طه حسين يهان بالقنيطرة

المؤسسة التي تحمل اسمه تذيلت نتائج الباكلوريا ضمن 270 مؤسسة بالجهة واستياء عام في صفوف أولياء التلاميذ كانت خيبة أمل آباء وأولياء التلاميذ كبيرة عندما اكتشفوا، خلال الدخول المدرسي الحالي، أن مدير الثانوية التأهيلية طه حسين بالقنيطرة ما يزال في منصبه رغم أن المؤسسة احتلت الرتبة الأخيرة في نتائج امتحانات الباكلورية 2019 على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، ضمن 270 مؤسسة تابعة لسبع مديريات إقليمية. تعابير الاستياء بادية على محيا عدد من أولياء التلاميذ الذين صادفتهم "الصباح" بمدخل الثانوية، وتساؤلات حول الأسباب التي جعلت المديرية الإقليمية تتشبث بمسؤول أثبتت النتائج فشل تدبيره، خاصة أن المؤسسة سجلت تراجعا متواصلا في ترتيبها منذ سنوات. لكن يبدو أن المدير الإقليمي له رأي آخر، إذ أرجع، في تصريح صحافي، تراجع النتائج إلى توافد تلاميذ من خارج المدينة على الثانوية، هكذا. لا يقتصر الاستياء على آباء وأولياء التلاميذ بل طال أيضا أساتذة من الثانوية الذين أصبحوا يشعرون بالإحراج جراء النتائج المتدهورة التي تسجلها المؤسسة، التي احتلت الرتبة الأخيرة متخلفة عن مؤسسات توجد بمدن صغيرة ومراكز قروية. وأرجع بعض الأطر التربوية المستائين مما آلت إليه مؤسستهم هذا التراجع إلى طريقة تدبير شؤون الثانوية. واعتبر أحمد بناصر، أحد الأطر التربوية بالثانوية، في تصريح لـ"الصباح" أن هذه النتائج هي حصيلة منطقية لحالة التسيب الإداري داخل المؤسسة وغياب شروط الحكامة الجيدة. وأوضح أن هذا التسيب يتخذ أوجها متعددة تتمثل في عدم تفعيل المذكرة 154 المتعلقة بتأمين الزمن المدرسي، ما نتجت عنه ظاهرة الأشباح وكثرة التغيبات غير المبررة، وتعطيل دور جمعية الآباء، التي كان من شأن تفعيلها القيام بالتتبع والمراقبة والسهر على التلاميذ. وأكد أن مدير المؤسسة عين مكتبا على المقاس مشكلا من أساتذة مقربين منه والمستفيدين من ريعه ويزاولون مهامهم بالمؤسسة، ما يجعلهم في حالة تناف إذ يضعون أنفسهم في موقعي الخصم والحكم، مشيرا إلى عدم توجيه دعوات لآباء وأولياء التلاميذ، ما ينافي القانون، كما تم إقصاء التلاميذ من التمثيلية بالهياكل الفاعلة داخل المؤسسة. فأين المراقبة الإدارية أمام كل هذه التجاوزات التي شهد عليها أستاذ من داخل المؤسسة؟ أكد أحمد بناصر، الأستاذ بثانوية طه حسين، أنه سبق أن راسل المدير الإقليمي بالقنيطرة، التي تخضع المؤسسة لسلطة مراقبته ولم تتلق مراسلته التجاوب المطلوب، فما كان له إلا أن يراسل الوزير المسؤول عن القطاع من أجل التدخل لوقف التسيب الذي تعرفه المؤسسة، لكن المدير الإقليمي لم يباشر التحقيقات المطلوبة، واكتفى ببعث أطر من المديرية استمعوا إلى صاحب المراسلة، وتم طي الملف وتحريف مسار البحث والتقصي، ما جعل دار لقمان على حالها، حسب ما جاء في تصريحات الأستاذ لـ"الصباح". لذا، لم تكن نتائج الباكلوريا الأخيرة مفاجئة بالنسبة إلى الأستاذ المشتكي من الأوضاع داخل المؤسسة التي يدرس بها، ما يفرض بعث لجنة مركزية من الوزارة من أجل تعميق البحث وتحديد المسؤوليات. ولم يستبعد بناصر أن تكون الآصرة الحزبية من الأسباب التي تحول دون قيام المدير الإقليمي بدوره الرقابي واتخاذ الإجراءات التأديبية في حق مدير المؤسسة، إذ أن الشخصين ينتميان للحزب نفسه. وسبق للمؤسسة أن احتضنت، حسب المصدر نفسه، نشاطا للحزب الذي ينتمي إليه المسؤولان. واعتبر بناصر أن الأوضاع بثانوية طه حسين تؤكد أن قطاع التعليم بحاجة إلى عملية جراحية من أجل اجتثاث الخلايا المتسببة في مرض الجسم التربوي. فبدل أن تتم مساءلة من يتحملون مسؤولية تردي الأوضاع بالمؤسسة من قبل المديرية العامة أصبح الأستاذ المشتكي هدفا لعدد من الإجراءات الاستفزازية والمضايقات. التلاميذ الضحية الأولى لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على أن الأمور ستتغير، ما دام مدير المؤسسة ما يزال يصول ويجول تحت حماية المسؤول الإقليمي على القطاع ودون حسيب أو رقيب. تمثل حالة ثانوية طه حسين دليلا قاطعا على أن إصلاح التعليم ما يزال بعيد المنال، لأن العملية الإصلاحية لا يمكن أن تتم بالمسؤولين ذاتهم الذين أوصلوا القطاع إلى وضعيته الحالية. ويظل التلاميذ الضحية الأولى لسوء الحكامة داخل ثانوية طه حسين التأهيلية، كما أبانت النتيجة الأخيرة لامتحانات الباكلوريا ذلك، إذ سجل بها أدنى نسبة نجاح، متخلفة عن كل المؤسسات التعليمية بجهة الرباط سلا القنيطرة. عبد الواحد كنفاوي

طه حسين يهان بالقنيطرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نزلاء دار الطالب ببني ملال غاضبون

"كاف" تطمئن الجامعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات