طالبات يهربن من حصار الحي الجامعي أكدال لبيع أجسادهن خلف الوزرة البيضاء وملابس الدراسة، تختبئ حقائق صادمة، قد يجهل أقرب المقربين منهن، تفاصيلها، وقد لا يصدقون ما قد يقمن به من أجل الحصول على المال. إنهن طالبات وتلميذات عاهرات، يمارسن الدعارة، لأنهن اضطررن إلى ذلك، للاستمرار في الدراسة، أو اخترن بيع أجسادهن لعيش حياة الرفاهية وتقليد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي. حياة "هاي كلاس" خرجت نزهة، اسم مستعار، من ثانوية بأحد أشهر الأحياء الشعبية بالرباط، دقائق قليلة بعد منتصف النهار، للقاء "حولي"، يدفع ثمن وجبة غذاء فخمة في أحد المطاعم الراقية. غير بعيد عن المؤسسة التعليمية، كان رجل في الخمسينات من عمره، داخل سيارة سوداء ينتظرها، ومباشرة بعدما جلست إلى جانبه، قاد السيارة بسرعة، هاربا من أعين بعض التلاميذ التي كانت تلاحقها، وتتابع حركاتها منذ خروجها من الثانوية. إنها ضمن تلميذات اخترن الاختباء وراء الوزرة البيضاء، لممارسة الدعارة، ليس لأنهن من طبقة فقيرة، ويضطررن إلى ذلك لتغطية مصاريف دراستهن، إنما من أجل عيش حياة الرفاهية. حذاء من آخر صيحات الموضة ومعطف مثل الذي ترتديه فنانة في صورة نشرتها على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، وأحمر شفاه من ماركة عالمية، هذا هم الكثير من التلميذات وأيضا الطالبات الجامعيات، ولأنه غالبا ما يتعذر عليهن الحصول على ذلك، يلجأن إلى أسهل الطرق حتى يتمكن من جمع المال الكافي لتحقيق الهدف، وهو بالضبط ما اختارته نزهة. فلا مانع لديها من ممارسة علاقة جنسية كاملة مع رجل يكبرها بسنوات كثيرة، مادام أنه سيمنحها، بعد المهمة التي على عاتقها، مبلغا ماليا محترما، ستقتني به كل ما تشتهي. ولا تكترث لما سيقال عنها إذا وافقت على قضاء ساعات رفقة رجل في شقته، مادام أنها ستتمكن، بالمال الذي ستحصل عليها مقابل ذلك، من نشر فيديو على "سطوري" على صفحتها على "إنستغرام"، وهي تقوم بـ"شوبيغ"، داخل محل لعلامة تجارية عالمية. "أمام عجز بعض العائلات عن توفير حياة "الرفاهية" لبناتهن، يخترن ممارسة الدعارة، وبيع أجسادهن مقابل مبالغ مالية"، تقول تلميذة قبل أن تضيف أن زميلة لها، كانت ضحية طمعها ورغبتها الملحة في عيش حياة الرفاهية، قبل أن تنقلب حياتها رأسا على عقب، بعدما اكتشفت عائلتها الواقع، وما تخبئه تحت وزرتها البيضاء. من أجل الدراسة ليس كل الطالبات داخل الحي الجامعي بأكدال الرباط، يحملن حلم الوصول إلى أعلى درجات العلم والحصول على شهادات عليا تخول لهن ولوج عالم الشغل بكل سهولة. فجزء منهن، وجدن المكان فرصة للاختباء من الأعين، وحتى يمارسن الدعارة دون "حضية". فرغم المراقبة التي يفرضها حراس الأمن، والتعليمات الصارمة بمنع دخول أو خروج أي طالبة خارج الأوقات المسموح لهن بها، تجد الكثير منهن طريقة للفرار من "الحصار"، والخروج من الحي الجامعي لاصطياد الفرائس، ولقضاء ليال حمراء. فموقع الحي الجامعي وقربه من حي أكدال، يساعد طالبات/ ممتهنات الدعارة، على تحقيق هدفهن دون عناء. فعند وصول عقارب الساعة إلى الثامنة مساء، تستعد طالبات لفك الحصار والخروج من "جلباب" الطالبة، ولعب دور العاهرة. "يضم الحي الجامعي بأكدال، طالبات من مدن مختلفة، جئن إلى العاصمة الإدارية، من أجل إنهاء دراستهن، لكن الظروف المادية قد تحول دون تحقيق الهدف"، تقول طالبة بالحي الجامعي قبل أن تضيف أن بعض الطالبات، وأمام إصرارهن على الاستمرار في الدراسة، رغم ظروفهن المادية المزرية، يضطررن إلى ممارسة الدعارة، سيما أنهن بعيدات عن عائلاتهن، وأنه، باستطاعتهن الخروج في أي وقت، ودون أن يضطررن إلى تبرير غيابهن. السمعة السيئة التي صارت تلاحق طالبات بالحي الجامعي، وبأنهن يمارسن الدعارة لتغطية مصاريف الدراسة وغير ذلك، تزعج الطالبات "للي داخلين سوق راسهم"، وهو الأمر الذي تحدثت عنه طالبة في حديثها مع "الصباح"، مشيرة إلى أن الكثير منهن يتجنبن السير قرب الحي الجامعي مساء، حتى لا يعتقد البعض أنهن من الطالبات الباحثات عن الزبائن. إيمان رضيف