البيئة محور مهرجان الفيلم العربي القصير بإفران

بالغالي: السينما من الأساليب الأساسية التي تجعل الإنسان العربي يدرك حقيقة ما يحياه اختارت إدارة مهرجان الفيلم العربي القصير بمدينتي إفران وأزرو، "سينما البيئة العربية: واقع وتحديات"، محورا لدورته الرابعة عشرة المنتظر تنظيمها بين 23 و26 غشت المقبل، بحضور أكثر من 13 دولة عربية تتنافس للظفر بمختلف جوائزه خاصة الجائزة الكبرى أو "الأرز الذهبي". وحاول المهرجان المحافظة على "تيمة" دوراته الأربع الأخيرة ، التي انصبت على المربع المتناغم مع البيئة، ومحاور الماء والنار والهواء والأرض، في إطار ما يسميه المنظمون "بادرة خير جديدة وصلح بين الإنسان والفن والبيئة"، تذكيرا بما تحمله البيئة من جمال والطبيعة من أمومة وحنان وتسامح. وأوضح المنظمون أن السينما صوت إنساني خالص ونافذ يتغلغل دون حدود أو قيود وبمنتهى السحر والجمال، لذلك "آثرنا ربط اهتمام مهرجاننا بالبيئة في السينما العربية، طالما أن المهمة الرئيسية للسينما بشكل عام وهو ما يثير انتباه العالم والعالم العربي على نحو خاص". وأوضحت ورقة قبلية لمحور المهرجان أنه رغم الحدود الفاصلة التي قد تفصل البشر، فهي لن تحد تدفق الحياة ودفء الإنسانية، طالما أن سينما البيئة مذهلة ومفزعة، لأنها تعالج حجم وعدد الكوارث المناخية التي تعصف بكوكب الأرض. ويؤكد عزيز بلغالي، مدير المهرجان، أن اللغة السينمائية جادة وطريفة ومسلية، لكنها من الأساليب الأساسية التي "تجعل الإنسان العربي يدرك حقيقة ما يحياه ويعي ما يحيط به، بعيدا عن ضغوط الخطابات والمؤتمرات والقمم التي تستجدي القلب ولا تجدي، لا تقدم ولا تؤخر ومن دون داع". ويعترف بضعف سينما البيئة العربية إن من ناحية الحضور أو الكم أو من الناحية الجمالية الفنية والدعم التقني والتكنولوجي، باعتباره "ضعف لا يبرر، ومن المثير حقا أن تصل السينما العالمية المعروفة إلى أقاصي التوظيف التكنولوجي، مقابل استهلاك عربي دون إنتاج". وأوضح أن السينما العربية بكل أنواعها وفروعها، ما زالت تصارع في البحث عن موقع ومركز معين وهوية ما زالت تائهة في إبجادها، وهو "وضع لا نحسد عليه، ولا يمكن نكرانه أو نفيه، ولكنها على الأقل تحظى بقاعدة جماهيرية معتبرة، ولديها الراعي الإعلامي الذي يدعمها". وهذا الأمر، يجعل فيلم البيئة حبيس المجهول والجحود. وهو "إن كان وضعا مقلقا، فإنه لا يختلف عما تحياه باقي النشاطات وجوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في بلدان عربية شتى، التي ما تزال في حالة تصارع وصدام وتصعيد، وتبحث عن منارة أمل وأمن تستدل بها وسط معتركات لا تنتهي". وبرأيه، فهي بالكاد ظهرت إلى الوجود، في واجهة يجب أن تتغير وتعدل زاوية النظر، إذ أن قلة الاهتمام وغياب الوعي ونقص الإمكانيات المادية والبشرية، وغياب ثقافة فيلم البيئة، أسباب واهية لا يجب أن تقف حجر عثرة أمام تطور وتقدم سينما البيئة". هذا النوع من السينما ظل حبيس جدران مظلمة وآفاق ضيقة وزوايا حادة، أضحت تمثل ركيزة وإن كانت تقع على الهامش فهي أساسية للتوعية بأهمية البيئة أو التدليل بمخاطر التغير المناخي والتلوث البيئي والاحتباس الحراري، التي تهدد الحق الطبيعي للإنسان في الحياة على كوكب هو وطنه.وبرأيه فمستقبل الفيلم البيئي العربي ما يزال ضبابيا ومجهول الهوية والغاية والوسائل المستخدمة الموظفة بشكل لائق وسليم ومناسب لاحتياجات هذا النوع من الأفلام مع الخصوصية العربية، في وقت يسمح فيه بالحديث عن رهانات الفيلم البيئي العربي ومقتضايته. ويقول بالغالي إن شبح الواقع يظل يفرض نفسه بقوة علينا بما يثيره من تشاؤم، وما يبعثه من قلق وسخط من حال يرثى له، ف"غياب المنهج المؤطر والسياق المحدد لسينما البيئة العربية، من أهم عوائق الحائلة دون إنتاج هذا النوع من الأفلام إن محليا أو عربيا أو عالميا كأبعد طموح". غير أن ثقل المسؤولية تقع أكثر، بنظره، أكثر على عاتق المؤسسات والأجهزة الإعلامية والحكومية، إذ أن التوعية بمخاطر وتدهور البيئة، "سيبعث على لزوم تعبئة الجمهور بكل الموجودات والوسائل المتاحة، بمفهوم التعبئة من جانبه البيئي، لمحاربة هذه المخاطر بما في ذلك السينما كصوت للبيئة وروحها". ح . أ (فاس)

البيئة محور مهرجان الفيلم العربي القصير بإفران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليسار يحقق نتائج إيجابية في التشريعيات الفرنسية

5 آلاف شخص تابعوا "ملحمة الخيام" بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات