يوميات “الزاز”11 … كلفني الدليمي بتتبع السرفاتي

قال إنه دخل السجن في قضية مفبركة بعد اعتقالهم بسبب ادعائهم أن الصحراء ليست مغربية الحسين كيود الملقب بـ "الزاز"، لاعب دولي سابق للمنتخب الوطني والفتح الرياضي، يروي لـ "الصباح" في الجزء الثالث من مساره الرياضي والمهني، تفاصيل حول مقتل المهدي بن بركة والجنرال أحمد الدليمي، وتورط مسؤولين في معتقلهما، وحقائق جديدة من سنوات الرصاص. صلاح الدين محسن > ما قصة دخولك السجن في 1978؟ > قصة دخولي السن في تلك الفترة كانت مفبركة، من أجل التأكد من بعض المعطيات الخاصة حول ادعاء مجموعة من المعارضين بأن الصحراء ليست مغربية، ودعمهم لجبهة «بوليساريو»، الشيء الذي يعتبر خيانة، ولا يمكن التساهل معه. > من الأشخاص المتورطين في القضية؟ > كانت هناك مجموعة كبيرة من المعارضين، في مقدمتهم ابراهام السرفاتي وبنعبد السلام و»رباعتهم»، بعد أن أعلنوا في خلال الفترة بين 1977 و1978 مساندتهم للمرتزقة، وأمر الحسن الثاني بإلقاء القبض عليهم جميعا، حيث أودعوا سجن لعلو بالرباط. > كيف فبركت قصة دخولك السجن؟ > طلب مني الدليمي أن أتظاهر بأني مجرم، وأني دخلت السجن بناء على قضية مشابهة لتلك التي هربت بها إلى الجزائر، والادعاء أني متبوع في قضية إصدار شيك دون رصيد في 1979، إذ أخذت شيكا وملأته بـ 13 مليون سنتيم، وسلمته إلى العكوري، وكان قائدا في طانطان، وطلبت منه أن يدفعه إلى الأمن. > بكم حكم عليك؟ > حكم علي بسنتين سجنا في المرحلة الابتدائية، علما أن الأوامر أعطيت للقاضي من أجل إخباره بالموضوع الحقيقي وراء الشيك دون رصيد، وأثناء اعتقالي ووضعي في السجن، كنت ألتقي بالسرفاتي وأصدقائه في فترة الاستراحة، إذ لم يكونوا موجودين معي في الغرفة نفسها، ومن خلال لقائي بهم، كنت أجمع معطيات عنهم، وأسلمها مساء إلى الدليمي. > كم قضيت في تتبع السرفاتي وأصدقائه؟ > قضيت 45 يوما في السجن، قبل أن يفرج عني في المرحلة الاستئنافية، كنت خلالها أجمع المعطيات، ووجدت ضمنهم العديد من الأشخاص الذين يعدون من الطبقة المثقفة بالمغرب، كما هو الشأن بالنسبة إلى ابن شقيقة الجنرال سور الله، إذ لم يكونوا أناسا عاديين، بل كانت لديهم معتقدات ومبادئ شيوعية متشبعين بها. > ما طبيعة المعلومات التي جمعتها؟ > الفترة التي قضيتها في السجن كانت بين يونيو ويوليوز 1979، وبعد ذلك أطلق سراحي من قبل المعطي بوعبيد، الذي كان وزيرا أول ووزيرا للعدل، ومن بين المعلومات التي جمعتها وتأكدت منها، أنهم كانوا مدفوعين من جهات بعضها بالمغرب والبعض الآخر من خارجه، وأغلبهم كانت لديهم علاقات ببن بركة ومناصريه، وكنت أسلمها للدليمي عن طريق شخص كان يحضر لي الأكل. > هل تعتقد أن الاتهامات التي وجهت لهم قوية؟ > صراحة، لم أكن مقتنعا كثيرا باعتقالهم، سيما أن المسألة كانت عبارة عن تعبير عن الرأي، ولا يمكن لرأيهم أن يغير شيئا من الواقع، بحكم أن المغرب كان في صحرائه، ولا يمكن للأقوال أن تؤثر على هذه الحقيقة. > ألم يتعرضوا للتعذيب؟ > من بين الأمور التي آلمتني إخضاعهم لشتى أنواع التعذيب، وبطرق غير قانونية، لكنها كانت في تلك الفترة من الأمور الجاري بها العمل، لأجل استخراج معلومات من أعداء الوحدة الترابية، لكن أطلق سراحهم في ما بعد بواسطة عفو ملكي. > لكن الوحدة الترابية خط أحمر... > بالفعل خط أحمر، لكن مجموعة من المتورطين كان مغررا بهم، لذلك لم يكونوا الأشخاص الأساسيين في القضية، لأنهم كما قلت كانوا مدفوعين من قبل أشخاص آخرين. > هل كنت تسلم تقارير مكتوبة؟ > لا لم أسلم تقارير مكتوبة، بل كنت أسلم تقارير شفوية، وقصتهم ذكرتني بقصة أخرى شبيهة، وهي قضية بريد المغرب في الثمانينات، التي ذهبت ضحيتها مجموعة من الأبرياء، وبطلها المحجوبي أحرضان، الذي قال في إسبانيا إن لجام المغرب لم يعد بيد الملك، وإنما أصبح بيد إدريس البصري وكريم العمراني، الشيء الذي تسبب في اعتقال أناس معروفين بنزاهتهم.

يوميات “الزاز”11 … كلفني الدليمي بتتبع السرفاتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فيفا" يساهم في البحث عن لقاح

جرائم مروعة 5 ... فقيه ضحية زوجته وابنته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات