إحباط صفقات تعقيم مشبوهة

رفض عمال العديد من الأقاليم السماح لرؤساء مجالس أقاليم وعمالات القيام بتحويلات مالية من فصل إلى آخر، من أجل شراء مواد تعقيم لفائدة جماعات محلية، قامت بالعملية، ولا تحتاج إلى مساعدات. وحاول بعض كبار المنتخبين، الذين يقودون مجالس إقليمية ومجالس عمالات، استغلال جائحة كورونا للقيام بتحويلات مالية، في أفق إبرام صفقات مشبوهة مع شركات محظوظة، لشراء وتوفير لوازم التعقيم، وتوزيعها على الجماعات الواقعة في تراب الإقليم. وأحبط عامل من عمال جهة الرباط سلا القنيطرة، محاولة رئيس مجلس إقليمي، القيام بتحويل 900 مليون، دفعة واحدة، وبرمجتها لشراء لوازم التعقيم، قبل أن يتصدى له المسؤول الأول عن الإقليم، بمعية أعضاء لجنة المالية، الذين رأوا في ذلك تبديدا للمال العام، وتلاعبا به، خصوصا أن الجماعات التابعة للإقليم نفسه لم تطلب مساعدة من المجلس الإقليمي، بعد أن برمجت اعتمادات مالية من ميزانيتها، لشراء ما يكفيها من مواد التعقيم. وإذا كان ولاة وعمال قد تصدوا لرؤساء مجالس إقليمية، ومنعوهم من تمرير صفقات التعقيم الغامضة، التي كانت ستلتهم الملايير، فإنهم، بالمقابل، سمحوا بتحويلات مالية من أجل توفير "القفة" للفقراء والمحتاجين، بيد أن بعض المنتخبين "الكبار"، الذين تعودوا على الريع، استغلوا الفرصة والأجواء المناسبة التي وفرتها جائحة كورونا، ليغدقوا على ممونين من أصدقائهم المقربين، بامتيازات لا حصر لها، ومنحهم المزيد من سندات الطلب الدسمة. واشتكى ممونون في العديد من المدن من التمييز في منح "سندات الطلب"، الذي يمارسه بعض الرؤساء، الذين يسابقون الزمن من أجل جمع أكبر قدر من "القفة"، لأن فيها فوائد كثيرة لهم في زمن كورونا، الذي تغيب فيه المحاسبة والمراقبة والافتحاص والتفتيش. واستغل بعض رؤساء جماعات الظرفية، والتعليمات الشفوية التي وصلتهم من الولاة والعمال، بعد تأخر الحكومة في توزيع التعويضات الشهرية على الفقراء، ليفعلوا ما شاؤوا في المال العام، معتقدين أن الحساب لن يطولهم، وأن جائحة كورونا، ستعفيهم من زيارات المفتشية العامة للإدارة الترابية، أو قضاة المجالس الجهوية للحسابات. مقابل رائحة الفساد، التي تنبعث من بعض التحويلات والصفقات، هناك مبادرات تستحق التصفيق، انخرط فيها رؤساء، لدعم جهود الحد من انتشار فيروس كورونا، ومساعدة المحتاجين في هذه الظرفية الخاصة. وفي هذا السياق، أحدث رؤساء جماعات مناصب شغل بالعشرات، خصصت للمنظفات والمنظفين والحراس، في صفقات تجاوزت كل واحدة 100 مليون، وسيكونون رهن الإشارة في أي عملية تعقيم بالمدن. ولتجنب القيل والقال، حول بعض الرؤساء اعتمادات مالية كبيرة إلى جمعيات خيرية يشهد لها بالاستقامة وحسن السلوك، وتشتغل بعيدا عن السياسيين، قصد توزيع مساعدات على العائلات الفقيرة والمحتاجة، بتنسيق مع السلطات المحلية. عبد الله الكوزي

إحباط صفقات تعقيم مشبوهة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحجر الصحي ... تحدي الملل

"كورونا" يطيح بمالك مشروع عقاري وهمي

مقالات ذات صلة