تنقيلات رجال الأمن … احتجاجات بالصوت والصورة

أمنيون فضلوا البوح عن معاناتهم عبر أشرطة وآخرون رفعوا شكايات دخل رجال الشرطة والأمن، برتب مختلفة في أشكال احتجاجية على تنقيلهم إلى مصالح أو مدن أخرى، بطريقة اعتبروها تعسفية، هدفها الانتقام منهم من قبل رؤسائهم في العمل. بعضهم راهن على مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشر فيديوهات يستنجدون فيها بالمدير العام للأمن الوطني للتدخل لإنصافهم، في حين قرر آخرون عدم المجازفة، والاكتفاء بمراسلة المسؤولين عبر السلم الإداري وتقديم شكاية لرد الاعتبار لهم، في حين هدد آخرون بوضع حد لحياتهم، ما لم يتم التعجيل بالاستجابة لمطالبهم. وشهدت البيضاء حالات احتجاج لأمنيين نقلوا إلى مراكز أمنية بدون مهمة، بناء على قرارات اعتبروها ظالمة، كما حدث لمفتش وجد نفسه موقوفا عن العمل لمدة طويلة، وبعد نهاية العقوبة، نقل للعمل بمنطقة تيط مليل. راهن المفتش على المراسلات للتذكير أنه ضحية انتقام من رئيسه في العمل، الذي تورط في خرق سافر للقانون، بعد إفراجه عن فتاة اعتقلها المفتش، وأمرت النيابة العامة بوضعها تحت تدابير الحراسة النظرية. أمل المفتش في رد الاعتبار إليه، لم يتكسر أمام العراقيل التي وضعت أمامه، بل تحدى الجميع، ونجح في لقاء مسؤولين كبار بالمديرية العامة للأمن الوطني، ليتقرر في الأخير إعادته إلى منصبه، الذي شغله قبل توقيفه عن العمل. ولم يكن ضابط شرطة بالبيضاء أحسن حالا من المفتش، بعد أن صدرت أوامر بتنقيله إلى بني ملال بعيدا عن أسرته، عقابا له على تفجر فضيحة اعتقال لص بطريقة غير قانونية. وفوجئ الضابط الذي كان يشغل منصب نائب رئيس دائرة أمنية بالبيضاء، بلجنة تفتيش من المديرية العامة للأمن الوطني، من أجل البحث في تورط عناصر الدائرة في اعتقال لص من مدينة أخرى دون إشعار النيابة العامة واحترام المساطر القانونية، ورغم تأكيده عدم علمه بالأمر، نقل للعمل ببني ملال. تقبل الضابط الأمر في البداية، لكنه فوجئ أن زملاءه المتورطين، ظلوا في مناصبهم، فلم يرقه الأمر، وحاول مراسلة مسؤوليه لإعادته إلى البيضاء، متشبثا ببراءته من المنسوب إليه، لكن دون جدوى، قبل أن يفاجأ به زملاؤه بمقر أمن بني ملال، يهدد بالانتحار بشرب مادة سامة، فتم فتح بحث في النازلة، وتقررت إعادته إلى البيضاء بعد التأكد من براءته. ومع تطور وسائل الاتصال، قرر أمنيون الكشف عن معاناتهم عبر تسجيل مقاطع فيديو، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن هذه الخطوة مكلفة لأصحابها، وقد تصل إلى حد طردهم من سلك الشرطة، لكن الحيف و"الحكرة"، وعدم إيصال شكاياتهم عبر السلم الإداري، إلى المدير العام للأمن الوطني، جعلتهم يعتبرون هذه الطريقة الحل الوحيد لكشف المستور، كما حدث لأمني بسلا، تداول المغاربة مقاطع شريطه المصور، أثار فيه حقائق خطيرة حول علاقة مسؤولين في الأمن بتجار المخدرات. فالأمني صرح أنه عوقب بتنقيله من سلا إلى بوعرفة، لأنه قام بواجبه، واعتقل مروج مخدرات شهيرا، قبل أن يتورط رئيسه في الإفراج عنه مقابل مبلغ مالي وتزوير محضر، ويتم الانتقام منه بتنقيله بعيدا عن سلا بمئات الكيلومترات، لتزيد معاناته بقيام مدير الموارد البشرية، حسب قوله، بعقابه عبر اقتطاع جزء من أجرته التي اعتبرها هزيلة. م. ل

تنقيلات رجال الأمن … احتجاجات بالصوت والصورة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أعضاء جماعة تيط مليل يوضحون

تنقيلات موظفي الداخلية ... عبد الوهاب: عذرا أمي لا أستطيع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات