الحاخام ميارا شلوم يعتبره دينا وطنيا في أعناق اليهود المغاربة احتضنت قاعة العروض بالنادي اليهودي بطريق الجديدة بالبيضاء، الثلاثاء الماضي، حفل توقيع مؤلف، "ملوك الفضيلة والرحمة"، للحاخام ميارا شلوم. وعرفت الأمسية التي تخللتها فقرات موسيقية وكلمات ترحيبية، حضور شخصيات من الجالية اليهودية، على رأسها سييرج بيرديكو، ورجال دين ناهيك عن شخصيات ضمنها عبد العزيز تيلاني، الأستاذ الباحث ومدير الوثائق الملكية، ومحمد عز الدين المعيار الإدريسي، رئيس المجلس العلمي لمراكش. والمؤلف من الحجم الكبير، ركزت محاور البحث فيه، على علاقة التقدير لدى ملوك وسلاطين الأسرة العلوية الملكية، نحو رعاياها من اليهود، وأسلوبهم المتفرد، "الذي قل نظيره والذي لم نجد له مثيلا في أي دولة بالعالم، لكنه أسلوب أصبح متَّبعا ومترسخا مع تعاقب الأجيال"، حسب الكلمة التي ألقاها، ميارا شلوم، التي ألقتها بالعربية الدكتورة الفلسطينية شادية، المترجمة الخاصة للحاخام ميارا. وفي تصريح لـ"الصباح" أكد ميارا شلوم أنه ولد في إسرائيل من أبوين يتحدران من مراكش، وأنه ارتبط كثيرا بالمغرب، وهو ما جعله يخصص مؤلفاته وعددها 28، للتنقيب عن الجذور وبالبحث في جاذبية العلاقة بين اليهود والمسلمين، في المملكة، كما سبر أغوار العطف المتزايد الذي كان يكنه وما يزال الملوك العلويون للطائفة اليهودية. وللمناسبة نفسها شكر ميارا كل من ساعده في إنجاز "ملوك الرحمة والفضيلة"، بدءا بمصطفى فارس، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي أذن له بالبحث في أرشيف المحاكم العبرية، كما وجه شكره إلى عبد العزيز وقيدي، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالرباط، لما أبان عنه من تعاون واهتمام كبيرين ساعدا في سبر أغوار التاريخ عبر الأحكام ومختلف الوثائق اليهودية. وقال ميارا في مستهل كلمته التي لاقت تصفيقا كبيرا، "قد تبدو هذه الأمسية السعيدة التي ننظمها معا أنا وصديقي الموقر شمعون غوزلان احتفاء بتوقيع هذا الكتاب، أمسية خاصة، لكن للحق فالأمر مختلف، إذ رغم أن تنظيمها تم على نحو شخصي وخاص، إلا أنها دون ريب تكشف عما في طياتها من دين وطني مستحق في أعناق يهود المغرب، عرفانا منهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيَّدهُ الله بنصره، على ما يخص به رعاياه اليهود من رعاية واحترام حيثما كانوا، وعلى نهجه المتميز في إحلال حياة من التسامح والتعايش الحقيقيَين سهر على تبنِّيهِما في هذه المملكة الممجدة". مضيفا إن "كتابنا، (ملوك الفضيلة والرحمة)" الذي نقوم بتوقيعه اليوم، سبق أن حظينا بإرسال أول نسخة منه لجلالة الملك، ليس هذا فحسب، بل عند تبركنا بلقائه الشهر الماضي في مدينة الصويرة، حظينا والحمد لله بعبارات مديح سمعناها مباشرة من فمه عن الكتاب المذكور". المصطفى صفر