أحياء تتمرد على الحظر الصحي

استعادت نشاطها التجاري وحالات خرق القرار وتحدي السلطات في ارتفاع تمردت أحياء بالعديد من المدن على قرار الحظر الصحي، واستعادت حياتها الطبيعية، دون خوف من انتشار فيروس كورونا أو قرارات وزارة الداخلية بالتقيد وجوبا بإجراءات إجبارية تحت طائلة توقيع العقوبات المنصوص عليها في مجموعة القانون الجنائي. لا تخطئ العين مشاهد في أحياء بالبيضاء التي تحتل الرتبة الأولى في عدد المصابين، لا تأبه بقرار الحكومة أو تخشى من انتقال عدوى فيروس كورونا، فشباب يتجولون أو يجتمعون في "راس الدرب"، طيلة اليوم، أو نساء يعقدن اجتماعات في الساحات العمومية بكل حرية، وآخرون يتذرعون بالتسوق من أجل ممارسة هواياتهم بالخروج إلى الشارع، بل أكثر من ذلك هناك من يمارس رياضة الجري أو المشي صباحا، وآخرون يتحينون الفرص لممارسة أنواع أخرى من الرياضة. ورغم أن الحكومة لم تعلن بعد، رسميا، عن تمديد فترة الحجر الصحي، إلا أن اللامبالاة أصبحت واضحة في الشوارع، وحركة التنقل عادية، بل ازدادت مع اقتراب رمضان، وبالمقابل هناك ممن لا شغل لهم، ويرفضون الالتزام بالحجر الصحي المنزلي، إذ يخرجون بسبب وبدونه. وعاينت "الصباح" أحياء بالبيضاء تعج بالحركة، فسواء في الألفة أو الحي المحمدي أو درب السلطان أو مولاي رشيد وسيدي مومن والصخور السوداء والحي الحسني، تكتشف لا مبالين بالحجر الصحي، غير آبهين بارتفاع حالات الإصابة بكورونا، فيكفي، حسب اعتقادهم، حمل وثيقة "عون السلطة" التي تسمح بالتنقل الاستثنائي وارتداء كمامة، ثم الخروج إلى الفضاءات العمومية، وكأن كورونا يستثني هؤلاء من عدواه الخطيرة. "لا أحد يطبق إجراءات السلامة"، قالها شاب وهو يلاحظ ازدحاما أمام محل للبقالة في الألفة، فمسافة الأمان لا تطبق وارتداء الكمامة أصبح عبئا ثقيلا، مضيفا أن هناك ثلاث فئات في المجتمع، الأولى التزمت بقرار السلطات، وأخرى تضطر إلى الخروج للعمل، في حين تتمثل الفئة الغالبة في متمردين يرفضون الحجر الصحي دون سبب، ويتحدون السلطات بالخروج، ولا يأبهون لكل أخبار الاعتقالات أو الحملات التحسيسية بخطورة الجائحة. وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي بدورها بعشرات الصور لتجمعات بشرية لا تأبه بخطورة الوضع، وتظهرهم مجتمعين بدون أدنى احترام لمسافة الأمان، سواء تعلق الأمر بالتهافت من أجل اقتناء المواد الغذائية، أو في وسائل النقل العمومية، ويتحدون السلطات المحلية والقوات العمومية، من أمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة، وإن تدخل أحد لنهرهم أو تنبيههم إلى خطورة المأساة التي يعيشها المغرب، بسبب عدم التزامهم بتعليمات السلطات، والمكوث في منازلهم، تجدهم يبثون شكواهم، خاصة ممن يشتغل في مهن بالمداومة اليومية، مثل المشتغلين بـ "الموقف"، أو البائعين في الأسواق الشعبية، وغيرهم من ممتهني القطاعات غير المهيكلة، أو يطلقون سيلا من الاتهامات والسب والقذف، فلا سلطة لأحد عليهم، وكورونا بالنسبة إليهم مجرد فزاعة لا تصيب أجسادهم. خالد العطاوي

أحياء تتمرد على الحظر الصحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوباء يتجول بمستشفى محمد الخامس بالبيضاء

ديربي الوداد والرجاء في الرتبة 26

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات