فتيات يرفضن الزواج: “صرنا فارسات أحلام الرجال”

فتيات يرفضن الزواج أو يعتبرنه آخر أولوياتهن مقارنة بالارتقاء والوظيفية والاستقلال المالي لقد أصبح الزواج أمرا متجاوزا في مجتمعنا، بفضل اتساع هامش الحرية، وتغير قائمة الأولويات لدى معظم الفتيات، بشكل جعل الرجل يحتل آخر مراتب القائمة. ولعل أبرز هواجس النساء اليوم أضحت تتعلق بالتعليم الأكاديمي، والارتقاء الوظيفي، والاستقلال المادي، الذي يسمح لهن بالاستمتاع بحياتهن دون أي قيود، فاختيار نمط الحياة بعيدا عن تحكمات الرجل والمجتمع، واعتباره وسيلة وليس هدفا، أضحى «موضة» وأسلوب عيش تنهجه العديد منهن باقتناع تام. وتقول وفاء، بنكية تبلغ من العمر 28 سنة، في حديثها مع «الصباح»، «لطالما اعتبرت دراستي وتحقيق ذاتي، أولويتين لا نقاش فيهما... لم أكن أسمح لأي شخص بالتشويش على أفكاري أو تصوري للحياة التي أرغب في عيشها، فكان الزواج آخر شيء أفكر فيه، لأن المرأة التي ترهن مستقبلها بمستقبل رجل، تعيش حبيسة هذا الاختيار الانتحاري طوال حياتها، وتعيش خاضعة لرحمة وسلطة الرجل الذي اختارته، فتصير كالعبد المقيد بعقد مدني، يوجب عليها بأن تفني حياتها في خدمته وخدمة الأطفال الذين سيحظين بهم... وهاذي ما حياة ما والو". وأكدت لنا وفاء أن كلمة "العنوسة" لم تعد مثار مخاوف الفتيات أو رعبهن، بفضل تغير العقليات وانفتاح الأسر تماشيا مع متطلبات العصر، مضيفة "لقد أضحى الهاجس الأساسي لدى معظم الفتيات هو التفوق الدراسي، الذي يمكن من الحصول على وظيفة جيدة ومكانة مرموقة داخل المجتمع، كما يسمح بتوفير مدخول قار يكفي أهل الفتاة عناء تحمل مصاريفها، ويسمح لها بالاستقلال بعيدا عنهم دون أن ينشغل بالهم عليها، ناهيك عن الامتيازات التي تحظى بها بمجرد الاستقلال بنفسها، إذ تستمتع بكل تفاصيل حياتها كما تشاء، ليأتي التفكير بالزواج في مرحلة لاحقة، أو حينما تجد الشخص المناسب لها، وتقتنع به". ومن جهتها، تحكي لنا أميمة، وهي عشرينية تشتغل إطارا في شركة، عن تجربتها ورأيها في الزواج، وتقول "لقد كان طلاق والدي حافزا لي ودرسا تعلمت منه العديد من الأمور، أهمهما التركيز على بناء مستقبلي بشكل جيد، بعيدا عن قيود الرجل، فقد كان أبي شخصا بخيلا وأنانيا، يرفض الإنفاق على أسرته، وكانت أمي هي التي تتكفل بمصاريف دراستي وبأمور أخرى ضرورية، حرصت من خلالها على تنشئتي في أحسن الظروف، لكنها كانت دائما تشجعني على الدراسة وتحقيق أحلامي وطموحاتي المهنية، كي لا أحتاج عطف أو عطاء شخص في المستقبل". وتتابع الشابة بنبرة حزينة "لولا توفر أمي على مدخول قار بفضل اشتغالها معلمة، وعدم اعتمادها على مصروف والدي، لعشنا في أوضاع مزرية، ولما تمكنت من الوصول لما أنا عليه اليوم"، مضيفة "لقد درست بكد وحصلت على وظيفة جيدة، مكنتني من ضمان قبر حياتي (منزل)، واقتناء سيارة صغيرة، بفضل المدخول الشهري الذي يمنحني الاستقلال المادي...". وأشارت لنا المتحدثة ذاتها، إلى أنها لا تفكر في الزواج أبدا، مادامت تحظى بعلاقات جنسية بين الفينة والأخرى، تشبع من خلالها رغباتها وتحظى بلحظات من المتعة المتبادلة مع شخص تشتهيه أو ترغب فيه، وتطمح للترقي في وظيفتها، كي تتمكن من تحقيق حلمها بالسفر عبر العالم. أما عن فكرة الارتباط وإيجاد فارس الأحلام، فتقول "لقد تجاوزنا اليوم عصر فارس الأحلام وصرنا، بفضل مراكزنا في المجتمع وقوتنا واستقلالنا المادي، نحن فارسات أحلام الرجال"، مضيفة "وعلى حد قول الصحافية غلوريا ستاينم : لقد أصبحنا الرجال الذين أردنا أن نتزوجهم". يسرى عويفي

فتيات يرفضن الزواج: “صرنا فارسات أحلام الرجال”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشباب ... الطريق إلى العنوسة

البنوك عاجزة عن استرداد 2200 مليار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات