اليسار يحقق نتائج إيجابية في التشريعيات الفرنسية

وزراء حكومة جان جاك أيرو تصدروا نتائج دوائرهم أكدت نتائج الدور الأول من الانتخابات التشريعية الفرنسية عزم الناخب الفرنسي توقيع تناوب سياسي بمنح الحزب الاشتراكي إمكانية الفوز فيها، وبأغلبية مريحة على الأقل، بعد انتزاع مفاتيح قصر الإليزيه من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي من طرف فرانسوا هولاند. وشهدت هذه الانتخابات تصدر جميع وزراء حكومة جان جاك أيرو نتائج دوائرهم، فيما أعطت فوز الوزير المذكور إلى جانب وزير خارجيته لورون فابيوس وأربعة وزراء آخرين في هذا الدور بفضل نسبة الأصوات التي حصلوا عليها، والتي تعفيهم من اجتياز امتحان الدور الثاني من هذه الانتخابات. وكان الوزير الأول الفرنسي شدد على أن أي وزير لم يفز في التشريعيات يعتبر نفسه خارج الحكومة عملا بمبدأ أن الاستوزار لابد أن تزكيه شرعية صناديق الاقتراع، في حالة تقدم الوزراء للانتخابات، إلا أن نجاة بلقاسم، الوزيرة من أصل مغربي، ارتأت عدم خوض غمارها خشية فقدان منصبها ناطقة باسم الحكومة ووزيرة للمرأة. وسجلت خلال هذا الدور هزيمة جون لوك ميلانشو قائد جبهة اليسار التي تعتبر مقربة من اليسار الراديكالي أمام زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان وخروجه من هذه الانتخابات في دورها الأول، وهو ما اعتبر ضربة قاسية لهذا التنظيم الفتي الذي حقق عموما نتائج مقبولة ويطمح لأن يشكل فريقا برلمانيا في الجمعية الوطنية. ولم يعرف هذا الدور مدا ورديا، شعار الاشتراكيين، على امتداد التراب الفرنسي، إلا أن حزب مارتين أوبري حقق الأهم ووضع إلى جانبه جميع الحظوظ، للفوز بأغلبية مطلقة في الدور الثاني المحدد في 289 مقعدا، والتي قد تجنبه تسويات سياسية في مشاريعه الإصلاحية القادمة، تفرض عليه من طرف حلفائه من الأحزاب اليسارية الأخرى، خصوصا حزب الجبهة الوطنية. كما أظهرت هذه الانتخابات وجود قوتين سياسيتين ممثلتين في كل من الحزب الاشتراكي من جهة والاتحاد من أجل حركة شعبية من جهة ثانية، إلى جانب أحزاب سياسية صغرى يمينا ويسارا لا تزن كثيرا أمام الطرفين، و أعلنت شبه نهاية لحزب الوسط لزعيمه فرانسوا بيرو الذي سيلقى صعوبة كبيرة في الفوز في هذه المحطة السياسية، بالنظر إلى النتائج المتواضعة جدا التي حصل عليها بموجب هذا الدور.وعكست التشريعيات الفرنسية في دورها الأول أن هناك رؤيتين متصارعتين للمجتمع الفرنسي، يطرحهما الحزبان القويان المذكوران، رؤية للاشتراكيين تراهن على الاستثمار ودعم القطاعات العمومية لأجل الآلة الإنتاجية الفرنسية وتنشيط معدلات النمو،.ورؤية يمينية تميل إلى التقشف وخفض عدد الموظفين في عدد من القطاعات زيادة على مواقفها المجتمعية بخصوص الهجرة والهوية الوطنية والإسلام في فرنسا. وينتظر أن تطلق الأحزاب الجمهورية التي لا تتقاطع مع إيديولوجية اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين، سواء كانت محسوبة على اليمين أو اليسار، أن تطلق نداءات إلى مناضليها والمتعاطفين معها للتصويت ضد مرشحي اليمين المتطرف الذين منحتهم نتائجهم في الدور الأول حضورا مريحا في الدور الثاني. وفي السياق ذاته، أبرزت هذه الانتخابات أن اليمين الفرنسي، ممثلا في الاتحاد من أجل حركة شعبية يخترقه تيار عادة ما كشف عن ميوله السياسي نحو اليمين المتطرف حيث لم تتردد وزيرة سابقة في حكومة فيون أن تصرح على أنها تتقاسم أفكار اليمين المتطرف نفسها، داعية ناخبيه إلى التصويت لصالحها في الدور الثاني. إلا أن هذه الأصوات تشكل حساسية محدودة التأثير في اليمين المعتدل، وتطلق على نفسها داخل هذا المعسكر السياسي القوي التيار الشعبي، والتي عرفت خلال ولاية ساركوزي بمواقفها المتشددة والقريبة جدا من مواقف اليمين المتطرف بخصوص الهجرة والإسلام والهوية الوطنية، مقابل تيار إنساني يعكسه صف «شيراك» الذي يجد ذاته في قناعات مخالفة تعتبر «المهاجر أخا»، كما صرح الوزير الأول اليميني السابق، جون بيير رفران. بوعلام غبشي (باريس)

اليسار يحقق نتائج إيجابية في التشريعيات الفرنسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأوقات المأزومة... هل تسقط مصر؟

البيئة محور مهرجان الفيلم العربي القصير بإفران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات