عبد النباوي: أحسنوا التصرف في ما وكلتم فيه

القاضي سفير يحمل رسالة عن نظام العدالة لم يبخل محمد عبد النباوي، في تقديم النصائح والوصايا للملتحقين الجدد بسلك القضاء، خلال أدائهم اليمين القانونية، إذ حملت الكلمة العديد من المعاني، بشأن المسؤولية التي طوقت بها أعناقهم بالقول "وأذكركم أن التحاقكم بالمحاكم في الأيام القادمة يعني توديع مرحلة من حياتكم، واستقبال مرحلة أخرى، تعني المسؤولية والالتزام، وتتضمن إكراهات في السلوك. أنتم مطالبون في هذه المرحلة، بالإضافة إلى مراعاة الأخلاق العامة، بالتقيد بالأخلاق القضائية"، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة، تتضمن فقدا لبعض مظاهر الحرية الشخصية في ممارسة الحياة الخاصة، مضيفا "وهو ما يتطلب منكم ملاءمة السلوك مع الوضع الجديد بصفتكم قضاة، لأن الصفة القضائية لصيقة بأشخاصكم، وتلازمكم في حلكم وترحالكم". وأكد عبد النباوي أن الانتماء للقضاء يخول وكالة لإصدار الأحكام، ويجب "عليكم أن تستحضروا أنكم تملكون مجرد توكيل ممن تصدر الأحكام باسمه، وتمثلون السلطة التي تتخذ القرارات باسمها. وهذا الوضع لا يسمح للموكَّل بالتصرف فيما وُكل فيه خارج حدود التوكيل... فأحسنوا التصرف فيما وُكِّلْتُم فيه"، كما أن الانتماء للقضاء يمنح القضاة الاستقلال عن باقي السلطات، وعن الخصوم، وحتى عن الرؤساء القضائيين، إلا في حدود ما هو مشروع بمقتضى الدستور والقانون، وهذا لا يعني قيام القضاة بما يحلو لهم وما يوافق مزاجهم ويلائم تفكيرهم، وإنما هو التزام ومسؤولية بتحقيق العدل وتطبيق القانون. وأشار عبد النباوي إلى أن استقلال القضاء منتوج المجتمع بكامله، تحقق بفضل إرادة الملك، وبموافقة الشعب المغربي على الدستور. والملك راهن منذ السنوات الأولى على دور القضاء في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي حماية الاستثمار وتوفير فرص الشغل للمواطن، وفي بناء دولة الحق والقانون وتماسك البناء الديموقراطي. وخص جلالته السلطة القضائية بمحور أساسي في الخطاب التاريخي ليوم 20 غشت 2009. كما اعتبر إنشاء سلطة قضائية مستقلة، مرتكزاً أساسيا للمراجعة الدستورية التي حدد معالمها خطاب تاسع مارس 2011. و"أنتم، حضرات القضاة، مؤتمنون على هذا الاستقلال، بعد دسترته وتجسيده قانوناً وفعلاً على أرض الواقع". وأكد رئيس النيابة العامة أن القاضي سفير يحمل رسالة عن نظام العدالة، يبلغها بواسطة أحكامه وبسلوكه وتصرفه في حياته الخاصة، التي ليست سوى امتداد لحياته المهنية العامة. فهو يعطي للعموم صورة عن السلك القضائي، سواء من خلال مساره المهني أو في حياته الشخصية، أو من خلال تعامله مع وسائل التواصل الاجتماعي. "فكونوا خير سفراء لمهنتكم". عبد النباوي يلقي كلمته

عبد النباوي: أحسنوا التصرف في ما وكلتم فيه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التكوين ضرورة للرقي

مختصرات

مقالات ذات صلة