيق في أسباب هذه الوفاة التي تشغل الرأي العام. الأمن ينفي التدخل بعنف بالحي الجامعي الذي تم بأمر من النيابة العامة، متحدثا عن مصابين جراء قفزهم فوق الأسوار أو التدافع، وعائلة الضحية توجه أصابع اتهامها إلى عناصر الشرطة، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث من نتائج قد ترجح كفة هذا الطرف أو ذاك. جثة في مستودع الأمواتما زالت جثة محمد الفيزازي، طالب جامعي توفي بعد 12 يوما من إصابته بكسور وجروح في تدخل أمني لتحرير موظفين محتجزين بالحي الجامعي سايس، بقسم الأموات بمستشفى الغساني بفاس، في انتظار قرار النيابة العامة في موضوع نقلها إلى الدار البيضاء لإخضاعها إلى التشريح الطبي.ولم تحسم النيابة العامة في طلب أب الهالك، القاضي بنقل الجثة إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء، لإجراء التشريح الطبي، لتعذر إجرائه بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، حسب التقرير المنجز من قبل الأطباء الشرعيين الثلاثة الذين انتدبوا لذلك.واعترضت عائلة الضحية، على قرار التشريح الفردي لجثته المتخذ بعد زيارتها للنيابة العامة أثناء مباشرة الإجراءات العادية للإذن بالدفن، مطالبة بتشريح ثلاثي خوفا من تزييف حقيقة وأسباب وفاته، فيما قال مصدر مقرب من الأسرة، إن الأطباء الثلاثة المعينين لهذا الغرض، لم يقبلوا بإجراء التشريح.وأوضح أن والد الضحية وقريب له، زارا النيابة العامة الأحد، للإذن بنقل الجثة إلى البيضاء، فخيرا بين التنازل عن القضية وعدم متابعة أي طرف وتسلم الجثة، أو عكس ذلك، قبل أن يتقدم الأب بطلب في الموضوع في اليوم الموالي سجل بالنيابة العامة تحت رقم 324/2/13. وحملت أسرة الفيزازي، مسؤولية وفاة ابنها الذي كان يقطن بالحي الجامعي سايس تحت رقم 1193 عكس ما تم تداوله من أنه من غير القاطنين، إلى عناصر الأمن، مثنية على حسن تعامل النيابة العامة مع قضية ابنها، للكشف عن حقيقة وفاته، وكي تأخذ العدالة مجراها الطبيعي فيها. وقال محمد الفيزازي، والد الطالب، الإمام بمسجد الواد بحي خشيبة مرون بمركز ظهر السوق بتاونات منذ 4 عقود، إن أسرته متشبثة بالكشف عن الحقيقة كاملة، والأسباب والظروف الحقيقية لوفاة ابنه الذي قال إنه تعرض إلى اعتداء يوم 14 يناير أثناء التدخل الأمني لقوات الأمن بالحي الجامعي. سرقة أخ الضحيةفي انتظار تشريح الجثة، تعرض حسن الفيزازي، أخ الضحية الذي ولج سلك القضاء، ليلة الأحد الماضي، إلى سرقة غريبة بعد خروجه من مسجد الرحمة بالنرجس، بعدما أدى صلاة المغرب، إذ باغته 3 أشخاص مدججين بأسلحة بيضاء، سلبوا منه وثائقه الشخصية وهاتفه ومبلغا ماليا. الأخ تقدم بشكاية إلى المصالح المعنية، فيما قالت بعض المصادر إن محاولات تتم لجبر أسرة الطالب، على طي صفحة وفاته، أمام دعم حقوقي كبير للقضية، من قبل غالبية الجمعيات العاملة في المجال، بما فيها منتدى الكرامة المحسوب على حزب العدالة والتنمية الحزب القائد للحكومة.وتلقى أب الطالب، مكالمات هاتفية من برلماني «البيجيدي» بالحاجب، المحامي والمسؤول بالمنتدى، وزميل له، فيما أبدت فعاليات حقوقية تبنيها لقضية ابنه. وأصدرت بيانات بعضها شديد اللهجة، فيما تنكب لجن حقوقية منها، على إعداد تقارير عن ظروف وملابسات وفاة الطالب محمد الفيزازي. وأوضح الأب في دردشة مع جريدة «الصباح»، أن ابنه الطالب بالسنة الثالثة شعبة الإنجليزية بكلية الآداب، الذي نفى انتماءه لأي فصيل طلابي، تعرض إلى الضرب والتعنيف في رأسه وكافة أنحاء جسمه، ملتمسا من الوكيل العام، إعطاء أوامره بنقل جثة الهالك إلى البيضاء وفتح تحقيق في وفاته.وبدا محمد الفيزازي الناسخ العدلي بمركز القاضي المقيم بظهر السوق، والأب ل8 أبناء 3 منهم ذكور كلهم من حفظة القرآن الكريم، متأثرا لوفاة ابنه المزداد في 1 غشت 1990 بفرقة بني يحيى بمركز ظهر السوق، مؤكدا أنه رباه على حسن السلوك كما أخويه حسن وياسين وأخواتهم. ويحكي قريب للضحية، عن أنه كان ميتا إكلينيكيا الخميس الماضي، ما اتضح أثناء زيارته من قبل والده وأقاربه، مؤكدا أنه لم يتم الإعلان رسميا عن وفاته إلا صباح السبت الماضي، بعدما فوجئت أسرته بعدم وجوده بقسم العناية المركزة، الذي اعتادوا زيارته فيه طيلة المدة التي قضاها تحت العلاج.وأكد أن عائلته أخبرت أثناء زيارته في اليوم الأول لانطلاق العطلة بالجامعة، بوجود قريبها في قسم الأموات بمستشفى الغساني، قبل أن يعاينوا جثته ويباشروا إجراءات تسليم الجثة. وأبرز أن الضحية لم يعامل بالجدية اللازمة أثناء حلوله بقسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي.وأوضح أن الضحية نقل وطالبين آخرين مصابين في التدخل الأمني، ليلة 14 يناير، على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى الجامعي، إذ سجل بدون اسمه الشخصي، ولم يدخل إلى العناية المركزة، إلا بعد تدخل موظف بالمحكمة، مشيرا إلى أنه كان ما يزال يصرخ ولم يكن قد فقد وعيه. الأسرة تطالب بالتحقيق في أسباب الوفاةاستغربت العائلة عدم تسليمها «جاكيطة» جلدية للضحية قالت إن بها وثائقه الشخصية ومبلغا ماليا حددته في أكثر من 1500 درهم كان ينوي شراء حاسوب بها.وبمرارة يتذكر الأب، واقعة إصابة ابنه، حسب ما جمعه من معطيات من طلبة. وأكد أنه خرج لتوه في يوم الحادث من مسجد بالحي الجامعي، بعدما أدى صلاة العصر، لكنه صادف مواجهة بين الطلبة والأمن الذي تدخل لفك اعتصام طلابي للمطالبة بفتح جناح جديد بالحي. وأوضح أن ابنه لم يشارك في الاعتصام أو المواجهة، وعنف وضرب من قبل عدة عناصر أمنية، في وسط الحي الجامعي الذي يقطنه، كما تفيد بذلك بطاقته التي حصلت «الصباح» على نسخة منها، ما أدى إلى إصابته بكسر في ركبته اليمنى وكتفه الأيمن ويده اليسرى، إضافة إلى نزيف داخلي. على غرار تحركات مركز حقوق الناس ومنتدى الكرامة والمركز المغربي لحقوق الإنسان ومنظمات حقوقية أخرى، شكل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفاس، لجنة انكبت على البحث في ظروف وفاة هذا الطالب، استمعت فيه إلى طلبة زملاء له وأطراف أخرى للوصول إلى الحقيقة.وطالب بفتح تحقيق نزيه حول الأسباب الحقيقية لوفاة محمد الفيزازي ومساءلة كل المسؤولين عنها وعدم إفلاتهم من العقاب، والتحقيق فيما أسماه كل انتهاكات حقوق الإنسان التي رافقت عملية اقتحام الحي الجامعي سايس، ومساءلة المسؤولين عنها، مطالبة برفع المتابعة عن الطلبة المعتقلين.وتحدث عن مصادرة حق الفيزازي في الحياة الذي حمل المسؤولية فيه إلى والي الجهة والأمن والنيابة العامة، مجددا تضامنه مع كل ضحايا العنف بالجامعة طلبة أو أساتذة وإداريين، أيا كان مصدره أو مبرراته، مستنكرا كل الممارسات المنافية لحقوق الإنسان والقوانين الوطنية التي رافقت اقتحام الحي.وأكد في تقرير عن الحادث أن معالجة الأزمة المزمنة التي تعيشها جامعة فاس لن تتم بالمقاربة الأمنية، بل باتخاذ التدابير العاجلة وفق مقاربة تشاركية للحد من آثار المشاكل التي تعرفها بما يصون كرامة كل مكونات الجامعة ويُمَكّن الطلبة من التحصيل والبحث العلمي في ظروف ملائمة. حميد الأبيض (فاس)

تطورات في قضية وفاة طالب بجامعة فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البطولة تعود الجمعة ثامن فبراير

زيدان في طريقه لخلافة هاليلوزيتش بالجزائر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات