المحامي في أعين المواطنين… فيهم المزيان وفيهم الخايب

شهادات مواطنين توزعت ما بين جمع المحامين في سلة واحدة وتمييز الصالح من الطالح "المحامون بحالهم بحال بقية خلق الله، فيهم المزيان وفيهم الخايب" تقول امرأة في الخمسين من عمرها، كانت جالسة على الطوار تنتظر تقديم ابنها المتورط في قضية اغتصاب أمام النيابة العامة.غير بعيد عنها كان يقف رجل في الأربعينات من عمره، يحمل كيسا بلاستيكيا مليئا بالأوراق التي تخص ملف ابنه المعتقل على خلفية تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة، اقترب من المرأة ورد عليها بصوت عال أثار انتباه الحضور "راه ما كاينش علاش تحطي إيدك، لي مشيتي عندو باغ غير يأخذ منك الفلوس". أخرج الرجل سيجارة من جيبه وأشعلها ثم سحب نفسا عميقا ونفث دخانا كثيفا قبل أن يسرد حكايته مع محام تكلف بملف ابنه، مقابل مبلغ مالي مهم، غير أنه كان لا يحضر في مرات عديدة ويكلف محامين آخرين بالقيام ببعض الإجراءات، وعندما يتصل لاستفساره كان لا يجيب أو يقدم أجوبة غير مقنعه، مكتفيا بالتأكيد على أن ابنه سيدان بعقوبة مخففة لا تتعدى بضعة أشهر، خاصة أنه كان يدعي أن له علاقات مع بعض القضاة ما جعله يدفع له مبالغ مالية مهمة، قبل أن يأتيه الخبر الصدمة بعد أن أدين ابنه بخمس سنوات."ما عندي ما ندير ليه إلى ما عجبكش قلب على محامي آخر" كان هذا هو الجواب الذي تلقاه والد المتهم بعد الاستفسار عن سبب هذا الحكم القاسي، قبل أن يرمي الملف في وجهه ليضطر إلى البحث عن محام ثان من أجل القيام بإجراءات الاستئناف."ماشي كاع المحامن خايبين" قال رجل آخر كان يتابع باهتمام حكاية الرجل السابق، ليؤكد أن محاميه "رجل مزيان" تعاطف بشكل كبر معه إلى درجة أنه تكلف بملف ابنه الذي تورط في جريمة قتل غير عمد بدون أتعاب بعد أن أشفق على محنته بعد اعتقال ابنه، ولحاله خاصة أنه عاطل عن العمل في أغلب الوقت ولا يجد ما يعيل به أسرته.امرأة أخرى في الثلاثين من العمر فجرت مشكلا آخر يتعلق بتحرش بعض الزبناء بالنساء من موكليهم، مؤكدة أنها كانت ضحية تحرش من أحدهم بعد أن قصدته لينوب عن زوجها في المعتقل في قضية لم تكشف عن طبيعتها، مؤكدة أنها أخبرت المحامي أنها لا تتوفر على المال الكافي بعد اعتقال معيل الأسرة وأنها ستتدبر الأمر، فكان ردها في البداية جيدا بعد أن عبر لها عن تضامنها معها وأكد لها أن المال ليس مهما، بل الأكثر من هذا رفض تسلم تسبيق. خففت معاملة المحامي من معاناتها كما تقول، غير أنها ستفاجأ ببعض التلميحات منه، إذ كان في كل مرة يحاول جرها إلى الحديث عن أشياء بعيدة عن الملف، كما أن نظراته كان تحمل العديد من الرسائل، ما جعلها تهتدي إلى طريقة لإبعاد أي موقف حرج معه، فأصبحت تصطحب معها والدتها إلى مكتب المحامي للاستفسار عن جديد ملف زوجها، لتتغير بعد ذلك معاملة المحامي الذي عاود التركيز على أتعابه وألزمها بدفع جزء منها. "المحامي بحالو بحال الناس وراه عايش في مجتمع فيه الخايب والمزيان وطبيعي أن يكون سلوكه مثلهم" يقول "عمر.ر" طالب بكلية الحقوق، قبل أن يضيف أن "جهل المواطن بحقوقه وتغاضي بعض المسؤولين عن سلوكات بعض المحامين يشجع الظاهرة، مؤكدا أنه ليس هناك حزم في التعامل مع المحامين الذين يرتكبون أخطاء، وغالبا ما يتم تأخير البت إلى حين أن يمل المواطن".المطلوب اليوم، حسب هذا الطالب، هو تطبيق القانون، وعدم التسامح مع أي محام أو غيره.

المحامي في أعين المواطنين… فيهم المزيان وفيهم الخايب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقتل شاب بالجديدة بسبب شكوك في الخيانة

الاستماع إلى معاوني وزير المالية في فضيحة تزوير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات