منتخبون يلوون عنق فصول الإعانات

طلبيات على المقاس وصفقات تفاوضية لشراء مواد غذائية ورؤساء يوزعون البونات منح فيروس كورونا فرصة من ذهب لرؤساء جماعات ترابية لتفقد "الفصول" الأقرب إلى قلوبهم، ويتعلق الأمر بفصول الإعانات والهبات والمساعدات المقدمة إلى الفقراء والمحتاجين والأسر ذات الدخل المحدود، والأشخاص في وضعية هشاشة، أو إعاقة. ويولي منتخبون أهمية قصوى لهذه الفصول ويحرصون على تتبع جميع مراحل إعداد الميزانيات الخاصة بها، حتى يتأكدوا من ملء "الخانات" ذات طابع اجتماعي صرف. وينتظر هؤلاء الفرصة الأولى، أو أية مناسبة دينية، خصوصا في رمضان، أو أي طارئ لتحريك هذه الفصول، والتسابق على صرفها، وهو ما يحدث، اليوم، بالضبط مع الانتشار المخيف لفيروس قاتل واضطرار المواطنين للبقاء في بيوتهم. وتندرج الفصول المتعلقة بالمعونات والهبات الممنوحة في ميزانية التسيير (الشق المتعلق بالنفقات)، إذ تعتبر من صميم المهام الموكولة إلى الجماعات الترابية لإيلاء العناية اللازمة لبعض فئات المجتمع التي تعيش وضعا اجتماعيا وصحيًا وماديا صعبا، على سبيل المساعدة لتجاوز وضعيتهم. ورغم الأهداف والغايات الاجتماعية الصرفة لبرمجة ميزانيات خاصة بإعانة المعوزين والفقراء والمحتاجين وتخصيص منح لهم، مازال منتخبون ورؤساء جماعات يعتبرون هذه الفصول هبة وريعها مقننا يصرفونه في سبيل دعم موقفهم الانتخابي، إذ يصعب أن تجد رئيس جماعة لا "يلوي" عنق هذه الفصول وتحويل اعتماداتها إلى قواعده في الحي، أو الدائرة. ومن هذه الميزانيات بالضبط، لجأ منتخبون إلى اقتطاع جزء كبير من الموارد لتغطية مصاريف شراء المواد الغذائية وإطلاق طلبيات لاقتناء محتويات القفف التي طلبت وزارة الداخلية توزيعها على بعض الفئات الاجتماعية المتضررة من تداعيات الحجر الصحي المفروض على السكان، تطبيقا لحالة الطوارئ الصحية المقررة من السلطات العمومية لتطويق فيروس كورونا. وتنبهت وزارة الداخلية منذ البداية، وبحكم التجربة، إلى عمليات الاستغلال السياسي والانتخابي التي قد تتخلل عمليات التوزيع على الأسر، إذ أسندت هذه العملية إلى السلطات المحلية ورجال وأعوان السلطة، الذين وضعوا لوائح خاصة بالفئات الأكثر تضررا، حتى يتسنى لهم الاستفادة من هذه المعونات. وحصرت وزارة الداخلية أدوار المنتخبين في إعداد طلبيات، أو صفقات تفاوضية، حسب حجم الجماعة وعدد سكانها، من أجل اقتناء المواد الغذائية الأساسية التي تحتاجها الأسر في هذا الوقت، دون التحرك وسط الأحياء من أجل توزيعها، علما أن رؤساء جماعات تحدوا تعليمات الوزارة وتوجيهاتها، وضبط مساعدوهم في عدد من المناطق يطرقون الأبواب من اجل توزيع القفف، أو منح مواطنين "بونات" بقيمة مالية تتراوح بين 300 درهم و400 وتوجيههم لاقتناء مواد غذائية مختلفة من محلات تجارية يشار إليها في هذه الأوراق. يوسف الساكت

منتخبون يلوون عنق فصول الإعانات

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"طاكسي" لإيصال المخدرات إلى البيوت

"جوابك ذهب" على "إم بي سي 5"

مقالات ذات صلة