قيادة الحزب الحاكم تذكر العثماني بتصريحات أساءت للانسجام الحكومي بدأ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة مشاورات التعديل الحكومي المرتقب من حزبه، إذ تم تخصيص اجتماع الأمانة العامة للعدالة والتنمية المنعقد تحت رئاسته مستهل الأسبوع الجاري بالمقر المركزي لها، وتوصل بتوصية من قيادة الحزب الحاكم تذكره بضرورة منع عودة وزراء أساءت تصريحاتهم كثيرا للانسجام الحكومي في المرحلة السابقة. وعلمت «الصباح» أن بعض إخوان العثماني اقترحوا استبدال وزيرين باسمين آخرين من حزبيهما، تجنبا لأزمات ومعارك هامشية كادت أن تنسف الأغلبية، خاصة أن تصريحاتهما وصلت حد اتهام قادة العدالة والتنمية بالعمالة لجهات أجنبية وخدمة أجندات خارجية. وكشف سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن «النقاش السياسي، خلال الاجتماع المذكور استأثر بحيز هام من أشغال الاجتماع، حيث تم تناول مجمل المستجدات الوطنية، وتوقف أعضاء الأمانة العامة بصفة خاصة «عند ثلاث قضايا جوهرية»، تتعلق الأولى «بموضوع التعديل الحكومي، حيث استحضر أعضاء الأمانة العامة الرهانات التي أكد عليها الخطاب الملكي لعيد العرش وتقدموا بأفكار ومقترحات قاربت الهيكلة وشروط تحقيق النجاعة أكثر في العمل الحكومي». وأوضح العمراني على الموقع الرسمي لـ «بيجيدي» أن القضية الثانية، تعلقت بالقانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، مشيرا إلى أن «الاجتماع، كان مناسبة للتذكير بالاعتبارات التي حكمت موقف الحزب من المشروع، والتنويه بالانضباط العام لفريقي الحزب بالبرلمان، والتأكيد على أن موقف الحزب الرسمي هو ما تضمنته كلمتا فريقيه في المناقشة العامة في المجلسين»، فيما خصص المحور الثالث للشأن التنظيمي، إذ تدارست الأمانة العامة مقترحات تعديل الورقة المؤطرة لعمل الهيآت الموازية للحزب. ولم يستبعد مصدر مقرب من العثماني سيناريو إقصاء «المشوشين»، وهي العبارة التي استخدمها رئيس الحكومة، مستهل يوليوز الماضي لوصف بعض حلفائه في حكومته، عندما شن في لقاء تنظيمي بفاس، هجوما على حلفائه الحكوميين الذين رأى في هوسهم بانتخابات 2021 شيئا مستغربا. وخاطب في كلمة لمناسبة دورة الجامعة الصيفية لمنتخبي حزبه بجهة فاس-مكناس، بمعية كل من عبد العزيز رباح، وعبدالقادر اعمارة، المشوشين في الحكومة قائلا: “نحن حزب يبني انتصاراته السياسية بالتعويل على الله وكفاح ونضال مناضلينا، نحن لا نعول، على مال أو جهة من الجهات، أو تدخلات من الداخل أو من الخارج، كما أننا لا نعول على الإدارة، ركيزتنا هي ثقة الشعب المغربي، فالإرادة الشعبية هي التي اختارتنا، وإليها ستعود الكلمة، إما بإعادتنا إلى المسؤولية أو طردنا منها»، موجها انتقادات قوية لما وصفه بـ «السلوكات السياسية الناقصة»، التي تصدر عن بعض حلفائه داخل الحكومة، إذ كشف أن بعض حلفاء العدالة والتنمية يسيئون إليه دائما، و»نحن نتجاوز دائما هذه الإساءات، ليس خوفا، وإنما وفاء للشراكة السياسية التي تجمعنا بهم لخدمة الوطن والشعب». ي . ق