الأنا خطير إذا تجبر

دليل عملي لحياة أفضل 7 جل المشاكل تظهر بسبب تمثلات خاطئة حول مفاهيم تحكم علاقة الشخص بنفسه وبمحيطه، لتبدو الحياة أكثر سوادا. طيلة شهر رمضان، سنكون على موعد مع دليل عملي، تقدمه الطبيبة أمل شباش، اختصاصية في العلاج النفسي والجنسي من أجل تجاوز حواجز ومعيقات ذاتية لضمان حياة أفضل. هجر المغلي < ماذا نقصد ب"الأنا"؟ < يجب معرفة أن كل شخص يمتلك "أنا" خاصا به، يتكون منذ الطفولة، وهو المسؤول عن تحديد هوية الفرد، ويمكن القول إنه يتكون من مجموع الاعتقادات، وتراكمات التربية الخاصة، والصورة التي نمنحها عن أنفسنا، وتلك التي نعتقد أن الآخر ينظر إلينا بها أو نريد أن يرانا بها. وبالتالي يمكن القول إنه يستحيل العيش دون "أنا"، عكس ما يتم الترويج له من قبيل وجوب "قتل" الأنا، فهذا أمر مستحيل لأنه ببساطة هو صورة تتشكل منذ الطفولة وتسفر عن تشكل صورة في المجتمع وأخرى بيننا وبين أنفسنا. وتجدر الإشارة إلى أن الأنا لا علاقة له بحب الذات، عكس الرائج، ولا يعني أيضا الثقة في النفس، بل على العكس من يعاني من تضخم الأنا هو إنسان يفتقد الثقة في نفسه، ويحاول الدفاع عنها، في اللاوعي، عن طريق تدمير الآخرين، لأنه غير قادر على فرض ذاته بليونة وبثقة في النفس واحترام الآخرين. < متى يتحول "الأنا" إلى مشكل؟ < المشكل يظهر عندما يصبح الأنا هو المتحكم، أي أن هاته الصورة والتمثلات عنها هي التي تتحكم، فكما قلت "الأنا" أمر لازم وأساسي لأنه هو الشخص نفسه في نهاية المطاف، لكن عندما يكون هو المتجبر. حينها تتضخم الصورة في عين صاحبها وتجعله لا يرى إلا نفسه، أي أنه يعتقد أنه هو الوحيد القادر على تملك المعرفة ولم يعد بحاجة لها، وأنه الأفضل والأجمل، هذا يجعل الشخص يرى نفسه فوق الجميع، وهنا يكمن الخطر، لأنه يتحول إلى شبيه بآلة حصاد، تحطم كل من أو ما يمر أمامها، لأن الفكرة المسيطرة حينها تكمن في "أنا أو لا أحد". من هنا تظهر المشاكل في العلاقات، وفي العمل، بسبب الرغبة في التحكم وانعدام التواصل، واللجوء إلى تقنيات التحكم في الآخرين لبلوغ أغراضه، والخطر الأكبر أن من يعاني تجبر الأنا يرى أن الآخرين أشياء موجودة في الكرة الأرضية لتلبية وتحقيق رغباته. < كيف يمكن إيجاد المعادلة التي تضمن توازن الأنا؟ < المشكل أنه في الغالب لا يعي صاحب الأنا المتجبر مشكلته، إلا إذا واجه صدمة كبيرة، لأن هذه الفئة لا تعرف أنها تعاني مشكلا أصلا، فكما قلت هي ترى نفسها مثالية، وبالتالي هي بحاجة إلى صدمة، حتى تعمل على إصلاح جوانب شخصيتها وتتلقن مبادئ التحكم في الذات والتواضع وأنه لا داعي للمقارنة بالغير. من الضروري معرفة أن تضخم الأنا يبنى منذ السنوات الأولى، بسبب تربية الأطفال على مبدأ "الطفل الملك"، بسبب الدلال الزائد، ما يجعل الطفل، هو المتحكم، ولا مكان في حياته لاحترام الآخرين، لأنه يجد نفسه محاطا بكل ما يرغب فيه. على العكس، يجب تربية الأطفال على كون الحياة هي مجموعة تضحيات وعمل وتواصل واحترام للذات والآخرين.

الأنا خطير إذا تجبر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السكري ورمضان

نصائح لتنظيف أدوات الطبخ الخشبية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات