كواليس نهائي أدخل بركان التاريخ

جماهير قليلة حضرت المباراة والأمطار أربكت المنظمين وأحرجت أعضاء الجامعة دخل نهضة بركان سجل الأندية المتوجة بكأس العرش لأول مرة في مساره، بفوزه على وداد فاس بالضربات الترجيحية الأحد الماضي بملعب مولاي عبد الله بالرباط، في نهائي وسمه ضعف الإقبال الجماهيري، رغم مجانية الدخول. وشكل سوء التنظيم أحد الجوانب السلبية الأخرى في المباراة، فيما تسببت الأمطار أيضا في إحراج الأعضاء الجامعيين والمنظمين، الذين وجدوا صعوبات في التنقل، كما أن الجماهير البركانية عانت الأمرين قبل وصولها إلى الرباط. ونال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الحظ الأوفر من السب والتشجيع في آن واحد في النهائي، من قبل الجمهور. شغب في الطريق السيار تعرضت مجموعة من مشجعي نهضة بركان لاعتداءات بالحجارة في الطريق السيار، أثناء قدومها إلى الرباط، لتتبع مباراة فريقها في نهائي كأس العرش. وعاينت «الصباح» مجموعة من السيارات التي أصيبت بالحجارة وتعرضت لتكسير زجاجها من قبل جانحين تمكنوا من اعتراض سبيلها في الطريق السيار قرب فاس. ونجا عدد من المشجعين البركانيين من الموت، أثناء اقترابهم من فاس، إذ كان في انتظارهم العشرات من الأشخاص ملثمين، رشقوهم بالحجارة والقنينات الزجاجية، غير أن الأضرار لم تتعد إصابات خفيفة في سياراتهم وحافلاتهم. وأبدت بعص جماهير الفريق البركاني استياءها مما جرى لها في الطريق السيار، علما أن العديد منهم جاء من أوربا لتتبع المباراة، خاصة من هولندا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا، كما أن البعض الآخر جاء من الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما أكده منير الجعواني، مدرب الفريق في الندوة الصحافية. وردد جمهور وداد فاس عبارات نابية في حق فوزي لقجع والجامعة وجمهور الفريق البركاني. نهائي الأمطار ساهمت الأجواء الماطرة في الحضور المحتشم لجمهور الفريقين، سيما أنهما بعيدان عن الرباط، التي احتضنت النهائي، بحضور الأمير مولاي رشيد. وساندت جماهير الجيش الملكي وداد فاس، بل كانت إلى جانب مشجعيه طيلة المباراة، وحملت شعارات الفريق ورددت أناشيده. وأربكت الأمطار كثيرا المنظمين، بعد أن منعتهم من التنقل بسهولة داخل الملعب، كما ساهمت في تحفظهم على استعمال بعض الأدوات، خوفا من تعرضها للتلف. أعضاء محرجون تعرض أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى حرج كبير، أثناء التحضير لبروتوكول استقبال الأمير مولاي رشيد، لإعطاء الانطلاقة الرسمية. واضطر أغلب الأعضاء إلى البقاء مختبئا في المنصة الشرفية، رغم صدور تعليمات بالنزول إلى الملعب، وانتظار قدوم الأمير. ولم تحضر نوال المتوكل، عضو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما غابت عن مباراة الإناث بين الجيش الملكي وأطلس 05 للفقيه بنصالح، رغم أنها ترأس اللجنة النسوية بالجامعة. مشاكل تنظيم متواصلة سجل التنظيم بعض الانفلاتات، رغم استقدام شركة أمن خاص لتنظيم عملية دخول وخروج المشجعين والمسؤولين. ورغم أن الولوج إلى الملعب كان بطريقة سلسة، إلا أن بعض رجال الأمن كانوا يسعون إلى التحقق من هويات المتفرجين بطريقة عشوائية. ومن بين الأحداث التي وقفت عليها «الصباح»، محاولة أحد العناصر الأمنية التأكد من هوية بعض الزملاء الصحافيين، دون توفره على لائحة بأسماء الصحافيين والمنابر الإعلامية المعتمدة. كما عاينت «الصباح» طريقة تحرك بها الطاقم التقني لنهضة بركان في دكة الاحتياط، واقتحامه في أكثر من مناسبة أرضية الملعب. وسجلت المنطقة المختلطة ارتباكا في أخذ التصريحات من قبل اللاعبين، إذ في الوقت الذي غادر لاعبو وداد فاس الملعب دون إعطاء تصريحات، فضل زملاؤهم البركانيون الانسلال عبر الحواجز التي وضعتها الجامعة، كما عاينت «الصباح» دخول مجموعة من المشجعين إلى الممر المؤدي إلى مستودع الملابس، وظلوا يتجولون بين المنطقة المختلطة ومستودعات اللاعبين، في غياب رقابة من قبل المنظمين. جدل حول توزيع التذاكر عاينت «الصباح» توزيع مسؤولين التذاكر قرب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، من بينهم محمد قاسمي، الكاتب الإداري لفريق نهضة بركان، الذي حل حوالي الساعة 12 قبل الظهر، وظل يوزع التذاكر على المشجعين. واضطرت العديد من الجماهير البركانية إلى الانتظار ساعات طويلة أمام الملعب، من أجل الحصول على التذاكر. ورغم أن الجامعة خصصت حوالي 17 ألف تذكرة لكل فريق، إلا أنها لم تتمكن من توزيعها كاملة، بسبب سوء الأحوال الجوية، إضافة إلى الخوف من وقوع أحداث شغب. ولم تعرف المباراة حوادث أو أحداث شغب، باستثناء بعض الجماهير التي رشقت رجال الأمن بالقنينات، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها، بمجرد تدخل رجال الأمن. إنجاز: صلاح الدين محسن - وتصوير: (عبد المجيد بزيوات) تصريحات الجعواني: لا أصدق تحركاتي في المباريات هنأ منير الجعواني، مدرب نهضة بركان، مكونات فريقه على التتويج الأول في مسيرته الرياضية منذ إحداثه في 1949، بعد فوزه نهاية الأسبوع الماضي على وداد فاس بالضربات الترجيحية. وأكد الجعواني أن الجيل الحالي يستحق التتويج بهذا اللقب، مشيرا إلى أن فوزي لقجع، رئيس الفريق، صرح خلال آخر جمع عام للفريق، أن نهضة بركان تأخر كثيرا في الحصول على الألقاب. وأضاف الجعواني أن هذا اللقب مثابة رد الاعتبار إلى الإطار الوطني. وصرح الجعواني أنه درس الفريق الفاسي كثيرا، وعرف طريقة لعبه ونقط قوته وضعفه، غير أنه لم يتمكن من التسجيل في الجولة الأولى، ثم عاد في الجولة الثانية واستطاع أن يسجل، مشيرا إلى أن ضربات الترجيح كانت إلى جانبه. وقال الجعواني إن فريقه تأثر كثيرا بالغيابات، خاصة بالنسبة إلى الأجانب، الذين كانوا رفقة منتخبات بلدانهم. وكشف الجعواني أنه لا يتصنع الحركات في دكة الاحتياط، وأنه يتفاجأ عندما يشاهد تسجيل المباريات، ولا يصدق ما يفعله، حتى في المباريات الإعدادية. أوغني: لا يمكن تحميل الحكم المسؤولية أكد حسن أوغني، مدرب وداد فاس، أن نهاية كأس العرش كانت قوية وصعبة، وأنه كان يتوقع الصعوبات التي سيواجهها رفقة لاعبيه فيها، لأنه سيواجه فريقا متمرسا ولديه التجربة. وأضاف أوغني أن المتتبع للمباراة لم يلاحظ أن فريقه يلعب بالقسم الثاني، وأن المباراة غلب عليها الجانب التكتيكي. وأبدى أوغني إعجابه بردة فعل لاعبيه، بعد أن تلقوا الهدف الأول، ومواصلتهم للهجومات، حتى تمكنوا من تسجيل الهدف الثاني، مشيرا إلى أن تجربة الفريق البركاني مكنته من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة. وأوضح أوغني أن فريقه عانى الإرهاق، سيما أنه خاض مباراة أمام الرجاء بعشرة لاعبين لمدة 120 دقيقة، ثم واجه اتحاد سيدي قاسم في الأسبوع ذاته، وتنقل لمواجهة شباب بنكرير لحساب البطولة الوطنية، ثم 120 دقيقة أمام بركان. ورفض أوغني توجيه انتقادات للحكم سمير الكزاز، معتبرا أن التحكيم جزء من اللعبة، موضحا «من الممكن أنه لم يلعب جيدا، مثله مثل أي لاعب في المباراة، لأنه معرض لارتكاب الأخطاء، ولا يمكن تحميله المسؤولية كاملة». عبد الصمد المباركي أرغب في أن أهدي هذا اللقب إلى جميع مكونات الفريق، وإلى الجمهور البركاني، الذي ساندنا طيلة هذه الفترة، وخلال جميع الأدوار، ورافقنا إلى الرباط، حتى تمكنا من التتويج باللقب. وأحمد الله، أنني استطعت أخيرا أن أتوج مسيرتي الرياضية بلقب، سيظل راسخا في ذاكرتي، فبعد كل هذه السنوات من لعب كرة القدم، استطعت أن أدون اسمي في السجل الذهبي لكأس العرش. عادل السراج هذا اللقب جاء عن جدارة واستحقاق، بعد أن أبان اللاعبون عن استماتة كبيرة، طيلة فترة التصفيات، وتمكنوا من الإيمان بقدراتهم ومؤهلاتهم، حتى استطاعوا أن يحققوا ما عجزت عنه أجيال من هذا الفريق العريق في كرة القدم الوطنية. محمد عزيز نستحق الفوز باللقب، بعد المجهود الذي قدمناه طيلة المنافسة، والصورة التي تركانها اليوم في الملعب، وتشبثنا بحلم التتويج بلقب كأس العرش إلى آخر الدقائق، والاستماتة من جميع اللاعبين للظفر بالكأس الغالية. وأحمد الله، أني استطعت أن أحقق لقبا مع هذا الفريق، الذي أعطاني الشيء الكثير، وكنت أتمنى أن أحقق معه لقبا، حتى أرد جزءا من الدين الذي كنت أشعر به دائما. العربي الناجي ناضلنا من أجل هذا اللقب سنوات، والصورة التي قدمانها في المباراة، خير دليل على مدى رغبتنا في هذا التتويج، الذي يحلم به أي لاعب مغربي. رغم تسجيلي للعديد من الأهداف للفريق البركاني، فلم يسبق لي أن أحسست بهذه النشوة التي غمرتني لأول مرة في مسيرتي.

كواليس نهائي أدخل بركان التاريخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القضاء يوقف انفصال الدفاع الجديدي

ضربة موجعة لبلهندة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات