اختطاف وقتل ابن ثري بفاس

غرفة الجنايات تشرع في محاكمة 10 متهمين وذو سوابق استدرجه لشقة لشراء قارئ للأقراص المدمجة إعداد: حميد الأبيض (فاس) – تصوير: أحمد العلوي المراني شرعت غرفة الجنايات الابتدائية بفاس، صباح الاثنين الماضي في البت في قضية اختطاف واحتجاز وقتل حفيد رئيس سابق لجماعة أولاد الطيب، المتابع فيها ثمانية متهمين، في انتظار البت في ملف الحدثين، المرتبط به في جلسة 17 يونيو المقبل، بعد تعيينها أمامها أوائل ماي الجاري، بعد إنهاء التحقيق التفصيلي معهم. ويتابع المتهمون العشرة ونصفهم معتقل بسجن بوركايز، وبينهم ثلاث فتيات، في الملفين، بتهم "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد واستعمال وسائل التعذيب والاختطاف والاحتجاز وطلب الفدية والسرقة الموصوفة بالتعدد والعنف والتهديد واستعمال السلاح والفساد وإعداد منزل للدعارة وتحريض القاصرين عليها والبغاء". انطلقت حلقات هذه المحاكمة بتلك التهم الثقيلة و"الفساد وحيازة المخدرات الصلبة والاتجار فيها واستهلاكها وعدم التبليغ عن وقوع جناية". واستدعت هيأة المحكمة شهودا وعائلة الهالك المنتصبة طرفا مدنيا في الملفين، في انتظار جاهزية البت فيهما ومناقشتهما. وما قد تسفر عنها المحاكمة، من تشويق وتطورات مثيرة. اختفاء غامض في زوال 16 فبراير الماضي، خرج تلميذ السنة الثانية معلوميات بمؤسسة خاصة، من منزل والديه بأولاد الطيب، قاصدا فاس لشراء قارئ أقراص مدمجة لسيارته الفارهة، منشور إعلان بشأنه في موقع متخصص في البيع الإلكتروني، بعد تلقيه مكالمة هاتفية. لكنه خرج ولم يعد، ما حير عائلته التي بحثت عنه في كل مكان. كرر أخوه الأصغر اتصالاته الهاتفية به، طيلة ساعات، دون جدوى كما والده ومعارفه، ما زاد شكوك وتخوف العائلة من اختطافه واحتجازه، قبل تقديم بلاغ باختفائه لدرك أولاد الطيب الذي وجه والده للقيادة الجهوية، ما تأكد فعليا، خاصة بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من مجهول طلب منه 20 مليون سنتيم فدية للإفراج عنه. قضت العائلة المكلومة ليلة بيضاء متوجسة من مختطفيه الذين هددوا بإيذائه وقطع رأسه في حال إشعار الأمن أو التخاذل في تقديم قيمة الفدية. لم يذق أفرادها طعم النوم ولا ارتاحوا، مفكرين في أسهل طريقة تنجي الضحية من خطر محدق به، محاولين البحث عن خيط رفيع يقود لتشخيص هوية مختطفيه ومكان احتجازه. توجهه لعمارة قرب فندق بشارع الجيش الملكي بمقاطعة أكدال، معلومة استثمروها في بحثهم عنه في اليوم الموالي لاختطافه. وكانت خارطة طريق موصلة لحيث يوجد، لكن جثة هامدة بشقة مفروشة، شاهدة على مسلسل تصفيته من قبل شباب في عمر الزهور، حديثي العهد بعالم الجريمة، إلا أحدهم اعتبر العقل المدبر لاختطافه. شقة مشبوهة البحث عن مالك شقة بالطابق الرابع، أول خطوة في درب البحث عن المختطف. وبالعثور على سيارة التلميذ بمرأبها، تجدد أمل العثور عليه في نفوس أفراد العائلة الذين توزعوا إلى فرق بحثا عنه، قبل حضور الدرك وفتح الشقة حيث بدت وسائل السمر الماجن، حاضرة كما قنينتي خمر ونرجيلة وسكين كبير، قبل العثور على جثة المختفي. كان الهالك جثة هامدة بغرفة، وحول عنقه حزام جلدي استعمل في خنقه، لما ولجت الشرطة والدرك الشقة ومشطوا مسرح الجريمة بحثا عن قرائن وأدلة تقود لاكتشاف هويات القتلة، وبينها أحزمة وحقيبة نسوية عثر بها على ملف طبي لفتاة، كان نقطة انطلاق الأبحاث، للوصول إليها وشركائها في هذه الجريمة البشعة. لم تكن تلك الفتاة سوى عشيقة المتهم الرئيسي، الحامل منه، الذي أبلغت أمه الأمن قبل دقائق من ذلك، بحقيقة تورطه في الجريمة. أرشدت أم المشتبه فيه عاملة النظافة بمقهى، الأمن للشقة التي اكتراها ابنها لقضاء ليال حمراء مع رفاقه ورفيقاته، قبل أن تشهد حلقات الإجهاز على الضحية بعد استدراجه لشراء قارئ الأقراص، بعدما علم مختطفوه بانتمائه لأسرة ثرية، ما أسال لعابهم قبل التفكير في اختطافه وطلب الفدية، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل تحقق حلمهم. شاب متهور في تلك الظهيرة أخبر الضحية، بائع الجهاز، ابن إقليم صفرو العاطل، عمره 19 سنة، بعطبه، فطمأنه. ضرب له موعدا لتغييره، حيلة لاستدراجه من طرف هذا الشاب الذي خطط للجريمة الأبشع في تاريخ فاس، وأقحم رفاق شاركوه فيها أو علموا بها وتستروا عليه، ولم يخبروا المصالح الأمنية وبينهم شقيقان يتابعان في حالة سراح. وحده العقل المدبر للجريمة، له سوابق. قضى شهرين بالسجن بتهم انتحال هوية والسرقة والنصب على سائحة صينية حملت منه، بعدما تعرف عليها بعد عودته من تركيا التي لجأ إليها للعمل وتحسين وضعه الاجتماعي بالعمل في مطعم فاخر، بعد وفاة والده الفلاح وحصوله على الباكلوريا من ثانوية ابن حزم التأهيلية. من حينها عاش حياة الترف بعيدا عن عائلته، بعدما باع جزءا مما ورثه عن والده. اكترى تلك الشقة المفروشة التي كان يستقبل فيها عشيقته الحامل منه في شهرها الثالث، ب800 درهم لليوم الواحد، قبل اتفاقه مع مالكها الأصلي على 13 ألف درهم سومة كرائية شهرية، بعلم حارس العمارة ودون أن ينجزا عقدا بذلك. صيد ثمين نشر ابن صفرو إعلانا لبيع الجهاز بموقع للبيع الإلكتروني، قبل تلقيه مكالمة عبر حسابه بفيسبوك، من الضحية ولقائهما واتفاقهما على 1500 درهم ثمنا له بعد التجريب. لكن اتضح أن به عطبا تقنيا، قبل أن يضربا موعدا ثانيا لتغييره، إذ خطرت بباله فكرة اختطافه واحتجازه ومطالبة عائلته بفدية، بعدما علم بثرائه خلال أحاديثهما. لتنفيذ خطته بحث عن مشاركين وبينهم تلميذ حدث من جبل تغات، دعاه وتلميذا آخر من تجزئة الحديقة، لحفل أقامه بالشقة، خطوة لبداية الإعداد لتنفيذها بعد ليلة مفعمة بالجنس والخمر. دلهما على تفاصيل الخطة والإعداد لها، بتوفير لوازم ومنها أحزمة جلدية لخنق الضحية. رسم المتهم الرئيسي الخطة ووزع الأدوار على زميليه. واتفق معهما على استدراجه على أن يتوليا الباقي، بانقضاض أحدهما عليه وإحكام قبضته عليه من الخلف لشل حركته. ولإنجاحها جربا صلابة ومتانة الخيوط البلاستيكية التي أحضروها لتصفيده، فتبين أنها سهلة التمزيق، قبل تغييرها بأخرى أمتن يستحيل على الضحية تمزيقها. تنفيذ الخطة لم يمنعوه من الرد على مكالمة هاتفية، أرغموه فيها على ادعاء وجوده ببنسودة قبل إخبار عائلته باحتجازه وطلب محتجزيه 20 مليونا فدية، وتكبيل رجليه ويديه، ووضع حزام جلدي على عنقه، بعد تمكينهم من القن السري لبطاقته البنكية التي سحبوا بها لاحقا مبالغ مالية مختلفة من شباك بنكي، استغلوها للسفر إلى القصر الكبير. كل ما خططوا له تبخر بعدما وجدوا الضحية الذي كان يساعد والده في إدارة مقاولته، فاقدا الوعي بين أيديهم، قبل أن يتثبتوا من وفاته التي أجهضت رغبتهم في الحصول على المال. كان الضحية ملقى على الأرض لما غادرت الفتاتان غرفتهما، وهددتا إن كشفتا السر، في اللحظة نفسها لدق حارس العمارة، باب الشقة. اتصل المتهم الرئيسي بخاله وأخبره بالوفاة لما كان يقله وزميله لحي واد فاس، قبل التحاق العشيقة بهما بالمحطة الطرقية وسفرهم إلى الشمال. سلم مفتاح الشقة لصديقة لم تعلم بما وقع رغم دخولها إياها لجلب ملابسهم وأغراضهم الباقية بها، إذ لم تعاين الجثة التي وضعت بغرفة أحكموا إغلاقها دون باقي مرافق هذه الشقة. ظن الثلاثة أنهم نجوا من العقاب رغم إخبار رفاقهم بما وقع، لكن لا أحد أخبر بذلك إلا أم المتهم الرئيسي التي تقدمت للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، للإخبار بما ارتكب ابنها، كما صديقته التي ولجت الشقة بتوقيت لاحق لارتكاب الجريمة، عكس شقيقين أوقفا وتوبعا في حالة سراح كما ثلاث متهمات.

اختطاف وقتل ابن ثري بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فضائح مالية تفجر صندوق استثمار

الثالثة ثابتة...

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات