بانوراما الصيف: المهدي المنتظر… “سالب القلوب والعقول” (الحلقة الأولى)

في أحد لقاءاته الأخيرة بأتباعه، أكد بومدين خوار "المهدي المنتظر" أنه سيختفي عن الأنظار خلال شهر رمضان المقبل، وسيظهر بعد ثلاثة أشهر بالجزيرة العربية بصفة محمدية، مرتديا سلهاما كسلهام الرسول وواضعا خاتم النبوة، غير أن المهدي الرجل اختفى قبل التاريخ المحدد ببضعة أسابيع بعد أن أوقف من قبل الأمن وسوف لن يظهر إلا بعد ثلاث سنوات عند انتهاء عقوبته الحبسية... فما هي حكاية المهدي المنتظر؟ وكيف نجح في إقناع اتباعه إلى حد تقديسه؟ وما حقيقة تسخير رجال ونساء لخدمته؟ ليلة القبض على المهدي المنتظر "ماتمسوش المهدي المنتظر، ما تمسوش الحبيب الشريف"، "واش عارفين آش كتديرو؟" كان هذا جزء من الكلام الذي ردده أحد أتباع "المهدي المنتظر" على مسامع عناصر الأمن عندما انتقلت في ثامن مارس الماضي إلى مدينة تاوريرت من أجل إيقافه وإيقاف بعض أتباعه.كان الرجل جادا في كلامه، مقتنع حد الاعتقاد أن عناصر الأمن تقدم على فعل لا يغتفر، فالرجل المستهدف هو المهدي المنتظر الذي بشر به الرسول العالم أجمع، وهو قبل ذلك شريف سليل الأدارسة، ومبعوث من الله من أجل تخليص العالم من الشر الذي انتشر، وهو منقذ الأمة جمعاء من الضلالة.بشق الأنفس، وبعد أن حصل على تطمينات رجال الأمن بأن حبيبه وسيده لن يصيبه مكروه، نجحت عناصر الأمن في إقناع الرجل بإخبارهم بعنوان المهدي المنتظر، لتنتقل برفقته إلى زنقة بني تيجيت حي التقدم بتاوريرت حيث يقيم الرجل، طرقت عناصر الأمن الباب، فتحه شاب في الثلاثينات من العمر، نحيف الجسم طويل القامة، تغطي لحية جزءا من وجهه الذي تبرز منه عينان جاحظتان وضع عليهما كحلا."احنا البوليس عندنا أوامر بإلقاء القبض عليك" قال أحد رجال الأمن وهو يحدق النظر في وجه "بومدين خوار" الذي بدا هادئا ولم يصدر عنه أي رد فعل وكأنه لم يسمع الخبر، لتأتي إجابته في شكل ابتسامة الواثق من أمره ومن قدرات غيبية على حمايته، قبل أن يقول بصوت خافت "واش اعرفتو اشكون أنا؟"."شكون انت"؟ ساله أحد رجال الامن، قبل أن يجيب "أنا المهدي المنتظر الذي بايعه كبار شيوخ العالم كان آخرهم يوسف القرضاوي، وأنا سليل الأدارسة الشرفاء، وأنا من زاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجموعة من الصالحين الأموات منهم والأحياء، أنا الذي سأنقذ العالم".كان رجال الأمن ينتظرون كل شيء إلا أن يسمعوا كلاما مثل هذا، ويقابلوا رجلا يؤمن إيمانا عميقا أنه المهدي المنتظر، وأن الله كلفه بهذه المهمة، استقبل بعضهم الموقف بسخرية وقرر آخرون إنهاء هذا "الفيلم" وطلبوا منه فتح باب منزله حتى يتسنى لهم الدخول لتفتيشه.لم يمانع الرجل ولم يحاول بأي شكل من الأشكال التملص أو الإنكار أو الإدعاء أن التهم الموجهة إليه لا أساس لها من الصحة، مثلما يفعل أغلب المتهمين ساعة إيقافهم من قبل عناصر الأمن. فتح باب منزله مرحبا بالضيوف وكان لديه اعتقاد راسخ بأنهم سيقتنعون بصحة كلامه وصدق رسالته، وسيعودون بعد ذلك إلى مقرات عملهم أو يعلنون مبايعته مثلما فعل العشرات.ولجت عناصر الأمن إلى داخل المنزل، فكانت العديد من المفاجآت التي لم تختلف عن مفاجآت استقبالهم ببرودة دم غير معهودة... الصديق بوكزول

بانوراما الصيف: المهدي المنتظر… “سالب القلوب والعقول” (الحلقة الأولى)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيف: التفاصيل الكاملة لتفجير أركانة (الحلقة الأولى)

بانوراما الصيف: رؤساء لفظتهم شعوبهم -1-

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات