سيل من الطرائف في ثلاثة أيام طبعت مع إجبارية ارتداء الأقنعة الطبية مثل فيروسات ضحك يصعب إيجاد لقاح شاف لها، يطور المغاربة الخرائط الجينية للسخرية والفكاهة والتنكيت، حسب المستجدات وطبيعة الإجراءات، التي تتخذها السلطات العمومية في مواجهة وباء كورونا، وآخرها قرار الفرض الإجباري لارتداء الكمامات للأشخاص، الذين يضطرون للخروج من أجل العمل، أو قضاء مصلحة. وبمجرد الإعلان عن قرار إجبارية وضع الكمامات الذي صدر مساء الاثنين الماضي، حتى انطلق المغاربة في التأليف الفكاهي، ومن ذلك المرأة التي توجهت إلى محل تجاري قريب منها، وطلبت كمامة، وحين مدها البائع بواحدة، قلبتها في يدها، وقالت له "شفتها لاويا بحال د البارح، اعطيني شي وحدة صحيحة"، ما أثار موجة من الضحك في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شبهوا تعامل مغاربة مع اقتناء الكمامات بالتعامل نفسه مع شراء الخبز، أو "الكومير". واستبطنت بعض النكت الوضعية الاجتماعية المتردية لأغلب الأسر، ومن ذلك حين سمعت امرأة طرقا على الباب، ففتحت، فوجدت أمامها طفلة صغيرة تقول لها "خالتي، كالت ليك ماما سلفيها واحد الكمامة، حتى يجي بابا من الخدمة ونردوها ليكم". وتطرقت بعض المواقف الطريفة الأخرى إلى جهل مواطنين بحساسية هذه الوسيلة الوقائية من فيروس كورونا ذات الاستعمال الواحد، إذ تحدث رواد المواقع الاجتماعية عن المرأة التي طلبت من ابنها الكبير إعطاء كمامته إلى ابنها الصغير أثناء الخروج، أو الرجل الذي اقترض كمامته المستعملة إلى صديقه، وبرر ذلك بأنه "باغي بتهلا فيه لأنه ما في حالوش". واستغل نشطاء التداول الكبير لموضوع الكمامات، ليتساءلوا عن وجود "مقاسات" خاصة لذوي الوجوه الكبيرة، أو الوجوه "القاصحة"، أو الأشخاص الذين لديهم أكثر من وجه، في إشارة رمزية إلى تلونهم المستمر ونفاقهم الاجتماعي، فما كان من بعض الرواد إلا أن اقترح وضع كمامتين في الوقت نفسه، واحدة للوجه العادي، والأخرى للوجه الخفي. وتحول الحديث في الكمامات إلى حديث عن السياسة والصراع الطبقي، حين أطلق رواد على الكمامات المدعمة من صندوق جائحة كورونا (80 سنتيما) الكمامات الشعبية، في مقابل الكمامات غير الشعبية التي يفوق سعرها 30 أو أربعين درهما، وتحمل ماركات شركات مصنعة عالمية، أو الكمامات المرصعة بالأحجار الكريمة، التي سترتديها بعض الفنانات الشهيرات في الحفلات الخاصة عن بعد. وتهكمت تدوينات أيضا على نساء ورجال صرفوا قبل بداية كورونا مبالغ ضخمة من أجل تبييض أسنانهم وتغيير شكل ابتساماتهم لتضاهي مشاهير هوليوود، لكنهم سيضطرون إلى تغطيتها، للأسف، بكمامة لا يتجاوز ثمنها 16 ريال. وانتقلت الطرائف حول الكمامات إلى الشارع، وتخيل منتجو المستملحات مواقف ساخرة موضوعها التحرش بالكلام على الفتيات، ومن ذلك "الزين بالكمامة، والمشية حمامة". يوسف الساكت