صفقة سرية بين العدل والإحسان وأجهزة إسبانية

تحقيقات حول تمويل الجماعة بالجارة الشمالية واحتوائها لجماعات إسلامية كشفت تقارير إخبارية إسبانية، أخيرا، أن استخبارات الجارة الشمالية واصلت تحرياتها حول المساعدات المالية التي يتلقاها فرع جماعة العدل والإحسان في منطقة مورسيا.وأفادت التقارير نفسها أن جماعة العدل والاحسان باسبانيا، خاصة منطقة «مورسيا» أسست مجموعة من الجمعيات، مما دفع وزارة الداخلية الاسبانية إلى فتح تحقيق في مصادر تمويل الجماعة، علما أن الاستخبارات دقت ناقوس الخطر بسبب نشاط أعضاء جماعة العدل والإحسان المتمركزين في أليكانتي وفلنسيا، خصوصا مع قوتهم التنظيمية، وورود أخبار عن ترؤس فيدرالية المسلمين بالمنطقة من طرف أحد قياديي الجماعة.ولم تخف المصادر ذاتها أن الحكومة الاسبانية لجأت إلى طريقة جديدة لاحتواء جماعة عبد السلام ياسين بالسماح لقياداتها بالسيطرة على الفدرالية الإسبانية للهيآت الدينية الإسلامية، المعروفة اختصارا « بالفيري» والتي تضم ما يقرب من مائة جمعية إسلامية منتشرة على مجموع التراب الإسباني، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أنه سبق لوزارة العدل بالجارة الشمالية أن نفت موافقتها على السماح لأحد قيادي العدل والأحسان بترؤس فرع الاتحاد الاسباني للطوائف الدينية الإسلامية بمدينة مورسيا التي تؤوي 100 ألف مسلم. وذكرت التقارير ذاتها أن هناك اتجاهات عديدة داخل الأجهزة الإسبانية من أجل تحديد طريقة التعامل مع العدل والإحسان، علما أن وزارة العدل تحاول إقصاء أعضاء الجماعة من تقلد مناصب مهمة داخل الهيآت الإسلامية تبعا لتحذيرات وتقارير منجزة من طرف الاستخبارات الاسبانية والمغربية، في حين نجح أعضاء ومتعاطفون مع الجماعة من التوغل داخل اتحاد المسلمين بإسبانيا، مما تعتبره الحكومة «أمرا غير مقبول من طرف السلطات الإسبانية والتي تربط دائما جماعة عبد السلام ياسين بجماعة الدعوة والتبليغ»، علما أن الأخيرة تنفي دائما عنها صفة العنف أو التحريض عليه. وسبق للجماعة نفسها أن سعت، في الآونة الأخيرة، إلى بسط نفوذها على سبتة المحتلة التي استقبلت، بناء على أوامر قياديي الجماعة، عددا كبيرا من أتباع عبد السلام ياسين، خصوصا القادمين من مدن سلا والرباط والقنيطرة وطنجة وتطوان وشفشاون، بل إن عددا من مساجد المدينة أصبح تحت نفوذ الجماعة، بالمقابل سعت إلى عقد اجتماعات ولقاءات من أجل استقطاب عدد من المصلين بها.وأوضحت المصادر نفسها أن كل تقارير الأجهزة الأمنية تشير إلى سباق جماعة العدل والإحسان من أجل تبوؤ مركز هام داخل المدينة المحتلة، علما أن السلطات الأمنية الإسبانية فطنت إلى خطة الجماعة، وسعيها إلى احتلال أغلب المساجد من أجل استقطاب أتباع جدد ومنافسة بعض الجماعات الإسلامية التقليدية، مثل الدعوة والتبليغ. وركزت الجماعة في بداية وجودها في المدينة المحتلة على المساجد الصغيرة التي شكلت بداية الانطلاقة لعمل الجماعة بعد أن تحولت إلى معقل لأتباع عبد السلام ياسين، إذ اعتاد الزعماء المحليون للجماعة بالمدينة عقد لقاءات واجتماعات تنشر توجهات العدل والإحسان، تحت أعين الأجهزة الأمنية الإسبانية.وتخشى إسبانيا من زيادة نفوذ الحركات الإسلامية بسبتة ومليلية، خصوصا جماعة العدل والإحسان وجماعة الدعوة والتبليغ، سيما أن تقارير عديدة حذرت مما أسمته توسع الحركات الإسلامية والتنسيق في ما بينها، وأكدت ضرورة وجوب التصدي لما أسمته التشدد الإسلامي بالمدينة، عكس الإسلام المعتدل الذي لا يشكل خطرا على إسبانيا. خالد العطاوي

صفقة سرية بين العدل والإحسان وأجهزة إسبانية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة: الإصلاح الوطني الشامل لنظام العدالة بالمغرب

اعتصام فنانين ومستخدمين بفندق بعين الذئاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات