الصرع عند الأطفال … خطـر الوفـاة قائـم

الاختصاصية المخلوفي نبهت إلى أن نصف حالات الإصابة مجهولة الأسباب وحذرت من إهمال العلاج شددت إيمان المخلوفي، طبيبة أطفال ومواليد على عدم وجود سبب مباشر في نصف حالات الإصابات المسجلة عند الأطفال، منبهة إلى أن الصرع ونوباته يمكن أن يتعرض لها الأطفال في مختلف الأعمار ومنذ الولادة. وأكدت في المقابل على ضرورة الحرص على الانضباط إلى العلاجات الموصوفة، التي تعمل على تخفيف نوبات الصرع. تفاصيل أكثر عن الأسباب والأعراض، وأخطر المضاعفات في الحوار التالي: < كيف يمكن تعريف الصرع عند الأطفال؟ < من المهم جدا تحديد مفاهيم كثيرة تبدو متشابهة لكنها في الحقيقة ذات دلالات مختلفة. أقصد أنه علينا أن نفرق بين نوبة الصرع ونوبة "الاختلاج"، ومرض الصرع. فنوبة الصرع هي عبارة عن تغيير مفاجئ للحركة أو التصرفات أو الحواس أو الوعي. ويأتي هذا التغيير نتيجة تهييج كهربائي مفرط لمجموعة من الخلايا العصبية للدماغ. أما نوبة الاختلاج فهي عبارة عن مجموعة من الحركات اللإرادية تخص الجسم كله أو جزءا منه فقط، فيما الصرع المرضي هو عبارة عن مرض مزمن يتميز بحدوث نوبات صرع متكررة دون تحديد واضح للمسببات لهذا التهييج الكهربائي المفرط لخلايا الدماغ. < في أي عمر يمكن أن يصيب الطفل؟ < نوبات الصرع تهم جميع الأعمار، شأنها شأن الاختلاج، الذي يمكن أن يحدث لدى المواليد كما الأطفال الكبار، ويحدث الصرع المرضي عند الأطفال الكبار فقط. < ما هي أعراضه؟ < تختلف الأعراض حسب نوع "نوبة الصرع"، التي تنقسم إلى نوعين: نوبات صرع بؤرية أو جزئية، إذ يكون النشاط الكهربائي للدماغ غير طبيعي في جزء واحد منه، وهنا تظهر الأعراض حسب الوظيفة التي يقوم بتنسيقها هذا الجزء، فقد نشهد حركات انتفاض أو تشنج لا إرادي للذراع أو الساق، أو هما معا، أو حركات تقلص متوالية للجفون أو المضغ اللاإرادي أو تغير حاسة ما كالذوق أو الشم. < هل هناك أنواع للمرض؟ < هناك نوبات صرع معممة، تأتي نتيجة إصابة جميع أجزاء الدماغ بهذا النشاط الكهربائي المفرط، وهنا نستطيع تحديد ستة أنواع من النوبات التي تدخل في هذا الإطار، تهم فقدان الوعي، غالبا ما تخص الأطفال دون البالغين، وتتميز بوقوع تشوش ذهني مصحوب بنوبة من التحديق والشرود يعود بعدها الطفل إلى وعيه، دون تذكر ما حدث كأنه وقت مستقطع من الزمن. هناك أيضا نوبات التوتر أو التشنج، إذ تتشنج كل عضلات الجسم، فيصبح الطفل كأنه متجمد، ما يسبب وقوعه فجأة على الأرض. ويهم النوع الثالث نوبات الارتعاش، التي هي عبارة عن ارتجافات وتقلصات متوالية ومنتظمة لعضلات الجسم. هناك أيضا نوبات التوتر الارتعاشية، التي تعد الأكثر شيوعا، إذ يصاب الطفل بتيبس الأطراف وارتجافها بشكل متوال وملفت، يصاحبها انقلاب العين واختفاء البؤبؤ، تحت الجفن العلوي للعين مع انبعاث رغوة من الفم، ثم تنتهي النوبة بفقدان الوعي مع ارتخاء العضلات بما فيها عضلة المثانة ونلاحظ انفلات البول. < وأين تصنف نوبات الارتعاش؟ < تأتي النوبات الارتعاشية العضلية، على شكل رعشات مفاجئة وموجزة أو تشنجات في الذراعين والساقين، والنوع الأخير يشمل نوبات الارتخاء، إذ ترتخي جمبع عضلات الجسم بشكل مفاجئ، ما يؤدي إلى الوقوع أرضا. - ماذا عن أسباب الإصابة بالمرض؟ 50 في المائة من الأطفال المصابين بمرض الصرع لا توجد لديهم أسباب واضحة لتفسير وقوع النوبات، إلا أنه عموما تبقى الأسباب الشائعة للإصابة بالصرع، رضوض الرأس خلال الولادة، وتشوهات الدماغ الخلقية، ونقص الأكسجين الحاد خلال الحمل أو خلال الولادة، ما يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، وبالتالي الإصابة بالصرع أو بالشلل الدماغي في الحالات القصوى. فضلا عن ذلك، هناك أيضا الارتفاع المفرط لدرجة الحرارة عند الأطفال دون سن الخامسة، إذ تعتبر الحرارة من العوامل المؤثرة في النشاط الطبيعي للدماغ، والتهاب السحايا والدماغ، علاوة على رضوض الرأس نتيجة حادث ما، أو أورام الدماغ، أو السكتات الدماغية، واضطرابات من قبيل انخفاض او ارتفاع السكر في الدم، أو الكالسيوم أو الصوديوم في الدم. < أين تكمن خطورة الإصابة بالصرع عند الطفل؟ < الطفل المصاب بالصرع معرض للخطر، إذ أن نوبات الاختلاج غير متوقعة ومفاجئة، لذلك يكون دائما مهددا، فبحسب النشاط الذي كان الطفل يزاوله خلال النوبة، فهو معرض للوقوع أرضا واصطدام رأسه وإصابته بكسور وارتجاجات. من الممكن أيضا تعرض الطفل للغرق في حالة السباحة أو الاستحمام، كما يتعرض هؤلاء الأطفال لاضطرابات نفسية نتيجة القلق المرضي وحالات اكتئاب قد تكون خطيرة. من الممكن أن تستمر نوبة الاختلاج مدة طويلة تفوق خمس دقائق أو أن تأتي هاته النوبات متتالية، دون استعادة الوعي بين كل منها، أو استمرار فقدان الوعي، ما يزيد عن 30 دقيقة، في هاته الحالة نتحدث عن "الحالة الصرعية"، التي تعد من المضاعفات الخطيرة للمرض قد تؤدي إلى الوفاة أو إلى تلف الدماغ الدائم. < كيف يمكن تشخيص المرض والبحث عن مسبباته؟ < كل طفل يتعرض لأحد نوبات الصرع سالفة الذكر يجب أخذه على الفور إلى طبيب الأطفال. بعد استجواب عائلة الطفل ومحيطه, نقوم بفحصه فحصا دقيقا في محاولة البحث عن السبب. يعمل التخطيط الكهربائي للدماغ على تحديد المناطق المشوشة والمهيجة في الدماغ. وتأتي وسائل التشخيص بالأشعة والرنين المغناطيسي لتظهر لنا المسببات المركزية على مستوى الدماغ فيما تمكننا فحوصات الدم من تحديد نسبة كل من السكر والصوديوم والكالسيوم خاصة. أدوية العلاج < هل العلاج ممكن؟ < إذا تم علاج السبب، فتراجع نوبات الصرع شيء طبيعي. أما في حالة عدم التوصل للعلاج الجذري للمسبب أو عدم العثور أصلا على مسبب ملموس للمرض، فهنا نتوفر على مجموعة من الأدوية تقوم بتهدئة النشاط المفرط للدماغ، التي تتطلب مراقبة دائمة ومراجعة من طرف طبيب الأطفال، حتى نتمكن من تعديل الجرعات حسب وزن الطفل واستجابته للدواء إيجابا أو سلبا. كما يجب اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة من طرف أهل الطفل، من قبيل حماية رأسه بخوذة خاصة بالنسبة إلى الأطفال صغار السن، الذين يعانون من نوبات متكررة، وأيضا ملازمتهم خلال الاستحمام أو السباحة وفي بعض الأحيان خلال النوم. أجرت الحوار: هجر المغلي

الصرع عند الأطفال … خطـر الوفـاة قائـم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصـرع ... إصابـة الأطفـال أخطـر

تفاصيل ذبح مطلقة بإفران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات